غزة – وكالة قدس نت للأنباء
تعالت صيحات الاحتلال في الأيام السابقة معلنة التهديد والوعيد لقطاع غزة وسيناء معا ليكون التنفيذ بمجرد انتهاء فترة الأعياد لديه, معلناً أنه سيعود لتطبيق سياسة الاغتيالات واستهداف عناصر المقاومة الفلسطينية التي تخطط لتنفيذ عمليات من قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء ضد أهداف إسرائيلية, قد يكون أولها عملية القصف التي شهدها القطاع قبل يومين.
تحرش بغزة
وفي ذلك يرى المحلل السياسي والمختص بالشأن الإسرائيلي أكرم عطا الله في حديثه لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" محمود سلمي, أن تهديدات الاحتلال المتواصلة بأن يعود لسياسية الاغتيالات ضد مجموعات المقاومة لهي دليل على نوايا الاحتلال للتحرش بقطاع غزة ودفعة لإطلاق الصواريخ واستدراجه للتصعيد لتبرير أي عمليات يقوم بها, كون الفترة القادمة تنذر بوجود تصعيد رغم اتفاقات التهدئة السابقة التي لم تدوم.
وأرجع عطا الله أسباب لجوء الاحتلال للتهديد شعوره بتراجع قوة الردع, وأنه الآن معرض لأن يفتح معركة مع عدة جبهات منها غزة وسيناء وهم الأهم ثم لبنان نتيجة عدم قدرته على ضرب إيران حتى الآن إضافة لاحتمال دخول سوريا على الخط ليزداد التضييق على الاحتلال من مناطق كانت هادئة بالنسبة له قبل سنوات, مشيراً إلى أن الاحتلال يحتاج لمعركة استعراضية ليحسن شعوره بالردع قد يكون عنوانها غزة.
سيناء على الخط
وتعالت تصريحات قادة الاحتلال في الأيام السابقة بذكر سيناء واعتبارها مصدر تهديد وهو ما اعتبره عطا الله سعي للضغط على مصر بان تعمل على توفير الأمن لحدود إسرائيل مع سيناء لتحصينها ضد أي اعتداءات موضحاً, أن الاحتلال يستغل هذه الفرصة لان لديه تجربة في أمر مشابه مع السلطة في الضفة.
وأضاف المحلل السياسي "إسرائيل أصبحت تربط إيلات واستقرارها بالوضع بسيناء لذا الاحتلال أصبح لديه عملية قد يقوم بها ضد القطاع وأخرى ضد سيناء وهي الأكبر والأهم", إضافة لدخول جبهات أخرى على ساحة المواجهة مع الاحتلال وهو ما يضعف قوة الردع لديه التي ستكون مكبلة خلال الشهور القادمة أو في حال اندلاع أي مواجه على جبهات متعددة.
ويرى عطا الله أن تحرش الاحتلال بالقطاع لن يكون كأي مرة سابقة لأن الجانب المصري وشعبة أبدى تضامناً أكبر مع غزة عندما هدد بشكل واضح بإعادة النظر في الاتفاقيات مع الاحتلال, وهذا ما شاهدناه خلال حملة التصعيد الأخيرة وهو ما تخشاه إسرائيل وتحسب له الحسابات.
ليُبقي غزة مشتعلة
أما المحلل السياسي وأستاذ الإعلام بجامعة بيرزيت نشأت الأقطش قد رأى في حديثه لمراسلنا أن التهديد بالتصعيد هو سياسة متبعة لدى الاحتلال لكي يبقي الجبهة الخارجية مشتعلة, وهذا ما يفعله مع القطاع فهو يحاول دائماً أن يبقيه ساخن وذلك للحفاظ على تماسك جبهته الداخلية.
واعتبر أن الاحتلال دائما ما يصدر أزماته الداخلة للخارج وهي الآن موجهة نحو غزة كونها الحلقة الأضعف في سلسلة مواجهاته مع أطرافه الخارجية بسبب ضعف الرد مقابل ضعف الدعم العربي, فالاحتلال دائماً يستغل الرأي العام الدولي ويضلله ليبرر أي تصعيد.
وأبدى الأقطش اعتقاده بأن العودة لسياسة الاغتيالات ضد خلايا المقاومة في القطاع هو نتاج عمليات ممنهجة مستمرة ومدروسة يتبعها الاحتلال وإن هدأت في بعض الأحيان, معتبراً إسرائيل دولة مارقة تسعى لاستغلال جيرانها لكي يحموا حدودها دون ثمن, مشيراً إلى أن الاحتلال بعاداته يحاول أن يخلق نوع من البلبلة على ساحته الخارجية لشعوره بضعف قوة الردع لديه.
ليس عليهم ضبط الحدود
وبالنسبة لتهديدات الاحتلال بأن حماس ستكون عنوان الرد على أي هجوم من سيناء أو القطاع رأى الأقطش أن ذلك يرجع لحكم حماس للقطاع وأنها التنظيم الأقوى, مستغرباً من تحميلها مسؤولية أي أعمال عسكرية ضد الاحتلال الذي يتبع سياسية "عليك أن تقبلني كمحتل وعندما تقاوم فأنت إرهابي".
وشدد المحلل السياسي على ضرورة عدم تحمل أي من الفصائل مسؤولية أي أعمال تنتج عن سيناء وان على حماس أو فتح أو غيرها من التنظيمات عدم القيام بأعمال حماية المحتل من أشكال المقاومة ضده, مشيراً إلى ضرورة أن يكون رد المقاومة هو عنوان أي تصعيد على غزة.
ورأى الأقطش أن طلب الاحتلال من غزة أو سيناء ضبط الحدود يدفعنا لاستنباط نتائج منها ضعف الاحتلال كونه يطلب الحماية إضافة لإبقاء المقاومة مكبلة وجعل حماس والسلطة تقوم بهذا الدور.