غزة – وكالة قدس نت للأنباء
أجمع أسرى فلسطينيون محررون ومختصون في شؤون الأسرى على ضرورة توحيد وتكثيف الجهود لنصرة قضية الأسرى ووقوف الكل الفلسطيني وقفة الصف الواحد بدعم صمودهم في إضرابهم عن الطعام في سبيل تحقيق مطالبهم العادلة والإنسانية والتي نصت عليها كافة الأعراف والقوانين الدولية.
وبين المختصان عبد الناصر فروانة ورأفت حمدونة في أحاديث منفصلة لمراسل وكالة قدس نت للأنباء بأن فعاليات إحياء يوم الأسير الفلسطيني(17 نيسان/ ابريل)كانت عبارة عن نقلة نوعية وهذه الفعاليات يجب أن لا تقتصر على يوم الأسير، وأن تكون بمشاركة الشعب الفلسطيني بكل فئاته للتأكيد على أن قضية الأسرى هي قضية مركزية، مؤكدان بأن فعاليات هذا العام أفضل من العام الماضي من حيث المشاركة والتنوع، وأنه طالما الانتهاكات والجرائم مستمرة بحق الأسرى نحن مطالبون بالمزيد.
ويؤكد المختصان في شؤون الأسرى بأنه من الواجب علينا كفلسطينيين أن يكون كل يوم هو "يوم تضامن مع الأسرى"، لأن الأسير يعذب على مدار العام هو وذويه، ولو وزعت هذه الفعاليات على مدار العام لأصبحت قضية الأسرى حية في كل المحافل الفلسطينية والعربية والدولية".
ويقول رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات إن "المطلوب عدم اقتصار قضية الأسرى في إطار المؤسسات العاملة في مجال الأسرى، مشدداً على أن هناك واجب وطني تجاه قضية الأسرى " قضية الكل الفلسطيني" ، خاصة وأن المعركة بدأت داخل السجون وكل يوم يمر على الأسير يعذب فيه ويتعرض للموت، داعياً إلى أن تكون الفعاليات موازية لعذابات الأسرى وأن يتحمل الجميع المسؤولية.
202شهيداً أسيراً ...
ويرى حمدونة أن إضراب الأسرى عن الطعام يجمع الكل الفلسطيني داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي من كافة القوى الوطنية والإسلامية، ومطلوب توحيد الصف الفلسطيني في الخارج، ليتمكن الأسرى من تحقيق مطالبهم الإنسانية التي نصت عليها المواثيق الدولية ومنها وثيقتي جنيف الثالثة والرابعة.
وقدمت الحركة الأسيرة الفلسطينية العديد من التضحيات كان ثمنها 202شهيداً أسيراً، والفترة السابقة سجلت إنصاراً جديداً لمضربين عن الطعام فتمكن المحرر خضر عدنان والمحررة هناء الشلبي، من انتزاع حريتهم من السجان الإسرائيلي رغم عنه، وأعادوا الفلسطينيين من خلالهم إلى الاهتمام بالقضايا المصيرية وعلى رأسها قضية الأسرى، بدلاً من الانشغال في القضايا الداخلية.
وبدأ الأسرى الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية إضراباً مفتوحا عن الطعام، منذ 17 نيسان/ابريل الجاري احتجاجاً على الانتهاكات التي تمارسها إدارة السجون بحقهم وللمطالبة بحقوقهم ، في حين يوجد ثمانية أسرى مضربين عن الطعام منذ ما يزيد عن خمسين يوماً احتجاجاً على اعتقالهم الإداري، وحياتهم مهددة بالخطر ومنهم من نقل إلى المستشفى في سجن الرملة.
مبدأ وأضح...
وتصاعدت وتيرة الانتهاكات من قبل إدارة السجون الإسرائيلية ضد الأسرى الفلسطينيين بشكل أوسع بعد إتمام صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل برعاية مصرية في أكتوبر/ تشرين الأول 2011، والتي جرى بموجبها إطلاق سراح 1027 أسيراً فلسطيني مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، بهدف الانتقام من الأسرى وقتل معنوياتهم ضمن سياسة الموت البطيء التي تتبعها إسرائيل.
وحسب المختصان ووفقاً لتجارب سابقة فإن الإضراب عن الطعام يعنى ارتفاع وتيرة الانتهاكات من قبل إدارة السجون بحق الأسرى، بهدف إفشاله، لذا فهو الأخطر على حياة الأسرى من الناحية الصحية والنفسية، ناهيك عن منهجية إدارة السجون في فرض المضايقات ومصادرة ما تبقى من الأدوات التي يستخدمها الأسرى في حياتهم اليومية، متوقعان تزايد الانتهاكات بشكل كبير في الأيام القادمة.
وبين عبد الناصر فروانة مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية بأنه ليست من السهولة أن تتجاوب إدارة السجون مع مطالب الأسرى، لأنها تعمل وفق مبدأ واضح وهو عدم الخضوع لمطالب المضربين، لذلك تعمل دائماً على تجاهلهم من خلال سياسة الإهمال الطبي وتجاهل ما يظهر عليهم من أعراض صحية قد تودي بحياتهم.
وتشهد السجون الإسرائيلية انتهاكات لحقوق الأسرى تصل حد اللامبالاة بحياتهم وإهمالهماً طبياً، حيث يعانى معظمهم من أمراض خطيرة تهدد استمرارهم على قيد الحياة، وهذا يعتبر مخالفاً لما جاء في اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة والقانون الدولي الإنساني، إلا إن إسرائيل تضرب بعض الحائط كل القوانين وتعتبر نفسها فوقها.
و"تعمل إدارة السجون الإسرائيلية وفقاً لمنظومة من الإجراءات التعسفية اتخذت بحق الأسرى، فقبل قانون "شاليط" شكلت لجنة وزارية واتخذت جملة من القوانين من ضمنها منع التعليم وقانون "شاليط" يهدف إلى زيادة القمع ومنع الزيارات لأهالي أسرى، ومنع المحامين والمؤسسات الدولية والصليب الأحمر من زيارة السجون". يقول فروانة
ويقدر عدد الأسرى الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية 4700 أسير بينهم 8 أسيرت و320 معتقل إداري و27 نائب و3وزراء سابقين و190 طفلاً، ومن هؤلاء 120 أسير معتقلين منذ ما قبل اتفاق أسلو، منهم 59 أسير أمضوا أكثر من 20 عاماً داخل السجون( عمداء الأسرى) ومن بينهم 29 أسيراً مضى على اعتقالهم 25 عاماً وأقدمهم الأسير كريم يونس من قرية عارة من فلسطيني 48 ومعتقل منذ يناير 1983م.