تونس - وكالة قدس نت للأنباء
شيعت جماهير الشعب التونسي, اليوم الاثنين، رفات الشهيد عمران كيلاني مقدمي, قائد عملية الشهيد أبو جهاد الوزير, التي نفذتها في اصبع الجليل مجموعة من مقاتلي القوات المسلحة الثورية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
وتقدم المشيعين وزير الداخلية في تونس, والسفير الفلسطيني سلمان الهرفي, وعدنان يوسف (أبو النايف) عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
وقعت عملية أبو جهاد الوزير, والتي قادها الشهيد عمران كيلاني مقدمي, في اصبع الجليل في 21/4/1988, أي بعد خمسة أيام على اغتيال إسرائيل القائد الوزير, وقد دارت بين المجموعة الفدائية التابعة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وبين إحدى دوريات الاحتلال الإسرائيلي, معركة قرب مستعمرة شيرشوف, واعترف الاحتلال بعدها بمقتل العقيد الإسرائيلي صموئيل أديب, قائد كتيبة جفعاتي, والرقيب الإسرائيلي وحش رمزي, في معركة طاحنة دارت بين المجموعة الفدائية والجنود الإسرائيليين, استشهد خلالها الفدائيون بعد نفاذ ذخيرتهم.
قوات الاحتلال الإسرائيلي احتجزت جثامين الشهداء في البقعة المعروفة بمقبرة الأرقام إلى أن تم, على يد حزب الله, في لبنان, إتمام صفقة أطلق عليها الحزب عملية الرضوان, أعاد فيها الحزب اللبناني للإسرائيليين بعض جثث قتلاهم, مقابل إطلاق سراح من تبقى من الأسرى اللبنانيين في سجون الاحتلال وكذلك الإفراج عن 151 من رفات الشهداء كان للجبهة الديمقراطية فيها الحصة الأكبر أي 42 رفات شهيد, من أصل لائحة ضمت أسماء 197 شهيداً للجبهة, حجزت جثامينهم في مقبرة الأرقام.
وقد أودعت رفات الشهيد عمران مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك بعد أن رفض النظام التونسي السابق السماح بنقلها إلى مسقط رأس الشهيد في تونس. وبعد زوال النظام السابق زالت الأسباب التي حالت دون أن تنتقل رفات الشهيد عمران كيلاني مقدمي لتستقر أخيراً في تراب الوطن في تونس.
أبو النايف, عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية تحدث, أمام جماهير المشيعين, وعند ضريح الشهيد كلمة نقل فيها تحيات نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وتحيات قيادة الجبهة إلى ثورة تونس وشعبه, وعزا الفضل في هذا اللقاء الوطني الكبير إلى الشهيد عمران ابن تونس وابن فلسطين الذي روى بدمه التراب المقدس, وقال للعالم, إن "قضية فلسطين هي قضية شعب تونس كما هي قضية شعب فلسطين".
وأضاف أبو النايف "باستشهاده يكون البطل عمران قد مثل النموذج الراقي للمناضل العربي الذي يحمل في قلبه وعلى أكتافه قضايا شعبه, وقضايا أمته, وفي القلب منها قضية فلسطين".
ووجه أبو النايف التحية إلى شعب تونس "الذي افتتح العصر العربي الذهبي الجديد عصر الثورات الديمقراطية ضد الدكتاتورية والاستبداد والظلم والفقر ولأجل الحرية والكرامة الوطنية والمواطنة والعدالة الاجتماعية."
وعبر عن عميق ثقته بأن طريق الثورة الذي شقه شهداء تونس ومناضلوها سوف يصل بالبلاد إلى المستقبل الزاهر, كما عبر عن عميق ثقته "بأن ما من قطرة دم على تراب تونس الشقيقة سوف تضيع هباء. "
وختم قائلا "إننا ونحن نرافق شهيدنا البطل إلى مثواه الأخير في وطنه تونس, نؤكد لكم انه سيبقى واحدا من أبناء فلسطين وستبقى ذكراه خالدة في قلوب أبناء فلسطين كافة".