القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
بعد أن خاض مع الأسرى في سجن نفحة الصحراوي تسعة أيام من معركة الأمعاء الخاوية التي لا زالت متواصلة، إستنشق الأسير المقدسي توفيق علي عويسات (37 عاماً) هواء الحرية، ليرى نور القدس بعد ما يقارب العقدين من الزمن قضاها متنقلا بين سجون الاحتلال الاسرائيلي.
وقبل أن يصل إلى بيت عائلته في جبل المكبر جنوب القدس نقل الأسير المحرر فور إطلاق سلاحه من سجون الاحتلال إلى مستشفى المقاصد الخيرية، لإجراء الفحوصات اللازمة للإطمئنان على وضعه الصحي الذي تدهور جراء الاضراب عن الطعام.
وعقب استقباله من قبل ذويه وأهالي القدس بفرحة عارمة، خَر الأسير المحرر عويسات ساجداً لله عز وجل على نعمة الحرية، ليلهج بالدعاء من أمام المسجد الأقصى، بالافراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال ليُلم شملهم مع عائلاتهم.
ويقول عويسات في حديث لمراسلة وكالة قدس نت للأنباء إن "ادارة السجون الاسرائيلية تنكل بالأسرى الفلسطينيين وتحرمهم من أبسط حقوقهم ، حيث تم عزل أسرى القدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 48 أكثر من ثماني سنوات، عن أسرى الضفة الغربية وقطاع غزة في سجن جلبوع".
ويضيف عويسات "قبل نحو شهر تم نقل عدد من الأسرى إلى سجن نفحة الصحراوي عقاباً لهم، وتم وضعهم بأقسام سيئة للغاية، كما تم مصادرة ملابسهم، وخلال فترة النوم سحبت ادارة السجن الوسائد( المخدات) من تحت رؤوسهم".
ويتابع حديثه عن أوضاع الأسرى " نتيجةً للظروف القاسية المتعددة التي تفرضها ادارة السجون الاسرائيلية، خاض الأسرى معركة الأمعاء الخاوية من أجل تحقيق مطالبهم التي لم تتجاوب ادارة السجون لتلبية أي طلب منها".
وحول مطالب الأسرى التي دفعتهم لخوض الاضراب، يوضح الأسير المحرر عويسات قائلاً "هناك عدة مطالب أولها، قضية عزل جزء من الأسرى الفلسطينيين، تتعامل معهم ادارة السجون بأنهم خطرين، فيعزلونهم في (مهاجع خاصة) ويتم عزل قسم منهم في زنازين انفرادية أو ثنائية".
واما الطلب الثاني حسب عويسات فهو "السماح لأهالي قطاع غزة بزيارة أبنائهم الأسرى في السجون الاسرائيلية بعد الحرمان منذ ست سنوات، إثر أسر الجندي الاسرائيلي ( جلعاد شاليط)، موضحاً بأن قضيته (شاليط) إنتهت وأقفل ملفه بصفقة تبادل مشرفة، فيما لازالت العائلات الفلسطينية تنتظر رؤية أبنائها".
وعن المطلب الثالث يقول عويسات "يطالب الأسرى بإنهاء ما يسمي (بقانون شاليط) الذي يحرمهم من استكمال مرحلة التعليم الجامعي، ويمنع إدخال الصحف، ويُسحب بموجبه محطات التلفزة ، بالإضافة للتفتيش المذل لأهالي الأسرى خلال فترة الزيارة أو الانتظار".
ويضيف "أما المطلب الرابع والأخير فهو تحسين ظروف أوضاع السجون الداخلية، مؤكداً بأن هذه الشروط عادلة ويحق لكل أسير أن يعيشها داخل السجون، لا يطالب الأسير أن يصعد للقمر، وإنما يريد تحسين ظروف معيشيته داخل سجون الاحتلال.
ويشدد الأسير المحرر عويسات على أن خوض الأسرى للاضراب المفتوح عن الطعام، ليست مسألة تشوق للجوع، وإنما الاضراب هو سلاح الأسير الضعيف لمواجهة صلف الاحتلال الاسرائيلي.
ويوضح بأن "الاضراب لا يتعلق بفصيل معين، وإنما تخوضه جميع الفصائل الفلسطينية داخل سجون الاحتلال، داعياً الأسرى الذين لم يشاركوا بالاضراب إلى مشاركة إخوانهم الأسرى من كافة الفصائل، من أجل الضغط على ادارة السجون الاسرائيلية، ومن أجل تحقيق مطالبهم المشروعه".
ويبين عويسات أن "ادارة السجون تسعى إلى تقسيم الأسرى من خلال عزلهم، عزلت أسرى القدس وهو أحدهم مع أسرى الداخل الفلسطيني عن أسرى الضفة والقطاع، مؤكداً أن المعنويات عالية لدى أسرى القدس والداخل الفلسطيني، كما معنويات أسرى الضفة وغزة.
جدير بالذكر أن الأسير المحرر توفيق علي محمد عويسات ولد بتاريخ 17 – 2 – 1974، وأعتقل بتاريخ 27 – 4 – 1994 ، بتهمة طعن جنديان اسرائيليان في "كنيون المالحه"، وتعرض للتعذيب أثناء التحقيق معه في سجن المسكوبية لمدة 45 يوميًا ثم نقل إلى سجن عسقلان.
وصدر بحق عويسات حكمًا يقضي بسجنه لمدة 22 عامًا، بعدها تم إستئناف الحكم وأصبح 18 عامًا، قضاها في السجون الاسرائيلية متنقلاً بين عدة سجون كالمسكوبية، عسقلان، شطة، نفحة، وسجن رامون في النقب، وكان أخرها سجن نفحة الصحراوي.
وشارك عويسات مع الأسرى في الإضرابات عن الطعام لا سيما الرئيسية منها خلال فترة اعتقاله أعوام (1995، 1998، 2000، 2004، 2011، 2012 ) وخلال الإعتقال فرضت إدارة السجن على الأسير المحرر عويسات دفع غرامة مالية تتراوح ما بين 500 و800 شيكل (150- 230 دولار)، كما حرمته من زيارة أهله له عدة مرات لمدة تتراوح ما بين شهر وشهر ونصف في كل مرة.