غزة- وكالة قدس نت للأنباء
رغم آلامهم وأوجاعهم المدفونة في لوحة ذكرياتهم السوداء لن يستطيع أطفال عائلة السموني الذين فقدوا كافة ذويهم في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة منذ ما يقارب ثلاثة أعوام , نسيان شخص عايش معهم أجمل لحظات حياتهم وأقساها في ظل الظروف التي كانوا يعيشونها في ذلك الوقت أنه الناشط والمتضامن الإيطالي فيكتوريو أرغوني والذي قتل في قطاع غزة العام الماضي.
ورغم مرور عام على غيابه , نجد أن أرغوني غاب بجسده فقط لتبقى روحه ترافق أطفال عائلة السموني , فالطفل محمود السموني عاش مع الصحفي الإيطالي أيام جميلة لن ينساه مهما مر به العمر , ليقول لمراسلة وكالة قدس نت للأنباء ياسمين ساق الله :" كيف أنسى شخص ترك وطنه وأهله وأحبابه وضحى بهم من أجل المجيء إلى قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ ما يقارب ست سنوات ,حيث كان يشاركنا اللعب والمرح والأوقات الحزينة التي ترافقنا نتيجة لفقدان كافة عائلتي وأقاربي ".
ويتابع الطفل حديثه لمراسلتنا برفقة ملامحه الحزينة على فقدان من يحبه ليقول :" كان يأتي إلى منازلنا المدمرة كل يوم للاطمئنان علينا واللعب معنا والحديث إلينا فكم كان حنونا وطيبا فكيف ننساه فنحن لن ننساه أبدا وسنبقى على العهد سائرون ", مؤكدا على أنه سيبقى في عقولهم وقلوبهم .
وولد الناشط الإيطالي في عام 1975 , حيث جاء إلى غزة في أولى السفن التي كسرت الحصار البحري المفروض على غزة منذ عام 2008م , فقضى الثلاث سنوات الأخيرة من عمره بين أبناء الشعب الفلسطيني , يكتب عن آثار الحصار الإسرائيلي الخانق على القطاع كما وكان عضو في حركة التضامن الدولية "ism", مشاركا أبناء الشعب الفلسطيني بالمسيرات السليمة في المناطق الحدودية , متعهدا بدعم وحماية الصياد والمزارع الفلسطيني .
ويواصل الطفل السموني حديثه قائلا:" نحن سنكمل مشوار أرغوني حتي رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزي ", متسائلا:" ماذا ذنبك أيها البطل كي تقتل على الأرض التي جئت من أجل الدفاع عنها وعن شعبها المحاصر ".
وتعرض فيكتور للإصابة والاعتقال والإبعاد من قبل قوات الجيش الإسرائيلي بينما كان يرافق مجموعة صيادين في عرض بحر غزة كانوا قد تعرضوا للاعتداء من قبل قوات البحرية الإسرائيلية ليصر ويعود بعد ذلك إلى قطاع غزة وكان أحد الصحفيين الأجانب القلائل الذين قرروا البقاء أثناء الحرب الأخيرة على غزة .
كما وقالت الطفلة أسماء السموني :" لا تبكي أيتها الأرض الحنونة على فيكتور لأنه غاب عنا بجسده لكن روحه مازالت باقية برفقتها تواسينا في حزننا ومعاناتنا فلن ننساك يا فيكتور وقسما سنبقى صامدين حتي تحرير فلسطين".
ونوهت الطفلة والألم ينطق من وجهها أن أرغوني كان يعشق فلسطين كثيرا ويسعى إلى تقديم المساعدة لمن احتاجها كما أنه يعشق الأغاني الوطنية الفلسطينية وتحديدا أغنية "أناديكم", قائلة :" من رفح حتي جنين فيكتور ابن فلسطين ,وغرد واهتف يا حمام فيكتور ابن السلام ,ويا فيكتور ودعناك والله والله ما بنساك ".
وفي 14 أبريل 2011 خطف المتضامن الإيطالي من قبل هات متطرفة في غزة وفي 15 أبريل قتل فيكتور على أيد هذه الجماعة وسجل التاريخ اسما يضاف لأسماء شهداء الشعب الفلسطيني المناضل.