غزة - وكالة قدس نت للأنباء
قالت آمال حمد منسقة الأمانة العامة للإتحاد العام للمرأة الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح إن "الأسرى يجابهون السجن وسطوة السجان بأسمى معاني الصمود والكرامة وآيات الكبرياء والعزة حيث يعيشون ظروفاً مأساوية ولا إنسانية ويتعرضون لمعاملة قاسية ومهينة وانتهاكات جسيمة تصل لدرجة الجرائم وفقاً للتوصيف الدولي ".
جاء هذا خلال المهرجان الخطابي والفني الكبير الذي أقامه الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية بقاعة الخليج غرب مدينة غزة بالتنسيق مع لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة بمناسبة اليوم الوطني للأسير الفلسطيني والعربي وقد حضر المهرجان عدد كبير من قادة العمل الوطني الفلسطيني وأهالي الأسرى والشهداء والأسرى المحررين والشخصيات الإعتبارية وممثلي المؤسسات والجمعيات والقطاعات والأطر النسوية والأدباء والشعراء والكتاب وحشد كبير من المرأة الفلسطينية ووسائل الإعلام العربية والأجنبية .
وأضافت حمد بأن الأسرى سجلوا وعلى مدار التاريخ صفحات مضيئة وكتبوا بدمائهم وتضحياتهم وبصمودهم وتحديهم للسجان نبض الحرية وإن الكلمات تعجز عن التعبير أمام بطولاتهم وعزيمته التي لم ولن تلين أمام ظلمات السجون والعذاب.
وأبرقت حمد في كلمتها بالتحية للأسرى الذين يخوضون الآن معركة "الأمعاء الخاوية في سجون الاحتلال ويقدمون أرواحهم وأجسادهم من أجل تحرير الأوطان من الطغيان ومن أجل حريتهم" مؤكدة على مطالب الأسرى الأساسية من حيث إنهاء سياسة العزل الانفرادي واستئناف الزيارات خاصة لأهالي أسرى قطاع غزة المعطلة منذ 6 سنوات وتحسين الوضع المعيشي للأسرى وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري وإلغاء العمل بقانون شاليط العنصري.
وأوضحت بأن السابع عشر من نيسان كان قد اعتمده المجلس الوطني الفلسطيني في دورته العاشرة بالقاهرة في العام 1974 بعد إطلاق سراح أول أسير للثورة الفلسطينية محمود بكر حجازي في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي وقد أُشرف عليها الرئيس أبو عمار حيث قدمت جولدا مائير رئيسة الحكومة الإسرائيلية آنذاك استقالتها مع وزراء في حكومتها قائلة " أنا لا أجلس على كرسي يفرض عليه ياسر عرفات شروطه".
ودعت حمد لتوحيد الجهود لنصرة ومساندة الأسرى ودعم حقهم بالحرية مشددة على أن اليوم الوطني للأسير الفلسطيني هو يوم لشحذ الهمم ومواصلة الجهود لمساندة قضية الأسرى حيث أنها قضية مركزية وحية بالنسبة للشعب الفلسطيني وقيادته وجزء من الثوابت الفلسطينية التي لا يمكن تجنبها وتجاوزها باعتبارها قضية وطنية تعتبر على رأس أولويات العمل الفلسطيني الشعبي والرسمي ويتم متابعتها على أعلى المستويات وأنه لا سلام ولا استقرار إلا بالإفراج عن كافة الأسرى الفلسطينيين والعرب من المعتقلات الإسرائيلية .
ودعت حمد منسقة الأمانة العامة للإتحاد العام للمرأة الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه الأسرى ونحمّلهم كامل المسؤولية عن أي أذى قد يلحق بأي أسير ، ونطالب بضرورة وضع العالم أمام الصورة الحقيقية الحادثة في زنازين الموت والعزل مشددة على ضرورة قيام المجتمع الدولي للتدخل الفوري وتوفير الحماية لهم والضغط على السلطات الإسرائيلية من أجل إطلاق سراح جميع الأسرى من سجون الاحتلال العنصرية.
وأهابت بجماهير الشعب الفلسطيني لمساندة الأسرى في نضالهم والالتفاف موحدين خلف الأسرى ودعمهم في الوقوف والنضال حتى تلبية مطالب الأسرى على طريق تحريرهم وتبييض السجون مؤكدة بأن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس أبو مازن والشعب الفلسطيني لن يسمحوا لإسرائيل بالإستفراد بالأسرى داعية الجميع لتكريس صفحة من الوحدة والتلاحم تصب في خدمة كل قضايا الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها الأسرى والعمل الحثيث للإسراع في إنهاء الانقسام وتطبيق المصالحة الفلسطينية وتنفيذ اتفاقيتي القاهرة والدوحة بوصفه شرطا لا بديل عنه لمواجهة التحديات والأطماع الإسرائيلية وباعتباره أكبر دعم للأسرى وللمشروع الوطني الفلسطيني من حيث تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الاستقلال وإقامة دولته على أراضيه .
كما ودعت حمد إلى الإسراع في الذهاب لصناديق الاقتراع فالانتخابات هي الشرعية الحقيقية التي تجسد الشرعية الوطنية والشرعية النضالية والشرعية السياسية ولا بد من خوضها وتحقيق انتخابات حرة ديمقراطية ، مشيرة إلى أن المرأة كانت دائما شريكة في النضال وهذا مدخل ضروري لاستنهاض الحالة الوطنية العامة حيث أن هذا المنعطف الخطير والمرحلة المهمة يجب أن تكون لها الأدوات الداعمة منا وأن الحركة النسوية سوف تأخذ بزمام المبادرة وستعمل المرأة الفلسطينية كل في موقعها على إعلاء المصلحة الوطنية العليا فوق أية مصلحة فئوية ضيقة .
