أطلق سراحَ آسِرَكْ ...
ياصاحبي أَ أَنت .. أنت ؟ نعم أنا ... أنا ...
وقد أكون أنا أنت ... فنحن كما نشاء لا استثناء بيننا !!!
إذاً لماذا وقعت في الأسر ...
ألم يكن لديك قنبلة أو رصاصة واحدة ؟
لا .. لم يكن لدي سوى قلبي وقبضتي، ...
قلبي قيدته الضلوع ...
وقبضتي قيدها الجنود،
من أرسلك للميدان ... ؟!
لم يرسلني أحد ...
بل جاء الجنودُ إليّ في عتمة الليل ...
لماذا ؟ لأني أنا الميدان وأنا الهدف ...
لماذا لم تأخذ احتياطك وتتذكر أن تبقي لكَ قنبلة أو رصاصة ... ؟!
لست بحاجة إليهما .... !
كيف .. ألم تغنياك عن سنوات العذاب ... ؟!
وقد تجعلان منكَ بطلاً حتى الاستشهاد ... ؟!
وكان قتلك سيكون مرة واحدة لا ثانية بعدها ... !!
وتقهر آسِرَك الذي يقتُلُك كل يومٍ مرتين ...
ويمارس ساديته في القتل فيكَ كل ثانية ... !!
قلتُ لكَ ... لم يكن لدي قنبلة أو رصاصة ولا حاجة لي بهما ...
لدي قلبي وقبضتي .... !
قلبي قيدته الضلوع وقبضتي قيدها الجنود ... !
أماَ وقد خانتك الذاكرة فاصبرْ ...
ولا تمُت كل يومٍ مرتينِ أو ثلاث ... !
واحلم بالحرية في كل ليلة ... !
ومع بزوغ فجر كل يومٍ جديد ... !
ومع كل ميلاد جديد ... !
وسِرْ في طريق الآلام الطويل ... !
واعرج بنفسك للسماءِ في كل ليلة ...
فأنت في حضرة المعراجِ ...
لا تأبه بالحراس فهم غافلون ...
واعلن بيانك في السماءِ ... على الملأ ...
وعدّ حيث أنت ثانية ...
لا تيأس الانتظار ... فالمكانُ لَكْ ...
لا تيأس الانتظار ... فالمكانُ لَكْ ...
لقد حولت آسِركَ أسيراً لَكَّ ... !
واختلط الأمرُ عليك وعليه ... !
لقد نسيت أنه قد أسركَ ...
وأصبحت تفتقد غيابهُ ...
فقد سخرته لحراسَتِكَ حتى وأنت في المعراج ...
هو يحرسُ المكان ...
ولا يدرك أنك قد غادرت إلى السماء ...
وعدتَ ثانية حيث أنت ...
فهو مهووس بالحراسة ولا يفكر إلا بحراستك ...
فَمَنْ يأسِرُ من ؟!!
الحارسُ أم المحروسُ ؟!!
هل يصبحُ الآسرُ مأسوراً ...
والأسيرُ آسراً ؟
نعم ...
قُلْ لي كيف ؟!
كيف تفرقُ بين الحارسِ والمحروسِ ؟ ...
كيف تميزُ بين السجينِ والسجانِ ؟ ...
إذ أدمن السجان مهنته فهو السجينُ ...
وأما السجينُ يحلمُ بالحريةِ في كل ثانيةٍ ولحظة ...
فهو الحر الطليق ...
فلا واجبات عليه سوى العروجِ إلى السماءِ في كل ليلةٍ ...
ويعود دون أن يراهُ السجانُ "السجينُ" الذي أدمن السجن
ولا يعرفُ إلا الوقوفَ أمام القضبانِ ...
لقد أصبحتُ شغل السجان فأنا أسجنهُ ...
أمام القضبان يسهرُ على حراستيِ ...
مثل كلبٍ وفيٍّ في مزرعة ...
فمن الأسير إذاً، الحارس أم المحروس ؟!
فالحارس أسيرُ محروسه ...
لأنهُ نسِّي أنه أسرهُ في ليلةٍ ظلماء دون أن يكون لديه غير قلبه وقبضةُ يده ...
وأنت نسيت أنك قد أُسِرت ...
وقد تحول حارسكَ حارساً جاهلاً لا يتقنُ حتى الحراسة ...
تؤرقه حراستك ولكنه أدمنها ...
لا عملَّ لهُ غيرها ...
ليس له مِنْ وظيفةٍ إلا أن يحرُسك ...
فاطلق سراح حارسك قد أعيته الحراسةُ ...
واطلق سراح آسرك فقد أعياه أسرُك ...
ليسقط في بحر هواجسهِ ... ونواقصهِ ...
واعرج أنت إلى السماءِ ...
وعدّ حيث أنت ... دون خوف على المكان ...
وعدّ حيث أنت ... دون خوف على المكان ...
فهو لك ... دون غيرِك في الزمان ...
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت