منذ سنوات ويعاني المواطن الفلسطيني من سوء الخدمة المقدمة من شركة جوال ، وكذلك شركة الإتصالات التي تقدم خدمة الإنترنت من خلال موزعين تابعين لها ، لكنها تحاول التهرب من المسؤولية المباشرة على هذه الشركات ، والتي أيضا أرهقت المواطن مابين الخدمة السيئة والأسعار المبالغ فيها ، إضافة إلى عدم وجود أي حدود حين يتأخر مواطن بدفع الفاتورة فيكون العقاب قطع الخط فوراً .
في كُل بقاع الدنيا يتم التافس بين الشركات من أجل تقديم خدمة أفضل وأقل سعر للمواطن ، لكننا في فلسطين نتسابق على ذبح المواطن ، فبالإضافة لسوء الخدمات ، وعدم وجود أي حوافز لمشتركي هذه الشركات ، واقتصار الهدايا على فئة الــــ vip ، وأصحاب الشركات وأبناء المسئولين والعاملين في الوظائف الحساسة .
تقوم الآن شركة الإتصالات الفلسطينية بتحويل خدمة الإنترنت ADSL إلى نظام BSA ، وذلك من خلال الإتصالات هاتفياً على المواطن وإشعاره بأن هناك مميزات وخدمات كبيرة ستقدم مع الخدمة الجديدة ، ويقوم الموظف باستخدام العبارات اللبقة ، والشعارات الرنانة والوعود ، فيضطر المواطن للاستجابة لهذا الاتصال ويوافق على التحويل ، عسى أن يتمتع بأقل الأسعار وأفضل الخدمات .
رسوم الإشتراك لخدمة ADSL 1 ميجا هو ( 120 شيكل ) والعرض المقدم لخدمة BSA لنفس السرعة هو ( 66 شيكل ) رسوم خط النفاذ وهو مبلغ يضاف على فاتورة الهاتف ، ومبلغ 66 شيكل رسوم خدمة النت المقدمة من الموزعين المعتمدين لدى الإتصالات الفلسطينية ، فيصبح المجموع ( 132 شيكل ) وهذا مبلغ أعلى من خدمة ADSL ، فكيف يكون هناك مميزات للمواطن ، في ظل سعر أعلى وخدمة أقل جودة .
عند بدء العمل بالنظام الجديد ، ف،ك ترى البطئ في الخدمة ، إضافة إلى عدم مقدرتك فتح العديد من المواقع لوجود تشفير عليها ، وهذا بالطبع خداع للمواطن ، ومحاولة جديدة لتمرير مشاريع ربحية الهدف منها الجباية المالية بغض النظر عن شكل ومضمون الخدمة .
بالتأكيد عند مراجعتك للشركة أو الموزع ، فإنك ستجد النفي المطلق ، ومحاولات الموظف تبرير الحالة إما بخطأ هنا أو هناك ، أو خلل في المواطن الذي لا يفهم بلغة التكنولوجيا ، وبالنهاية ستشعر أنك تدور في حلقة مفرغة مع شركات موجودة من أجل سرقة المواطن وجعله دائم التردد لمقار الشركات .
نتمنى أن نصل يوماً إلى وجود شركات وطنية ، تقدم الخدمة اللازمة مقابل أسعار تتناسب مع حالة المواطن الإقتصادية الصعبة ، ومعاناته مع راتبه الذي لا يكفيه حتى نهاية الشهر ، وهو دائماً مُلاحق للفواتير والخدمات ومتطلبات الحياة العادية .
لقد وصل المواطن الفلسطيني لدرجة كبيرة من الإحباط ، مما تقدمه شركاته الوطنية من خدمات سيئة وبالغة التكاليف ، لدرجة انه يتمنى أن يصحو في الصباح فلا يجد أياً من هذه الشركات التي تحمل شعار الشركات الوطنية ، لكنها في الحقيقة شركات ربحية وبعيدة كُل البعد عن المصلحة الوطنية ومصلحة المواطن .
&&&&&&&&
بقلــم
رمـزي صادق شاهيــن
* إعلامي وكاتب فلسطيني – غـزة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت