الانقسام الفلسطيني: أفعى برأسين

بقلم: عطا مناع


أريد أن أكون مخطئاً في قراءتي لحالتنا، وأتمنى أن احسب على شريحة المجانين الذين فقدوا القدرة على سبر واقعهم، وكم أتوق حد الجنون أن يخرج علينا مُنظر ما ليقول لقد انتهى الانقسام الفلسطيني الذي سلخ لحمكم عن عظمكم.
هي أمنية أؤكد أن كل الفلسطينيين ومحبيي القضية الفلسطينية من العرب والعجم و المتضامنين معنا في كافة أنحاء العالم يعيشون فصولها المؤلمة، لكنني أظن صياغة الواقع لا يتأتى بالأمنيات حتى المتواضعة منها والسهلة المنال لأننا بذلك نغرق في المثاليات .
قالوا لنا فلسطين من النهر إلى البحر!!! قلنا نحن معكم، وقالوا لنا لو هدموا بيتي أنا صامد!!! قلنا إلى جانبكم سائرون، ونادوا بالشعب ليردد من خلفهم يا زهرة النيران في ليل الجليل إما فلسطين وإما النار جيلاً بعد جيل، فرد الشعب كل الشعب نحن فداءُ للوطن، خرجوا علينا وقالوا إن جنحوا للسلم فاجنح فاجنح لها، خرج البعض منا وقال لا تصالح على الدم حتى بدم.
حركة الزمن تسير إلى الأمام، تُغير أحوال العباد، وُعدنا بأنهر اللبن والعسل، قلنا ماذا يريد الأعمى؟؟؟ وعدونا بالديمقراطية فإذا بها طريقنا للتيه في دهاليز الحسابات التي نجهلها أو كنا نجهلها، طلبوا منا التوجه لصناديق الاقتراع فكانت البداية، بداية الموت بالجملة، ليتحول صندوق الاقتراع لسيف يجز رقابنا، ولنصبح ضحية لأفعى برأسين رام اللة وغزة.
رأسُ هنا ورأس هناك والجسد هو الانقسام، والانقسام لا يكتفي برأسين، الانقسام يتوالد كما الجرذان، هي متوالية لا تتوقف كما حبة القمح والشطرنج، حيث الجشع السياسي والمالي وسطوة أمراض راكمتها مرحلة ما قبل أوسلو.
ما العمل؟؟؟ وأين طريق السلامة؟؟؟؟ انقلبوا على الشعب وأعلنوا أنهم يريدون أن يدخلوا به الجنة؟؟؟ نزلوا عن الجبل وعلقوا حبل المشنقة للتضحيات والتاريخ واتبعوا الشيطان، ذاقوا طعم السلطة والسطوة وجلد الناس فما عادوا قادريين على التراجع، يكذبوا على شعبهم بالشعارات المضللة التي تستنكر الأفعى ورأسيها، يطوفون العواصم العربية بحثا عن الخلاص وعندما يعودون إلينا يبتلعون ما يمكن ابتلاعه.
صادروا حرية الرأي، حيدوا الدستور، فتحوا الزنازين للوطنيين، تاجروا بالإنفاق وأموال الدول المانحة، أغلقوا المؤسسات وتفتقت عقليتهم بعد تفكير طويل بلعبة أسموها المقاومة الشعبية، وكأن الشعب الفلسطيني منذ الانتداب لم يعهد المقاومة الشعبية، حتى بعض الذين انخرطوا فيها انضموا إلى جيش الموظفين وفُرغ بعضهم مما كان يعتقد.
نقابة للصحافيين هنا ونقابة هناك، رئيس وزراء هناك وأخر هناك، تموت قهراً هنا والشمعة تقتلك هناك، أزمة مالية لا نهاية لها وكل مواطن فلسطيني بات مديون للبنك الدولي بحوالي 250 دولار إذا اعتبرنا ان عجز حكومة فياض مليار وستمايه مليون.
يخرج علينا رئيس حكومة الضفة ويبشرنا بالدولة القامة، غزا الشيب الرأس ونحن ننتظر، ويتحفنا رئيس حكومة غزة بالمقاومة عبر اقتصاد الطين لمواجهة الحصار ومتر الأرض في غزة وصل إلى ألف دينار، ينظرون ليوم الأرض فيتحول اليوم الخالد لعصا تنهال على رؤوس الشعب وأفعى برأسين تبتلع من يقف في طريقها.
يقولون لنا يا جماعة نحن واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط، وبقدرة كادر تتحول الديمقراطية لزنازين واعتقالات وسطو على الحريات وتهديد بالقتل كما حصل مع الزميل كمال الرواغ ومن قبلة الشايب وعبد الخالق التي لتهمة بإطالة اللسان، يا ستي قصري لسانك واخفضي الدرس.
ما العمل؟؟؟ وابن المفر من تلك الأفعى ذات الرؤوس التي لا تعد؟؟؟ أولادنا في غزة يموتون في برك المجاري، والأنفاق أخذت خيرة شبابنا بالمئات، وقد يخرج علي احدهم ليقول أعطنا أرقام فارد علية ما قيمة الأرقام عندما يتحول المواطن الفلسطيني للكتلة من الأرقام، الرقم الوطني ورقمه في البنوك ورقم عند أجهزة الأمن وارقام لا زالت تعيش السجن وأرقام تقف في طابور الانروا، أرقام هي حبل مشنقة لفوه على رقابنا.
ما العمل ونحن نقترب من السنوات السبع العجاف؟؟؟؟ ما العمل وجوال يعترف بنقابة غزة ليس لسواد عيونها وإنما لسواد عيون الاقتصاد؟؟؟؟ ما العمل والموظف الذي ينظر الراتب ليسد به بعض ألجاجة والراتب في إجازة؟؟؟ ما العمل مع المرض وصديقي الموظف الحكومي الذي حباه اللة بواسطة ليجري عملية في الأردن وقال لي اللة يعين اللي ما الو ظهر؟؟؟؟ ما العمل مع الأجنة التي تموت في الأرحام؟؟؟؟ ما العمل مع قيادات امتهنت الكذب على شعبها وشعب يتعلق بحبال الهواء من اجل الخلاص؟؟؟؟ ما العمل مع اخرق يخرج علينا معلنا أنة انهي تخطيطه الاستراتيجي لعشرة سنوات قادمة والواحد فينا يعجز أن يخطط عملية الانتقال من الخليل إلى جنين؟
أفعى برأسين تبث السموم في جسد الشعب الغلبان الذي رفع شعار نعم لإنهاء الانقسام، أفعى برأسين أوجدت لكل مواطن رقيب، ممنوع يا صديقي وعلى رأي احمد فؤاد نجم من الكلام....ممنوع من الغناء ممنوع من الاشتياق..... ممنوع من الاستياء ممنوع من الابتسام... والباقي عند شاعرنا احمد فؤاد نجم.
بقلم- عطا مناع

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت