من يَعلق في مصالحة صغيرة، فهو غير قادر على تحرير وطن بالتأكيد.
بعد مرور وقت طويل من الانقلاب الذي يهدد المستقبل الفلسطيني، فإن حزبي السلطة في غزة ورام الله يتحملان المسئولية حتى أصغر أعضائهم .. لأن هذين الحزبين قمعيين ومتخلفين عن الإدراك الوطني الحقيقي، وحجم المأساة التي يمر بها شعبنا وقضيتنا.
بعد اندلاع الصراع على السلطة في فلسطين، فإن ما يجمع أعضاء هذين الحزبين في أحزابهم، هي مصالح نفعية فقط .. ولا مكان لمصالح الوطن والشعب في وعيهم .. وإلا لكان منهم، ومن داخلهم، من استطاع أخذ المبادرة لإنقاذ الشعب والقضية بعيدا عن قياداتهم البارخة على صدر شعبنا.
من يؤيد طريقة قياداته الفهلوية، المدعين باستعادة الوحدة والمصالحة، والضحك على الجمهور، سواء في حماس أو في فتح، فهو متعصب، ومنتفع، من حزبه، ومشارك في المأساة، التي ستنهي قضيتنا إلى دولة في غزة بحكم الأمر الواقع، وعلي المدركين للمأساة البحث في طرق أخرى لمنعها قبل فوات الأوان.
من الآن فصاعدا، وبعد تيقن الشعب من عدم قدرة هذه القيادات على إنقاذه من محنته، فعلى أعضاء حماس وفتح مراجعة مواقفهم من طريقة تحرير الشعب من غطرسة قياداتهم وتلاعبهم بمصير الشعب والقضية.
لن يسقط الانقسام مادام لا يتوفر تيار أو ائتلاف أو جبهة إنقاذ من الشعب ينخرط فيه كل من لا يرضى عن أداء قياداته في فتح وحماس، لتوازي وتساوي هذه الجبهة، القوى المنقسمة، وإخضاعها لإرادة الجمهور، الذي مل الانتظار من ألاعيب قيادات الحزبين.
وعلى المخلصين في فتح وحماس للقضية والوطن والمدركين لخطورة استمرار الحال على ما هو، أن ينتفضوا على قياداتهم لكي يخففوا عن الشعب القمع والإرعاب الذي يمارس على كل محاولة للتغيير ليعيدوا لأحزابهم الاحترام إذا ما أرادوا استمرار أحزابهم وإحيائها على طريق التحرير، حيث الواقع يثبت بأن حماس وفتح بهذه الحالة، هي أحزاب متعصبة، ومتخلفة عن مسيرة الحضارة، ومتخلفة عن مواكبة القدرة على إدارة الصراع مع المحتل، وليس لأعضائهم حرية المشاركة في القرار داخل أحزابهم، وهي عبارة عن مجاميع من البشر الميتين داخل صوامعهم.
هذه القيادات لو بها خير لحسمت صراعاتها لصالح المواطن والوطن، ولكنهم توقفوا كل في مكانه، وكل في سلطته، وهم يعرفون جيدا أن هكذا حال هو في صالح الاحتلال، فإن لم يخدموا شعبهم فمن يخدمون؟؟
حالتنا لا تحتاج لذكاء خارق فجميعنا تحت الاحتلال، ولكنها حالة من المصالح الشخصية التافهة مقارنة بالوطن، ومركبات نقص، وخطيئة، تجتاح هذه القيادات خوفا من المستقبل، وارتباطات لا داعي لها، والأهم هو غياب شخصيات كاريزمية في هذه القيادات همها الوطن والمواطن، تأخذ قراراتها دون خوف أو تردد.
سؤال جراحي : لماذا لا يستوردوا حكامنا في غزة ورام الله لبلاد فيها أزمات مع الحكام، ليخدروا لهم شعوبهم، بعدما نجحوا في تخدير شعبنا الفلسطيني للجراح الإسرائيلي.
سؤال إبداعي : لماذا لا يتم ترشيح حكام الضفة وغزة لنيل جائزة نوبل للعلوم الذرية والنووية بعد أن حولوا الشعب الفلسطيني وقضيته إلى ذرات وأنويه خاملة ومازالت عملية التحويل مستمرة تحت إشراف الكابلان الكبير.
سؤال سلطوي : لماذا لا يفهم السلطان وتنابلة السلطان أن الشعب الفلسطيني ليسوا رعايا دولة أخرى؟ .. وإذا لم يفهم الحكام ذلك، فعلى شعبنا اعتبارهم هم رعايا لبقايا مشروع معادي لفلسطين.
15/4/2011م
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت