غزة – وكالة قدس نت للأنباء
أشعل الأسير الفلسطيني المحرر كفاح مصطفى العارضة في حياته ثلاث شمعات الأولى بخروجه محرراً من السجون الإسرائيلية ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، والثانية بإكماله نصف دينه وزاوجه من ابنة الأسيرة المحررة فاطمة الزق الجمعة الماضية، وأما الثالثة فهي للأسرى القابعين خلف قضبان السجون الإسرائيلية، متمنياً بأن يكونوا محررين في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني بالعام القادم.
ويقول العارضة لمراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر" لم أتخيل في يوم من الأيام أن أعيش أي مناسبة سواء كانت عيد أو ذكرى يوم الأسير وأنا خارج السجون الإسرائيلية، ولكن كرم الله عز وجل أكبر من إرادة السجان ومحاكمه التي تدعي الديمقراطية".
وأفرج عن العارضة ضمن صفقة التبادل التي أبرمت بين حماس وإسرائيل برعاية مصرية في أكتوبر/ تشرين الأول 2011، وأبعد عن مسقط رأسه بلدة عرابة قضاء جنين إلى غزة، بعد أن أمضي 13 عاماً في الأسر بسجن نفحة الصحراوي، من أصل حكم بالسجن 25عاماً.
لا شي جميل ...
ويؤكد العارضة بأنه "لا يمكن أن يمر يوم سعيداً في حياته وإخوانه الأسرى لا يزالوا قابعين داخل السجون، معتبراً بأن يوم الأسير الفلسطيني 17 من نيسان/أبريل يوماً يذكره بمعاناة الأسرى المتمثلة بالانتهاكات الممنهجة التي تستخدمها إدارة السجون بهدف الانتقام منهم".
ويحي الشعب الفلسطيني على امتداد تواجده في الوطن والمنافي، ذكرى يوم الأسير الفلسطيني منذ تاريخ 17 نيسان/ابريل 1974، وهو اليوم الذي أطلق فيه سراح الأسير محمود بكر حجازي في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين وإسرائيل، وفي هذا اليوم، يعبر الشعب الفلسطيني والمتضامنين مع نضاله العادل عن استمرار النضال والكفاح في سبيل حرية الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
الأهل والأحباب...
ويقول العارضة إن "يوم الأسير داخل السجون هو معاناة كبيرة نستذكر فيها الأهل والأحباب وبالنسبة لنا يكون يوم إضراب كامل في كل السجون الإسرائيلية ويتخلله مجموعة من الفعاليات داخل وخارج السجون نستذكر فيه معاناة أهالينا خلال زيارتهم لنا وطرق الاستفزاز التي يتعرضون لها فهو ليس كأي يوم ويمر علينا بالحزن لأنه لا يزال هناك الكثير من الأسرى الذين يقبعون داخل السجون الإسرائيلية".
ويوضح بأنه في يوم من الأيام كان أسيراً داخل الزنزانة وفي صلب المعانة قائلاً "واستجاب الله غز وجل للدعوات الأمهات ونحن الآن نعيش في نعمة من الله خرجنا إلى الحج وعدنا وتزوجنا ولنا حياة يمكن أن نقول عنها جديدة ولكن واقع الحال لا يمكن أن يستقر فيه شيء طالما الاحتلال موجود"، متمناً أن يكون في كل نصر وتحرير للأسرى للتخفف من المعاناة التي يعيشونها.
عايشوني بالفرحة
وفي ذكرى يوم الأسير التي تمر عليه وهو حراً خارج السجون، يقول العارضة " لا يمكن أن يكون في هذا شيء أجمل من الإفراج عن الأسرى ، مضيفاً" فلا يمكن أن نشعر بالفرحة الحقيقة طالما هناك أسير، لذلك نحن نحاول بكل ما نستطيع فعله في الخارج من خلال المشاركة بكافة الفعاليات الداعمة لصبر الأسرى داخل السجون".
وتمنى المحرر العارضة أن" يمن الله عز وجل على الأسرى الفلسطينيين بالفرج، معبراً عن سعادته بمشاركة الأسرى داخل السجون فرحته بزواجه من خلال إرسال التهاني وباقات الورد قائلاً " أنا عايشت فرحتي من داخل السجن وهم عايشوني بكل الفرحة وهم الأسرى وواجبنا نحن أن لا ننساهم وهم في قلوبنا وعقولنا ومعنا في كل لحظة" منوهاً إلى أن الأسرى مقبلون على الإضراب عن الطعام للمطالبة بوقف المعزولين واستئناف الزيارات لأهالي قطاع غزة وإنهاء قانون شاليط.
رسائل من غزة...
ووجه العارضة رسالة محبة إلى أمه وأبيه، متمنياً أن يقبل أيديهم وأن يعود إلى مسقط رأسه ويشارك أهل بلدته أفراحهم وأحزانهم، متقدماً بخالص شكره لأمه وأبيه على ما كانا يتحملان من مشقة بزيارته خلال فترة الأس، واصفاً المضايقات التي تعرضوا لها من قبل الاحتلال بالمفتعلة وتهدف إلى النيل من كرامتهم والإساءة لهم ولكل أهالي الأسرى.
وتمني العارضة أن يتمكن من إسعاد زوجته وأن "يقدرها الله عز وجل على تحمل المعاناة معه، لا سيما وأنه مبعد إلى غزة، داعيا الكل الفلسطيني إلى ضرورة تكثيف الجهود وتوحيدها لنصرة قضية الأسرى الفلسطينيين والعمل على كشف الممارسات الإسرائيلية التي ترتكبها إدارة السجون بحق الأسرى ".