ومن جانبها فقد أكدت الأسيرة المحررة المبعدة إلى قطاع غزة هناء شلبي والتي خاضت إضرابا مفتوحا عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي لمدة 44 يوما على أنها ستواصل النضال من أجل حرية إخوانها الأسرى الذين يتعرضون لأبشع السياسات العنصرية الإسرائيلية في العزل الإنفرادي وفي الإعتقال الإداري والحرمان من الزيارات ومن أبسط حقوقهم الإنسانية .
وثمنت الأسيرة المحررة الوقفة الإسنادية التي نظمها الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية على شرف السابع عشر من نيسان مؤكدة على دور المرأة في النضال .
ووجه نشأت الوحيدي عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة خلال كلمته التحيات والتهاني للأسير المحرر خضر عدنان الذي "انتصر على الإعتقال الإداري في معركة الحرية والكرامة والأمعاء الخاوية لمدة 66 يوما".
وأشار الوحيدي في كلمة لجنة الأسرى إلى أن "المرأة الفلسطينية الماجدة لطالما أربكت الاحتلال والسجان الإسرائيلي بصمودها وشموخها وإرادتها وتضحياتها من أجل حرية وكرامة شعبها وهي التي صرخت في وجه الاحتلال الإسرائيلي بكلماتها الثورية ( اعتقلتم ولدي وقتلتم زوجي وشردتم شعبي ولكني حامل وسألد طفلا يطاردكم بحجر حتى ترحلوا عن بلادنا ) مشددا على أن المرأة الفلسطينية تحمل على أكتافها ظلم الاحتلال السجان والحرمان من زيارة أبنائها الأسرى وهي تحمل على أكتافها آلاما وآمالا تنوء بها الجبال .
وقال الوحيدي" يجب أن ينحني الجميع إجلالا وإكبارا أمام عظمة الأسرى وشهداء الحركة الأسيرة وكل الشهداء مشيرا إلى تزامن اليوم الوطني للأسير مع الذكرى السنوية لاستشهاد القائد خليل الوزير أبو جهاد ".
وشدد الوحيدي على أن الأسرى دائما كانوا وما زالوا الفرسان في الخندق المتقدم لمواجهة ومقارعة السجان وإنهم هم الذين يؤكدون بأن سلام الإسرائيليين هو من سلام الفلسطينيين وأن سلام تل أبيب من سلام غزة والجليل والنقب والمثلث وجنين والقدس الشريف .
واستذكر الوحيدي الشهيد فادي العامودي الذي ما زال جثمانه أسيرا في مقابر الأرقام الإسرائيلية وهو من سكان مشروع بيت لاهيا والذي استشهد بالتزامن مع يوم الأسير في 17 نيسان 2004 وكانت والدته الحاجة أم أدهم العامودي قد توفيت قبل عامين وهي تحن شوقا لاحتضان ولو عظمة من عظام جسد ولدها والذي ما زالت إسرائيل تعتقله عقابا له وللشعب الفلسطيني مؤكدا بأن الحركة الشعبية لنصرة الأسرى والحقوق الفلسطينية ولجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية ومؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى والحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء سوف يقومون بزيارة لبيت الشهيد وبزيارة لضريح والدته المرحومة والتي فارقت الحياة دون أن تلقي نظرة الوداع الأخيرة على جثمان ولدها حيث سيضع الجميع إكليلا من الزهور على ضريحها كلمسة وفاء لأمهات الأسرى والشهداء .
وأوضح بأن الأسرى قدموا 204 من الشهداء في مذبح الحرية والفداء والإستقلال وهم الذين كانوا الأوائل دائما بالمطالبة بإنهاء الإنقسام الذي مزق ألوان العلم الواحد والجسد الواحد والوطن الواحد وهم أصحاب وثيقة الوفاق الوطني ووثيقة العهد والوفاء والبرنامج النضالي المرحلي وهم الذين حافظوا وما زالوا يحافظون على لون الأرض ولغة ولهجة وهوية الأرض .
ودعا الوحيدي الكل الفلسطيني لإسناد الأسرى في كل الأيام بعيدا عن الإسناد الموسمي مؤكدا بأن الأسرى بحاجة لأن يشعروا بأنهم ليسوا وحدهم في المعركة مختتما بتحية العلم الفلسطيني الذي" ينهض كالفينيق دائما من تحت الركام لينتصر على الرايات الحزبية" .
وشاركت في الفعالية الشاعرة الفلسطينية كفاح الغصين بعدة قصائد وطنية جسدت معاناة وصمود الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي حيث تفاعل الجمهور مع كلمات الشاعرة تأكيدا على دور الأدب في إسناد الأسرى وفضح جرائم الحرب الإسرائيلية .
ومن جانبه أبرق الشبل الفلسطيني إبراهيم بركة بتحياته للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال ولأرواح شهداء الحركة الأسيرة مؤكدا أن البراءة الفلسطينية والطفولة تقتل على يد السجان الإسرائيلي .
وطالب الشبل الفلسطيني في كلماته الزجلية الصادقة والمعبرة والتي حملت عنوان (لن نركع) المجتمع الدولي والإنساني بالعمل لتوفير حماية دولية للأسرى وإنقاذ الطفولة الأسيرة من قبضة السجان الإسرائيلي .
وكان الفنان الفلسطيني عماد حمدونة قد شارك خلال الحفل الذي نظمه الإتحاد العام للمرأة الفلسطينية بالتنسيق مع لجنة الأسرى بفقرات غنائية وطنية ألهبت حماس ومشاعر الحضور .