غزة – وكالة قدس نت للأنباء
يافطات كُتب عليها "نطالب المجتمع الدولي بإلزام سلطات الاحتلال باحترام اتفاقية جنيف الرابعة، وأخرى تؤكد تضامن العاملين والمتطوعين مع الأسرى والمعتقلين المضربين عن الطعام ودعم صمودهم"، شعارات رُفعت خلال وقفة تضامنية نظمتها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني،اليوم الخميس،أمام مقر مستشفى القدس وسط مدينة غزة.
وحمل د.خالد جودة مدير الجمعية في قطاع غزة سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسئولية المدنية والجنائية تجاه ما يتعرض له الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون, مؤكداً عدم التزام الجيش الإسرائيلي بتنفيذ البنود الدولية المتعلقة بأوضاع الأسرى المعتقلين في السجون الإسرائيلية.
وبين د.جودة لمراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر بأن الأوضاع التي يعيشونها الأسرى والمعتقلين داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية تفتقر إلى المقومات الإنسانية التي تصون كرامة الإنسان، موضحاً بأن حرمان إدارة السجون الأسرى من حقوقهم في الرعاية الصحية والتعليم، إلى جانب توسيع نطاق العزل الانفرادي مخالفاً لما جاء في كافة بنود الحقوق الإنسانية والمشروعة بحكم الأعراف الدولية, والقانون الدولي الإنساني .
ويؤكد على أن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني باعتبارها جمعية إنسانية وطنية تسترشد بأحكام القانون الدولي الإنساني ومبادئ الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، تعتبر أن الإجراءات الإسرائيلية التي أدت بالأسرى والمعتقلين للجوء للإضراب المفتوح عن الطعام تشكل خرقاً صارخاً لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949م.
تجارب سابقة...
ويقول د.بشار مراد مدير قسم الإسعاف الطوارئ في مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن "حياة الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام داخل السجون الإسرائيلية تتعرض للخطر نتيجة الإهمال الطبي الذي تمارسه إدارة السجون ضدهم".
ويوضح د.مراد لمراسلنا بأنه في المستشفى لديهم تجارب سابقة مع أسرى محررين قائلاً" تعاملنا في مستشفى القدس مع بعض الأسرى الذين خاضوا إضراب عن الطعام داخل السجون ومنهم المحررة هناء شلبي، وكان وضعها الصحي سيئ جداً وتبين أنها تعاني من نقص شديد بالوزن وخسرت طوال فترة إضرابها ما يقارب 20 كيلوا جرام".
ويتابع " وكانت تعانى من انخفاض شديد في ضغط الدم وتدهور في عمل الكيلة بسبب نقص السوائل والأغذية وقلة التركيز، لأن الدماغ أساس عمله يعتمد على طاقة السكريات والحديث عن 44 يوم بدون طاقة حرارية (الكربوهيدرات) يؤدي في بعض الأوقات إلى غيبوبة سكر، وهذا ما يشكل خطراً على حياة الأسرى بشكل كبير"، مؤكداً على أن كافة الأسرى المضربين عن الطعام يتعرضون لنفس الخطورة الصحية على حياتهم.
ولا تلتزم في...
ويؤكد د.مراد أن إسرائيل تتعامل بلا إنسانية مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين ولا تلتزم بتطبيق القوانين الدولية، واصفاً حالتهم الصحية بالسيئة، مشدداً على أن إدارة السجون الإسرائيلية عندما يطلب منها أي أسير مساعدة طبيبة نتيجة تدهور وضعه الصحي، تتعامل معه فقط بالمسكنات وليس من خلال الكشف الطبي.
ويوضح بأن البنية الجسمية للأسرى الذين تم تحريرهم ضمن صفة "وفاء الأحرار" ضعيفة جداً وتظهر مدى الإهمال الطبي الذي كانوا يتعرضون له على مدار فترات اعتقالهم داخل السجون الإسرائيلية، معتبراً بأن الأسرى المضربين على الطعام دخلوا مرحلة جديدة من الكفاح، يسعون من خلالها إلى الحصول على أقل المتطلبات الأساسية لضمان حياة كريمة لهم.
ويقول د.بشار مراد مدير قسم الإسعاف الطوارئ في مستشفى القدس إن"معظم الأسرى داخل السجون يحتاجون إلى عمليات طبيبة ويتم إهمالهم، مطالباً اللجنة الدولية للصليب الأحمر برفع التقارير الطبيبة الكاملة لأهالي الأسرى لمعرفة الوضع الصحي لأبنائهم، وأكد على أن من واجب الصليب الأحمر الضغط على الجانب الإسرائيلي لتقديم العلاج والغذاء للأسرى حسب اتفاقيات جنيف.
