أليس لدينا بدائل ؟؟ سؤال يمكن للشعب الفلسطيني الإجابة عليه، حيث القيادة لا يبدو أن لديها بدائل حقيقية ناجعة يمكن تقديمها لإنقاذ الشعب الفلسطيني وقضيته بعد كل هذا الوقت لفشل النهج التجريبي للظفر بالصيحة المفاجئة التي يحلم بها الرئيس ... وجدتها وجدتها !!
نعم لم يعد للسلطة الفلسطينية أي بدائل، السلطة مفلسة سياسيا ومالياً وعسكريا وجماهيريا، ومشتبكة انفصاليا مع رديفتها الأسوأ في غزة حيث التراجع الحمساوي عن كل شيء للحفاظ على مكاسب الحكم، والمحصلة ضياع وقت الفلسطينيين ومنح الوقت الثمين للإسرائيليين لتكريس ليس فقط الاستيطان، بل كل ما يكرس الأمر الواقع غير المرتجع لصالح الاسرائيليين.
ليس موضوعنا مناقشة مضمون ما جاء بالرسالة، ليس لأننا نوافق على المضمون ولكن مهما كان مضمون الرسالة فهناك لوازم وعناصر قوة لابد من توفرها لنجاح هذا العمل النضالي، وعدم توفر هذه اللوازم تكون الرسالة قفزة في الهواء هدفها الأول والأخير إشغال الجمهور الفلسطيني المحبط من الانقسام ومن نتائج عملية التفاوض ومن الأزمات المتلاحقة التي وضعتنا فيها قيادات الاستقواء والأمر الواقع على الشعب الفلسطيني في غزة ورام الله في رحلة إطالة مدة الحكم السلطاني بلا سلطة الا على رقاب الشعب.
هنا لابد من توجيه النقد الشديد اللجنة التنفيذية التي تتمايل كما يتمايل رئيسها دون اتخاذ مواقف صارمة وحقيقية تجاه اللعب بالمستقبل الفلسطيني وأصبحت الأخرى بمثابة فرقة حسب الله لا طعم لها ولا رائحة وتشارك في تعمية المواطن الفلسطيني والتدليس عليه وعلى مستقبله وهي بالقطع بعد هذه الدروشات المزمنة لا تتمتع بكفاءة عالية لقيادة الشعب الفلسطيني ومعها حماس أيضا، حيث مررت وتمرر على شعبنا مخططات قياداتها المراوحة في المكان دون انجاز، فتصبح مشاركة في إغراق شعبنا في بحر الظلمات وهي غير قادرة على اتخاذ مواقف حاسمة تجاه الانقسام وتجاه إسرائيل.
عقدت المؤتمرات والاجتماعات والندوات وبشرتنا قياداتنا بأن المقاومة الشعبية أصبحت شعارنا وأداتنا النضالية وأن حماس أيضا توافقت على هذه المقاومة وانتهى الأمر عند حد التغني بالإعلان عن اكتشاف الجوهرة، فلا حماس فعلت ولا رام الله انتفضت، وفصول مسرحية تكريس الحكم الديكتاتوري هنا وهناك متواصلة حتى نهاية رحلة الانفصال الجغرافي الذي يتبلور بفعل الزمن.
إذا كانت القيادة الفلسطينية بتلاوينها مأزومة وانتهت أوراق ضغطها وأدواتها النضالية إلى رسائل لا تحمل خطوات تصعيدية شعبية على الأرض خوفا من ثورة الجماهير على حكامهم، فالأولى أن تستعين هذه القيادات بشعبها في أزماتها مع الاحتلال وهذا ألف باء سياسة لمن لا يخاف على الحكم من الطرفين، فأين البعد الشعبي للضغط على نتنياهو لضمان نجاح هذه الخطوة وتحقيق مضمون الرسالة خاصة وأن التلويح بحل السلطة غير مسموح به وطنيا وإقليميا وإسرائيليا وأمريكيا وأوروبيا وحتى حمساويا بعد مغريات الحكم، لتهديد الجميع به.
10/4/2012م
د. طلال الشريف
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت