لو أبتعد الساسة والقادة العرب اليوم عن أسلوب المقايضة السياسية والإرضاء فيما بينها وإنتهجوا منهجا علميا سليما لتسليم الهيئات الوزارات والدوائر الوطنية إلى ذوي الاختصاص لكان واقع الوطن العربي، يختلف تماما عما يعيشه اليوم ولو وجدت الشعوب صابرة على ما تعانيه من قلة خدمات، لأنه يكون على أمل أن يتمكن الأشخاص أصحاب الإختصاص من إيجاد الحلول الملائمة لها ولو بعد حين من الزمن، ولكن ما دامت الحالة العربية اليوم بهذا الشكل فلا أحد يستطيع أن يحدد موعدا زمنيا لتغيير واقع الخدمة فيه، فإلى الشعوب أقول "لك الذي خلقك وهو يمدك بالصبر على ما أنت فيه من إبتلاء ومصائب"، أعانك الله أيتها الشعوب العظيمة، فالفساد والإفساد في وزارات أوطانك ودوائرها وبأرقام خيالية ومرهقة لميزانيها وبنفس الوقت فهي محبطة لشعوبنا وأمتنا العربية والتي تبحث عن فرص عمل من أجل توفير لقمة العيش لعوائلهم والذين كانوا يتأملون من القائمين على أوطانهم ومسؤوليها في هذا الزمان غير الذي يرونه ويمر عليهم بين الحين والاخر من فضائح وملفات فساد مؤلمة، في ذاك الزمن لم يكن يخلو الامر من الفساد والسرقة والعبث بالمال العام ولكن المواطن العربي كان لديه إعتقاد راسخ ويقين لما لا يسرق الموظف طالما كان قمة هرمه الحكومي سارق ولص كبير ومنذ عشرات السنيين, ولكن وبعد التغيير السياسي وما حل باللأوطان من خلال إنتفاضة "الربيع العربي" ومن ديمقراطية جديدة والتي من المفروض إنها قد جاءت ومعها بالمبادئ الرصينة، وإن المتصديين للمسؤولية فيه عليهم ان يكونوا بمستوى التغيير الذي حل بالأوطان وبالتالي فإن الشعوب كانت تأمل أن ترى عينها وتلمس يديها تغييرا في الخدمات وحتى في المستوى الأخلاقي لأولئك المسؤولين.
ناشط ومفوض سياسي
إعلامي وكاتب صحفي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت