غزة.. اسطوانة الغاز بـ"18" دولار و10 شواكل للكيلو الواحد !!

غزة _ وكالة قدس نت للأنباء
لم يهنئ سكان قطاع غزة ببصيص الأمل المتمثل في انتظام جدول الكهرباء وتحسنه نوعا ما ولكن الأزمات مازالت مترنحة لم تغادر قطاع غزة حيث أزمة الوقود والغاز ما زالت ترواح مكانه ، تنتظر ساعة الفرج ، وسط كلام مكرر وحديث متبادل والنتيجة معروفة وهي تواصل الأزمة.

وكالة قدس نت للأنباء تحدثت مع عدد من المواطنين الذي باتوا ينتظرون بفارغ الصبر انتهاء أزمات قطاع غزة المتكررة في الوقت الذي ما زالت فيه أزمتي الغاز والوقود تدقان القطاع المحاصر .

أم رجب مواطنة في منتصف عقدها الرابع من سكان حي الدرج اصطفت كباقي المواطنين في طوابير طويلة جدا أمام محطة حمادة للغاز شمال غزة قرب المقبرة الشرقية عندما شاع بين المواطنين نبأ وجود الغاز في المحطة فهبوا من كل فجٍ حتى يملئوا اسطوانات الغاز المنزلي في ظل أزمة خانقة يشهدها قطاع غزة منذ أسابيع.

تقول أم رجب لمراسل وكالة قدس نت للأنباء يوسف حماد، " يعني أنا أجي بحالي اصف عشان أعبي جرة الغاز وأولادي الأيتام إلهم 3 أسابيع مقطوع عنهم الغاز والله حرام وظلم احنا مش سالمين لا من كهرباء ولا ميه ولا بنزين واجي الدور على الغاز ، لو قلت احنا عيشين من قلة الموت بكون حرام بس لو صار فينا هيك هذا مش حرام".

وعن سعر جرة الغاز الذي أصبح يعادل 18 $ أمريكي قالت أم رجب مستغربة وصول سعر اسطوانة الغاز إلى 70 شيكل " في العام 2007 كانت سعر تعبئة اسطوانة الغاز 37 شيكل واليوم أصحبت 70 شيكل يعني كمان سنتين ستصبح 200 شيكل ".

وأضافت متهكمة " صرنا زي الصومال ولسه الصومال أحسن منا يمكن عاجبك منظر الناس هيك بتقطع القلب لو بدك تسمع كل قصص المواطنين مش رح تتحمل، ايش بدي أقولك كمان مش رح اخلص". حسب قولها.

اسرائيل المسؤولة عن الأزمة..
في حين رأى المواطن سعيد دردونه الأزمة الخانقة التي يشهدها قطاع غزة في غاز الطهي ناتجة عن الحصار الإسرائيلي وابتزاز غزة من أجل إحداث حالة من الاشتباك بين المواطن وحكومة حماس .

وأضاف دردونه " الوضع أصبح لا يطاق في قطاع غزة نتيجة الأزمات الإنسانية المتكررة والتي كان أصعبها أزمة الكهرباء التي ما زالت مستمرة ولكن بحدة أقل عما كانت عليه مسبقاً ونتمنى أن تحل قريبا كما نسمع من المسؤولين في الضفة وغزة ومصر ".

ومن جانبه قال أبو العز الذي خالف سابقيه " حكومة غزة تتحمل المسؤولية الكاملة عن الأزمة الحالية لأنها هي التي تدير قطاع غزة وتقوم بجباية الضرائب منا كل أول شهر ولكن عند الأزمات ما بنشوف حد منهم ", ولفت ممتعضاً محدث مراسلنا " إذا خايف تنشر الحكي ليش اجيت هان عشان تتطلع فينا يعني".

250 طن غاز تدخل أسبوعياً
أحد العاملين في محطة حمادة للبترول قال حول الأزمة" الجانب الإسرائيلي يدخل كمية محدودة جدا من الغاز في الأسبوع لا تكاد تكفي ليوم واحد فقط, مشيراً إلى أن الاحتلال كان يدخل ما يقرب من 250 طن من الغاز يومياً لغزة والآن بات يدخلها لنا كل أسبوع.

وأكد أن الجانب الإسرائيلي يحاول " ابتزاز الفلسطينيين كونه احتلال ولا يحب لنا الخير وهذا رأي كمواطن وليس كعامل".

وأضاف العامل "إن الكميات التي تصلنا نوزعها بالدور على الموزعين الصغار في كل منطقة من الشمال والوسطى والجنوب وذلك بتخصيص كل أسبوع لمنطقة معينة وكهذا نحاول التقليل من الأزمة, وأشار إلى أن اسرائيل تتذرع بحجج واهية من أجل تضيق الخناق على قطاع غزة عبر إغلاق معبر كرم أبو سالم وتقنين كميات الغاز .

أبو أمير أحد موزعي الغاز على عربة "الكارو" كان له نصيب في الحديث أيضا مؤكدا أن" الغاز الذي يتم جلبه من المحطة يتم توزيعه على المنازل وأحيان يكون بنصف الكمية يعني نصف اسطوانة، قائلاً " هناك بعض المواطنين يقومون ببيع كيلو الغاز بـ 10 شيقل مستغلين أزمة المحتاج لها مثل المطاعم والمطابخ وغيرهم ممن يحتاجون الغاز بصورة يومية وبذلك يكون سعر اسطوانة الغاز أعلى من سعرها بضعفين وهذا شيء مخيف فعلاً".

3 شواكل إضافية على سعر الاسطوانة
ويشير أبو أمير احد الموزعين إلى أن الحكومة في غزة أضافت حديثاً 3 شواكل على سعر الاسطوانة أي ما يعادل 71 شيكل للاسطوانة الواحدة بهدف التطوير" قائلاً " الغريب في الأمر أن المستهلك يفتكر أننا من نقوم بالزيادة ".

وناشد كل المسؤولين أن يكونوا في عون المواطن وليس عليه ويحاولون تخفيض سعر الاسطوانة لأقل حد ممكن لكي تتمكن كل الطبقات والشرائح من تعبئة الغاز في ظل الوضع الاقتصادي المتردي بغزة ".