المبادئ السبعة...
ويقول محمد أبو مصبح منسق عام المتطوعين بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن"الشباب الفلسطيني جزء من المبادئ السبعة للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، واليوم وقفنا في الجمعية الوطنية الفلسطينية (الهلال الأحمر)، لنكون جزءاً من النسج الفلسطيني والفئات الفلسطينية على مستوى الوطن والشتات لنتضامن مع الأسرى الفلسطينيين في إضرابهم المفتوح عن الطعام".
ويبين أبو مصبح أنهم أرادوا من خلال هذه الوقفة التضامنية أن يذكروا الاحتلال بأن يقف موقف الملتزم بالقانون الدولي الإنساني والأعراف الدولية التي كفلت حقوق الإنسان، وأنه من حق الأسرى الفلسطينيون في سجونهم التمتع بكافة حقوقهم الصحية والحياتية وأن يتواصلوا مع أهاليهم واحترام ما جاء في اتفاقية جنيف الرابعة.
ودعا أحرار العالم والمطالبين بحقوق الإنسان بأن يقفوا وقفة جدية مع قضية الأسرى، وأن يضغطوا على إسرائيل لتقدم ما عليها من إلتزامات إتجاه الأسرى وفقاً للقانون الدولي، مؤكداً بأن عليهم كشباب فلسطيني استخدام كافة الوسائل لجلب متضامنين مع القضية الفلسطينية وخاصة قضية الأسرى.
أدوات التواصل ...
وتشير المتطوعة دعاء نعمان إلى أنه من الضرورة عليهم كشباب فلسطيني مناصرة قضية الأسرى من خلال ابتكار وسائل جديدة تسعى بالدرجة الأولى إلى مناصرة القضية على المستوى الدولي وفي كافة المحافل العربية لكشف الممارسات الإسرائيلية بحق الأسرى .
وتعتبر نعمان بأنه يمكن من خلال المناصرة الدولية من قبل المؤسسات والأفراد الناشطين في مجال حقوق الإنسان حول العالم، تشكيل جبهة ضاغطة على إسرائيل تلزمها بالقانون الدولي الإنساني، لإحترام حقوق الأسرى، المنصوص عليها بالمواثيق الدولية.
وتبين بأن استخدام أدوات التواصل الاجتماعي عبر الانترنت من قبلهم كمتطوعين بشكل أوسع يمكن أن يحقق انجازات على صعيد نشر ما يتعرض لهم الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من انتهاكات يومية، وتساهم في كشف الوجه الحقيقي لإسرائيل الذي بات معروفاً للعالم كافة.
وتشهد الأراضي الفلسطينية سلسلة من الفعاليات التضامنية مع مئات الأسرى والمعتقلين الذين أعلنوا في 17 نيسان/ابريل الجاري(يوم الأسير الفلسطيني) إضراباً مفتوحاً عن الطعام، للمطالبة بمجموعة حقوق أبرزها إنهاء سياسة العزل الانفرادي والاعتقال الإداري وتحسين ظروف حياتهم، والسماح لذويهم بزيارتهم.
وبدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي هذا اليوم بإجراءات قمع ومعاقبة للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام، تمثلت بمنع المحامين من زيارتهم، واقتحام غرف السجون، ومصادرة الأدوات الكهربائية والملابس وأبواب الحمامات الداخلية وكميات الملح الموجودة لديهم، وقطع المياه الساخنة ومنعت الأسرى من الاستراحة.
وتوقع مراقبون ومحللون تزايد حدة القمع والتنقلات للأسرى والمعتقلين بين السجون ومصادرة ما تبقى داخل الغرف من أمتعة، إضافة إلى التفتيش والاقتحامات والإذلال.
كما وأبدوا تخوفاً من أن الإجراء الأخطر المتوقع هو الإهمال الطبي وتجاهل التدهور الصحي للأسرى والمعتقلين وتنفيذ ممارسات استفزازية كحفلات الطعام وعرض المأكولات الشهية أمام المضربين.
وأشاروا إلى أن إسرائيل لا تخضع بالعادة لمطالب المضربين من اللحظات الأولى، ونجاح الإضراب يعتمد على مدى إصرار الأسرى والمعتقلين والتضامن داخل السجون والتفاعل خارجها.