القدس – وكالة قدس نت للأنباء
يعيش أطفال مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين وسط مدينة القدس المحتلة، معاناة صعبة في ظل تردي الوضع التعليمي والصحي في المخيم، وما إلى ذلك من عدم وجود مساحات كافية لهم للتفريغ والترفيه عن أنفسهم إلى جانب الضغوطات النفسية والإجتماعية التي يعانيها سكان المخيم.
ويقول الطفل عدي النتشة من مخيم شعفاط " لا يوجد مساحات لنا لكي نلعب ونفرغ من الطاقات الموجودة بداخلنا وهذا ما يجعلنا عرضة للكثير من الظواهر الإجتماعية السلبية المنتشرة في منطقة المخيم، المحاصر من كافة الجوانب بجدار فاصل إضافة إلى المستوطنات التي تحيط بالمنطقة".
ويضيف الطفل النتشة" إننا محرومون من أبسط حقوقنا المشروعة، باللعب والتعليم، والصحة، أنظر كل يوم إلى المستوطنة المجاورة لنا، لأرى أطفال المستوطنين يلعبون ويلهون بمساحات واسعة، ونحن نعاني من الإكتظاظ السكاني الكبير، كأن المخيم أشبه بمكان يتكدس فيه الناس فوق بعضهم البعض، بينما الصورة هناك أكثر وضوحاً فالمساحات وأماكن الترفيه واللعب، إضافة إلى الشوارع النظيفة، والبيوت المتباعدة، هنا نرى المنازل متلاصقة، وشوارع "مكسرة".ويتساءل الطفل النتشة، أليس لنا الحق في ممارسة حياتنا بشكل طبيعي، لماذا يحرموننا هذا الحق..؟؟
"لا يوجد هنا قانون، منطقة المخيم بلا قانون، كل شخص يسكن المخيم، يضع قانوناً خاصاً به، منطقة المخيم (كل واحد يأخذ حقه بيده)، لا يوجد سلطة هنا، فالسلطة الفلسطينية ممنوعة من العمل داخل منطقة المخيم، لكونها منطقة تعتبرها إسرائيل تخضع لسيطرتها،....يقول المواطن خالد الطويل.
وتنظر أوساط محلية في المخيم، إلى حجم الكارثة التي ستحلق بالمنطقة في حال نفذت إسرائيل سياساتها بفضل منطقة المخيم بشكل نهائي عن مدينة القدس، مؤكدة بأن "إفتتاح المعبر الفاصل بين المخيم ومدينة القدس، يعتبر المؤشر الأخير لسلخ منطقة المخيم عن المدينة، الأمر الذي يشكل خطورة بالغة على حياة ما يقرب من 75 ألف مواطن مقدسي من حملة الهوية الزرقاء يعيشون في منطقة المخيم، رأس خميس، رأس شحادة، ضاحية السلام".
وتنذر الأوساط بحدوث كارثة كبرى على كافة الأصعدة في حال تنفيذ هذا المخطط العنصري، معتبرة " الدلائل تشير إلى نية إسرائيل عزل هذه المنطقة عن القدس، وتهديد حياة السكان المقدسيين، الذين يشكلون ما نسبته 45% من الفلسطينيين الذين يحملون الهوية المقدسية (الزرقاء).
معاناة فوق معاناة..
ويعيش في مخيم شعفاط من هم حملة الهوية الزرقاء وكثيرون يحملون الهوية الخضراء (الفلسطينية) الأمر الذي زاد من صعوبة العيش، خاصة بعد إجبارهم بناء على قرارات وزارة الداخلية الإسرائيلية بضرورة الإنتقال إلى منطقة ذات (سيادة) إسرائيلية، ليحافظوا على حقهم بما يسمى (الإقامة)، فإضطر ما يقرب من 50 ألف فلسطيني إلى الإنتقال من منطقة سكناه بالضفة الغربية التي تخضع للسيادة الفلسطينية، لإثبات حقهم بالإقامة، ولكن أغلب هؤلاء يحملون الهوية الخضراء(الزوج أو الزوجة).
وتقول المواطنة (ت،غ) من سكان مخيم شعفاط " أنها تحمل الهوية الفلسطينية (الخضراء) وزوجها يحمل الهوية المقدسية، (هذا الأمر يجعلنا نتعرض لضغوطات نفسية وإجتماعية كبيرة) خاصة وأن أطفالنا الآن لا يحملون شهادات الميلاد بسبب أنني أحمل الهوية الخضراء، وبحسب قوانين الداخلية الإسرائيلية فقد تم رفض طلب لم الشمل الذي تقدمت به منذ عشرة سنوات، وحتى الآن ونحن نعاني من هذه السياسة.
ووفقا للقانون الإسرائيلي الذي أصدرته وزارة الداخلية الإسرائيلية قبل ما يقرب من عشر سنوات، فإنه لا يحق لأي مواطن مقدسي يسكن في منطقة (الضفة غربية) أن يحصل على أي حقوق مثل التأمين الوطني، التأمين الصحي، مخصصات الأولاد، الشيخوخة.
وحرمت إسرائيل، مئات العائلات الفلسطينية المقدسية من حقوقهم الأساسية فيما تم سحب الهويات المقدسية منهم، بحجة أنهم يسكنون مناطق تخضع للسيطرة الفلسطينية، وما يزيد الأمر تعقيداً على حياة الفلسطينيين في مناطق وأحياء القدس، الضرائب الباهظة التي تفرضها سلطات الاحتلال عليهم مثل (الأرنونا، "المعارف"، ضريبة التلفزيون، وما إلى ذلك من الضرائب)، فيما لا يقابل ذلك بأية خدمات تقدمها إسرائيل للسكان الفلسطينيين.