غزة – وكالة قدس نت للأنباء
جاءت مع صديقاتها في المدرسة من محافظة رفح جنوب قطاع غزة، لتبحث عن حكايات بلدتها الصغيرة "حتا"، بين القصص والروايات التاريخية في مكتبة مركز القطان بمدينة غزة، قائلة " أحب أن أعرف كل تفاصيل الحكايات الفلسطينية عن أرضي التي حرمني منها الاحتلال الإسرائيلي وسلب حقي فيها".
وتشير الطفلة الفلسطينية شَهد ياسين تسع سنوات من حي الجنينة برفح أثناء مشاركتها في فعاليات ( الكتب الطائرة) التي تنظمها مؤسسة عبد المحسن القطان إحياءاً ليوم الكتاب العالمي إلى أنها تحاول من خلال المطالعة بالكتب التعرف على القرى والمدن الفلسطينية التي هاجر منها الفلسطينيون قصراً وتبحث عن معلومات عن بلدتها وتفاصيل عن حياة أهلها في الزمن القديم.
حتى تكون "حتا" ...
"حتا" هي بلدة فلسطينية تقع على مسافة 41 كم شمالي شرق غزة، وهي من قرى عسقلان، إضطر سكانها لتركها عند استيلاء العصابات الصهيونية عليها عام 1948م، وأنشأت على أراضيها مستعمرة "رفاحا".
وتقول شَهد لمراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر "إنها تحاول التعرف بشكل موسع عن بلدتها لأنها تدرك أن يوماً ما سيأتي وتعود إليها، معتبرة أن مشاركتها بفعاليات الكتب الطائرة مهمة بالنسبة لها، لأنها أطلعت اليوم على كتب وقصص تاريخية جديدة واستمتعت بالرسم مع صديقاتها وشاركتهن قراءة القصص.
حياة آمنة...
وتأمل الطفلة شَهد ياسين أن تعيش حياة آمنة، وأن يتركها الاحتلال الإسرائيلي هي والأطفال الفلسطينيين وشأنهم وأن تحصل على حقوقها كطفلة، مؤكدةً أنها لن تترك البحث عن تاريخ بلدتها ومعرفة حكايات النكبة التي خلفتها الحركة الصهيونيةعام1948م، وستحافظ على الموروث الثقافي الذي تعلمته من أجدادها.
بانت منسجمة...
وعلى جهة آخرى تجلس صديقة شهد الطفلة وفاء الفيومي ثمان سنوات من مدينة رفح تقلب صفحات قصة بانت منسجمة في تفاصيلها، وتتأمل الألوان فيها، قائلة " سعيدة أنني اليوم أقرأ النوع المفضل بالنسبة لي من القصص، وهي قصص البحارة وعالم البحار.
وتبين وفاء أن تعلقها بهذا النوع من القصص، لأنها بمجرد أن تذهب إلى البحر مع عائلتها وتركب المراكب، تحاول أن تتخيل أنها داخل قصة قرأتها في وقت سابق، مشيرةً إلى أنها تعتبر البحر هو مصدر الحرية والمتنفس الوحيد لها بمدينة رفح.
وتلفت الطفلة وفاء إلى أنهم كأطفال بحاجة دورية لمثل هذه الأيام التي يأتون فيها إلى مدينة غزة ويزورون مركز القطان للمطالعة والاستمتاع بما فيه من قصص، معبرةً عن سعادتها واستفادتها من فعاليات الكتب الطائرة، مؤكدةً أن هذا اليوم أبعدها عن أجواء المدرسة العادية بالنسبة لها.
الغابات الغامضة...
بيمنا يؤكد الطفل ركان أبو دقة تسع سنوات أنه يأتي في كل أسبوع يوم واحد إلى المركز، يطلع فيه على نوعه المفضل من القصص وهي" قصص الغابات الغامضة"، مبيناً أنها تساعده على تنمية قدرته على التخيل والتوقع، مشيراً إلى أنه في بعض الحالات يترك القصة ويبدأ يتخيل نهايتها.
ويقول ركان إنه "يفضل دائما قضاء وقته داخل المركز لينمي قدراته العلمية من خلال قراءة القصص العلمية والمشاركة في الأنشطة التي يقيمها المركز"، متمنياً أن يتمكن كل الأطفال بغزة من القدوم إلى المركز ليتعلموا القراءة،موضحاً أنه يشعر بطفولته داخل المركز، وأنه يتمتع في حقه بالتعليم والحرية في اختيار ما يحلو له بالقراءة أو الرسم.
خير جليس ...
وتؤكد لانا مطر منسقة العلاقات العامة بمركز القطان، أن مركزها يعتبر أن الهدف الأساسي من فعاليات الكتب الطائرة هو تعزيز حب القراءة والمطالعة لدى الأطفال بغزة، واحتفاءاً بيوم الكتاب العالمي، متمنية أن تكون كل أيام السنة للكتاب باعتباره خير جليس والقراءة غذاء الروح .
وتوضح أن هدفهم الأساسي بالمركز نشر ثقافة القراءة لدى الأطفال لأن الأطفال جيل المستقبل، الأمل فيهم كبير، مبينةً أن هذا اليوم يأتي بتنسيق مع بعض المدارس الحكومية والروضات متأملة أن يكون في المستقبل القريب مشاركة أوسع من قبل كافة المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم.
مسرح القراءة...
وتلف مطر إلى أنهم من خلال متابعة الأطفال من قبل المختصين بالمركز يعملون على كسر حاجز الخوف بين الأطفال والكتاب، بحيث يجعلون من القراءة متعة، وينعكس ذلك بالاستفادة الإيجابية على طبيعة الأطفال، لا سيما في ظل وضعهم الخاص الذي يعشونه جراء وجود الاحتلال والحصار.
وتقول مطر إن فعاليات الكتب الطائرة تشمل جملة من الأنشطة مرتبطة بشكل مباشر بالقراءة، ومنها "مسرح القراءة"، و"المطالعة الحرة"، و"بزار الكتاب"، و"الدولاب الثقافية" وهو عبارة عن مسابقة ثقافية للأطفال، و"يحكى أن" وتحتوي على قصص تراثية تروى للأطفال بهدف الاستفادة منها.
150 طفلاً ...
وتقول منار العزايزة منسقة خدمات المكتبة بالقطان" يستفيد اليوم حوالي 150 طفلاً من فعاليات الكتب الطائرة من خلال البحث والمطالعة في المراجع والكتب الموجودة داخل المكتبة، إلى جانب الاستفادة من المسابقات الثقافية، بهدف حصول الطفلة على معلومة يستفيد منها في حياته".
وحول ما يفضله أطفال غزة في قراءة القصص تبين العزايزة أن "كل فئة من الفئات العمرية لدى الأطفال تفضل نوعا ما من الكتب والقصص، وبشكل عام يعتمد صغار السن على القصص التي يستعيرونها وتقرأ لهم من خلال الأم أو الأب، والفئة الأكبر بقليل تفضل قراءة الراويات ومن ثم الكتب العلمية بشتى المعارف.
وتضيف "من خلال وجود الأطفال داخل المركز نعزلهم عن واقع حياتهم اليومية، بقدر المستطاع ونوفير لهم أجواء تمكنهم من الشعور بطفولتهم، من خلال فصل تفكيرهم عن وجود الاحتلال أو الأوضاع السياسية الداخلية".