لماذا الخجل يا وكالة معا للأنباء

بقلم: فايز أبو شمالة


ما زالت وكالة "معا" للأنباء تصر أنها تجهل مكان الاجتماع الذي انعقد بين "نتانياهو" وصائب عريقات، بينما أجمعت كل وكالات الأنباء العربية ووسائل الإعلام العبرية، أن الاجتماع قد تم في مدينة القدس.
فلماذا يا وكالة "معا" للأنباء؟ لماذا تخجلون من القول: إن الاجتماع قد تم في مدينة القدس، وتصرون على أن مكان الاجتماع ما زال مجهولاً، وفي الوقت ذاته تشيرون إلى أن الاجتماع قد عقد في مقر الحكومة الإسرائيلية؟ وأنتم تعرفون أكثر من غيركم أن مقر الحكومة الإسرائيلية موجود في مدينة القدس، التي يسميها اليهود "أورشليم"؟
سأقف في صفكم يا وكالة "معا" للأنباء، وأقول: إنكم تدركون خطورة عقد اجتماع فلسطيني إسرائيلي في القدس، "أورشليم" كما يسميها اليهود، وتدركون إن مثل هذا الاجتماع يضفي شرعية على الاحتلال، لذلك سعيتم إلى تنبيه السيد عباس بشكل غير مباشر إلى خطورة عقد اللقاء في هذا المكان، وحاولتم تحذيره من الوقوع في الخطيئة السياسية، ونشرتم قبل يوم من الاجتماع تحقيقاً تحت عنوان: "مجرد رسالة، لماذا التكتم على مكان لقاء فياض نتانياهو"، ورجحتم عقد اللقاء في مدينة تل أبيب؟
سأقف في صفكم ثانية يا وكالة "معا" للأنباء، وأقول: إنكم تخجلون من نشر الحقيقة، ومن فضح المستور، وفي نفس الوقت تخجلون من الصمت على مثل هذه الخطيئة، لذلك تعمدتم تجاهل مكان عقد الاجتماع، كي تبرروا عدم انتقادكم للمكان، ولئلا يقال أنكم وكالة أنباء غير حيادية، وكالة أنباء منتمية لرئيس السلطة، وتغطي بذكاء على انزلاقه السياسي؟.
لقد قلتم يا وكالة "معا" للأنباء التالي: وعلمت "معا " من مصادرها أن الاجتماع لن يشارك فيه رئيس الوزراء د.سلام فياض. ولم يحدد مكانه، وسيستمر عدة ساعات.
وهنا سأطمئنكم يا وكالة "معا" أن سبب عدم مشاركة سلام فياض في الاجتماع لا ترجع إلى رفضه اللقاء مع "نتانياهو" في مدينة القدس، فقد سبق وأن التقى الرجل مع نظيره الإسرائيلي في القدس دون تهيب، ولكن عدم ترؤس فياض للوفد ترجع إلى خلافات مع وزير المالية الإسرائيلية على نسبة أموال الضرائب التي تحولها إسرائيل إلى السلطة، وهذا ما كشفت عنه الإذاعة العبرية منذ الصباح الباكر.
هل ستتدارك وكالة معا للأنباء خطأها، وتقول إلى قرائها بصراحة: إن اللقاء بين نتانياهو وعريقات قد عقد في مدينة القدس، وأن مثل هذا اللقاء في هذا المكان فيه من الخطيئة السياسية ما يفوق تسليم رسالة، ويعادل دعوة عباس المتكررة للعرب لزيارة القدس!.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت