القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
بينما كان الشاب المقدسي حسن شرحة (21 عاما) يتناول وجبة العشاء مساء الخميس19نيسان/أبريل الجاري، حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بناية الصمود بحي الشيخ جراح وسط مدينة القدس, فور الإعلان عن نبأ طعن مستوطن بالقرب من محطة الوقود في الحي .
واعتقلت قوات الاحتلال في تلك الساعة أشقاء حسن الثلاثة معتز (20 عاماً) محمد( 14 عاماً) عبد الله (15 عاماً ونصف)، وذلك بعد الاعتداء على حسن بالضرب المبرح, مما أدى إلى إصابته بجراح أغمي عليه على أثرها .
ويروي الشاب حسن في حديث لمراسلة وكالة قدس نت للأنباء، ما حدث في ليلة الاعتداء قائلاً"بعد الانتهاء من فترة عملي جلست بين أفراد الأسرة أتناول وجبة العشاء, فيما كان أشقائي عبد الله ومحمد، يستعدان للتوجه إلى أحد المراكز الطبية للحصول على تقرير طبي خاص بشقيقي عبد الله، الذي يعاني من عدة أمراض مزمنة، وكان الشارع يمتلئ بسيارات الإسعاف والقوات الخاصة وشرطة حرس الحدود الإسرائيلي."
ويضيف "حاصرت القوات الإسرائيلية المنطقة والبناية، ولم يكن عندنا علم عما حدث بالخارج، سمعت صراخ أشقائي يستدعون النجدة، وصراخ سكان بناية الصمود وأصوات الشرطة تعلو من أجل البحث لإعتقال من طعن أحد المستوطنين، وعلى الفور خرجت مسرعاً لمشاهدة ما يجري بالخارج، إلا أني تفاجأت من مشاهدة ما جرى".
ويقول حسن في حديثه إنه "شاهد أكثر من ثلاثين شرطياً إسرائيليا يعتدون بالضرب على أشقائه ووالدته وحاول إنقاذهم إلا أنه تعرض للضرب بأعقاب البنادق على جميع أنحاء الجسد، مضيفا "وأصبت على أثر ذلك بكسور بالأنف، وانتفاخ بالعين اليميني بالإضافة لنزف الدم من الفم، وفقدت الوعي على الفور".
ويكمل شقيقه معتز شرحة الذي أفرجت عنه سلطات الاحتلال مساء الجمعة20 نيسان/ابريل الجاري بكفالة مالية وقدرها 500 شيكل، الحديث قائلاً" لم أتمالك من هول ما شاهدته خلال اعتقال أشقائي الاثنين والاعتداء بالضرب المبرح على شقيقي حسن وفقدانه الوعي بالإضافة لضرب والدتي (أم حسن) أثناء محاولتها إنقاذ فلذات أكبادها."
ويتابع معتز" كانت والدتي تصرخ وتقول عبد الله وضعه الصحي سيء، وحاولت إبعاد الجنود عن والدتي، إلا أنهم اعتدوا علي بالضرب بأعقاب البنادق وتم تقييد يداي وأرجلي، وقام الجنود بجري من ملابسي، وشعرت بالاختناق الشديد وخاصة أنني أعاني من ضيق بالتنفس من فترة طويلة".
ويواصل معتز حديثه" خلال صعودي لسيارة الشرطة تم الاعتداء علي بالضرب باتجاه الرأس، وتم اقتيادي لمخفر شرطة شارع صلاح الدين، وقبل فترة التحقيق لدى الشرطة الإسرائيلية شدوني للحمام وطالبوني بنزع جميع ملابسي الخارجية والداخلية، إلا أنني قلت لهم بأني مقيد اليدين والرجلين ولا استطيع نزع الملابس، فقام احد عناصر الشرطة بنزع ملابسي وبعدها طالبوني بإعادة لبسها".
ويقول" أثناء ارتداء البنطال تم الاعتداء علي بالضرب المبرح مجدداً، وبدأت بالصراخ، وبعدها قاموا بسحبي لغرفة التحقيق من أجل التوقيع قبل نقلي للتحقيق في مقر المسكوبية ( قسم 4) على أنني لم أتعرض لاعتداء، ورفضت التوقيع".
ويضيف معتز شرحة بالقول" كان التحقيق متركز حول عملية طعن المستوطن، رغم أننا لم نعلم ما حدث بالأصل في المنطقة، وبعدها وجه المحقق لي تهمة بأنني قمت بالاعتداء بالضرب على أحد الجنود".
ويوضح بأنه رفض هذه الاتهام وأكد أنه قام بإبعاد الجنود عن والدته أثناء اعتدائهم عليها بالضرب"، مشيرا إلى
أنه قبل دخوله للمثول أمام المحكمة عرض المحقق على عائلته أن تدفع 500 شيكل من أجل الإفراج عنه، وفي حال مثوله أمام المحكمة يدفع ما يقارب 2500 شيكل.
ويقول معتز إن عائلته دفعت المبلغ (500) عبر بريد القدس ومقره في شارع صلاح الدين، وبعدها تم الإفراج عنه يوم ألجمعه دون قيد أو شرط.
ويروي الفتيان الشقيقان عبد الله ومحمد ما وقع معها في تلك أثناء توجههم إلى مركز"الحياة" الطبي لاستخراج التقرير الخاص بــ عبد الله بالقول "تفاجئنا بانتشار مكثف للقوات الخاصة والشرطة الإسرائيلية والمستوطنين وسيارات الإسعاف، ولم نعلم ما يجري بالمنطقة، وفجأة تعرضنا لهجوم من المستوطنين وقوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية، وبدأنا بالصراخ بأن شقيقي عبد الله مريض،علماً بأنه يعاني ( من شقيقة بالرأس، وضيق بالتنفس، الرئة، روماتيزم، أعصاب، وارتفاع بالأملاح المعدنية، وقد أجري مؤخراً عملية جراحيه).
وفي هذه اللحظة بدأ سكان المنطقة بالتجمهر من أجل إنقاذنا من الشرطة والمستوطنين، بعد تقييد أيدينا وأرجلنا ووضعنا كلا واحد بسيارة تابعة للشرطة، ويقول محمد "خلال الاعتقال كان الضرب مستمر دون توقف وتم اقتيادنا لقسم التحقيق في المسكوبية، وتعرضنا للضرب مجدداً، ونزعت الملابس جميعها عنا ووضعنا بالهواء القارص، وخاصة بأن ليلة الخميس كانت الأجواء باردة جداً، وكان الدم ينزف من أنفي وفمي".
ويبين بأن عملية التحقيق الذي استمر حتى الساعة 3 فجراً، تركزت حول طعن المستوطن ،إلا أنني وشقيقي عبد الله قلنا للمحققين "إننا لا دخل لنا بعملية الطعن ولا نعلم بها بالأصل".
ويؤكد الفتي محمد بأنه" أثناء التحقيق معه قال له المحقق إن شقيقك عبد الله اعترف بأنك قمت بعملية الطعن، ورفضت هذا الكلام، مؤكدا بأن شقيقي مريض وكنا معاً من أجل الحصول على تقريره الطبي، ولم نعلم أصلا ما حدث، وإنما اعتدي من المستوطنين والشرطة، مضيفا "طلب منا المحقق فور الإفراج عنا التوقيع على أننا لم نتعرض للضرب، ورفضنا التوقيع، لأننا كنا ضحية كذبة اختلقها المستوطنين والشرطة الإسرائيلية بحق شبان بناية الصمود".
جدير بالذكر بأن ظاهرة التنكيل بسكان بناية الصمود والاعتداء بالضرب على النسوة والأطفال والشيوخ والرجال من قبل المستوطنين قوات الشرطة الإسرائيلية أصبحت شبه يومية وبأهداف سياسية، حول هذه البناية الذي يقطنها العشرات من المواطنين المقدسيين الذين لا مأوي لهم غير هذه البناية.
ونظراً للموقع الإستراتيجي لحي الشيخ جراح، عمدت إسرائيل منذ احتلالها لمدينة القدس عام 1967 على تهويدها فأقامت العديد من البؤر والجيوب الإستيطانية على أراضي المقدسيين، كما دعمت الحكومات الإسرائيلية المتتالية الجماعات الإستيطانية في جهودها المكثفة من أجل السيطرة على الأراضي والممتلكات الفلسطينية في الحي لصالح إقامة المستوطنات.