من حكايا الانتفاضة الثانية - سلوك مرفوض في العرف الوطني

بقلم: خالد منصور


كنا بالمئات نقف في الطابور عند واحد من الحواجز على مداخل نابلس وكان الحاجز مغلقا تمام .. وصلت إلى الحاجز سيارة عسكرية تحمل جنودا إسرائيليين وكان واحد من إطاراتها ممزق.. حاول الجنود حله فلم يستطيعوا.. فخرج شاب فلسطيني من الطابور وعرض على الجنود مساعدتهم فأصبنا نحن بالدهشة بينما الجنود كانوا ينظرون إلى بعضهم مبتسمين.. قبل الجنود عرضه وسمحوا له بمساعدتهم-- ولكن بعد أن فتشوه..

بدا الشاب يحاول فك الإطار لكنه وجد البراغي مشدودة بقوة.. جاء إلينا وطلب أن يأتي احد لمساعدته مدعيا انه يقوم بذلك من اجل أن يستدر عطف الجنود علينا والسماح لنا بالمرور.. فاعرض الجميع عنه وأداروا لهم ظهره .. سألنا أن كان لدينا مفتاحا ( مصلبا ) فلم نعطيه المفتاح، بل واسمعه بعض الشبان كلمات قاسية..

حدث كل ذلك والجنود يراقبون الموقف.. فعاد ليحاول فك البراغي وكرر المحاولة مرات عدة، وبدا عرقه يتصبب وقواه تخور، بينما الجنود يجلسون مرتاحون في ظل برج المراقبة، واستمر على ذلك لأكثر من نصف ساعة، وأخيرا نجحت محاولاته وقام بتغيير الإطار .. فذهب إلى الجنود آملا أن يكافئوه ويسمحوا له بالمرور بسهولة وقبل بقية الناس.. لكن الجنود تعاملوا معه بلا اكتراث وأوقفوه جانبا حتى عبر جميع المواطنين الحاجز.. وبعدها سمحوا له بالمرور..

انه سلوك مرفوض في العرف الوطني.. فالعلاقة بين الشعب ومحتلي أراضيه علاقة صراع وعلاقة رفض وكراهية.. نرفض وجودهم ونرفض التعايش مع احتلالهم.. نرفض التعامل الكلي معهم اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ورياضيا.. وحتى الابتسامة في وجه الجندي المحتل غير مقبولة مهما حاول ذلك الجندي تقمص شخصية الإنسان الطيب الودود.. وفي الغالب فان ذلك الجندي يتقمص شخصية الطيب ليكسر حاجز الرفض لوجوده عند أبناء شعبنا.

بقلم : خالد منصور

مخيم الفارعة – فلسطين
6/4/2012

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت