القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
يعيش أكثر من 3 آلاف مواطن فلسطيني من قطاع غزة في مدينة القدس المحتلة، ظروفاً صعبة في ظل عدم منحهم الهوية الزرقاء (المقدسية) من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي أصدرت قراراً بوقف معاملات لم الشمل للعائلات الفلسطينية المقدسية، في وقت لا زال هؤلاء يسكنون في أحياء ومناطق بالمدينة المقدسة وسط ظروف "لا يحسدون عليها".
وكالة قدس نت للأنباء تسلط الضوء في هذا التقرير حول الظروف المعيشية الصعبة التي تعاني منها عائلات فلسطينية قدمت من قطاع غزة وتعيش في مدينة القدس.
وتقول المواطنة أم حسين والتي تسكن في مخيم شعفاط وتحمل الهوية الفلسطينية (الحمراء) الهوية التي منحتها إسرائيل للفلسطينيين أبان ما تسمى بـ" الإدارة المدنية":" أعيش وحيدة في منزل مكونة من غرفة رحلت من حارات مدينة القدس وجئت إلى المخيم، أنا وعائلتي وبعد طول هذه السنوات رحل أولادي من المخيم، ولم يحصلوا على الهوية المقدسية، وحتى الآن نصارع الحياة من أجل البقاء هنا.
تذهب أم حسين إلى مراكز حقوقية في مدينة القدس من أجل مساعدتها بالعودة إلى قطاع غزة، بعد فشل مساعيها بالحصول على (حق الإقامة) ولكن هذه المراكز لم تتمكن من أخذ موافقة الاحتلال على ذلك، لظروف وصفت بـ "واهية" ، وتضيف وباللهجة العامية " ولا واحد قدر يساعدني ارجع لغزة بين أهلي وناسي".
ويقول المواطن الغزي الذي اشترط عدم نشر اسمه " ن.ز" بأنه "يعيش ظروفاً صعبة مع عائلته وزوجته التي تحمل الهوية المقدسية، وتسكن في منطقة العيسوية بالقدس، ولديه خمسة أطفال ترفض إسرائيل تسجيلهم في هوية الزوجة، كونه يحمل الهوية الفلسطينية (الخضراء) ومن مواليد قطاع غزة.
ويضيف بحزن " نحن نعيش ظروفاً مأساوية بسبب عدم قدرتي على العمل والتحرك داخل مدينة القدس، ولا أستطيع حتى الخروج منها، كوني لا أحمل أية وثيقة تنقل سوى الهوية الفلسطينية (الخضراء) والتي إذا تم فحصي سيتم ترحيلي إلى السجن، لكوني مقيم غير شرعي بحسب وصف الإسرائيليين.
وترى العديد من الأوساط الحقوقية والقانونية تعمل في مجال الدفاع عن حقوق الفلسطينيين في القدس المحتلة، أن مصيراً مجهولاً لا زال يواجه آلاف العائلات الغزية التي تسكن في مدينة القدس ولا تحمل أية وثائق تثبت حقهم بالإقامة، إضافة إلى كونهم من سكان قطاع غزة وقدموا إلى المدينة ولم يغادروها حتى الآن، وتزوجوا من فلسطينيات يحملن الهوية المقدسية، ويسكنون بصورة غير شرعية وفقا للقانون الإسرائيلي.
وتقول إحدى المقدسيات التي تسكن بجوار إحدى العائلات الغزية " جارتي من قطاع غزة وقدمت إلى المدينة منذ سنوات ماضية وتزوجت ولديها 7 أطفال، في كثير من الأحيان أساعدها في تسديد إحتياجات أسرتها اليومية لكونها لا تستطيع التنقل والتحرك خارج منطقة سكناها، حيث أنها تمنع حتى من الوصول إلى المشافي الإسرائيلية".
ويقول أحد الناشطين في مجال حقوق المقدسيين " إننا نواجه سياسة عنصرية غير مسبوقة فيما يتعلق بالدفاع عن حقوق المقدسيين بالحصول على حقهم بالإقامة لكونهم يسكنون في المنطقة التي تصنف بـ(منطقة قدس) إضافة إلى أن أطفالهم يدرسون في نفس المنطقة، ولكن مع هذا كله نرى بأن غياب الديمقراطية التي تتغنى بها إسرائيل تمنع العائلات المحرومة من حقوقها من التمتع بهذه الحقوق.