القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
شهد حي البستان جنوب المسجد الأقصى المبارك، اليوم السبت، وقفة تضامنية مع الأسرى الفلسطينيين لمساندتهم في معركة الأمعاء الخاوية المتواصلة لليوم الثاني عشر على التوالي من اجل تحقيق مطالبهم المشروعة.
وشارك في الوقفة التي أقيمت امام خيمة (الصمود والتصدي) بحي البستان أهالي الأسرى والمعتقلين وسكان بلدة سلوان وحي الثوري حاملين شعارات كتب عليها:( روحك ما يهمها اعتقال مهما طال السجن وطال.. الحرية لأسرى الحرية....لا تسألني عن سعادتي فسرها في ابتسامتك..يا أسير لا تحتار مهما جرى مهما صار لازم ترجع على الديار ونكمل سوى المشوار)
ورع الأطفال صور آبائهم وأشقائهم الأسرى، وسط ترديد الأغاني الوطنية من مكبرات الصوت، بحضور كما حضر الأسيرين المحررين علي المسلماني " أبو عزام"، وناصر عبد ربه " أبو الامير"، ورئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب، والمحامي أحمد الرويضي مستشار ديوان الرئاسة لشؤون القدس.
وقال رئيس لجنة الأسرى والمعتقلين أبو عصب في حديث لمراسلة وكالة قدس نت للأنباء في القدس المحتلة إن "إدارة السجون الإسرائيلية تقوم بنقل الأسرى الفلسطينيين من كافة الفصائل والأحزاب الفلسطينية من كافة السجون لإحداث حاله من الإرباك داخل الحركة الأسيرة، لكي تحاول ثني الأسرى عن الإضراب في محاولة يائسة لعدم إعطاءهم مطالبهم الشرعية والقانونية".
مشاركة كافة السجون...
وأضاف أبو عصب ، أن "إدارة السجون تعدت على مجموعة من أسرانا في سجني نفحه وجلبوع، وهنالك قرار في لمشاركة العديد من السجون بالإضراب خلال الأيام القادمة أي بداية شهر آيار القادم".
وأكد أبو عصب، أن هناك وحدة حقيقية داخل السجون، وتلقينا العديد من الرسائل من خلال المحامين أنهم مصرين على نيل حقوقهم حتى لو وصل الأمر إلى مرحلة الشهادة ولفت بالقول إن" الإضراب عنوانه إضراب الكرامة واستعادة هيمنة وقوة حركة الأسيرة التي لطالما حاربها السجان".
وقال إن "خيمة الصمود طالما صدر منها القرارات الحاسمة والقوية من اجل القدس والمسجد الأقصى، ويقف أبناء شعبنا والأمة العربية والاسلامية مع هؤلاء الأسود في حرب الأمعاء الخاوية".
بدوره قال عدنان غيث أمين سر حركة فتح في سلوان لمراسلتنا " ما يحصل اليوم بحق الأسرى البواسل كارثة بحد ذاتها، وتأخرت اللحظة الذي يجب أن تجتمع إرادة العالم جميعها من اجل إنقاذ هؤلاء الأسرى الذين يقضون شباب عمرهم داخل سجون الاحتلال، ويتجرعون كافة أشكال التعذيب والتنكيل من قبل إدارة السجن القمعية الإسرائيلية ضمن سياسة ممنهجة ينتهجها الاحتلال ضد الإنسان الفلسطيني, اليوم أسرانا البواسل يخوضون معركة الكرامة بأمعائهم الخاوية ضمن إمكانياتهم المتواضعة والبسيطة يتعرضون خلال هذا الإضراب لاحتمالات كبيرة منها الاستشهاد".
وصمة عار...
وأضاف غيث "آن الأوان أن يتحد قرار العالم من اجل إنقاذ هؤلاء الأسرى، بالإضافة أن تعمل للقيادة الفلسطينية والقوى الوطنية من أجل إنهاء هذا الملف من الصفحة الفلسطينية".
وحمل غيث الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة أي أسير داخل قلاع الأسر، موجهاً رسالته للعالم بالقول" وصمة عار على جبين العالم وجبين مؤسسات حقوق الإنسان التي تدعي أنها حريصة على الإنسان الفلسطيني بشكل خاص الذي يخضع تحت الاحتلال الإسرائيلي".
وقال "إذا لم يتحركوا بشكل فعلي وجدي لإنقاذ هؤلاء الأسرى ستكون الكارثة كبيرة والعواقب وخيمة، موجهاً رسالته للأسرى الفلسطينيين بان يستمروا بنضالاتهم الوطنية".
ومن ناحيته حيا الأسير المحرر ضمن صفقة (وفاء الاحرار) علي المسلماني الأسرى في كل سجون الاحتلال قائلاً "الأسرى اخذوا قرار بوضع حد للأحكام الادارية الجائرة والظالمة، ويتميز هذا الإضراب الذي جاء بعد صفقة التبادل وبعد ما فرضت إدارة السجون قانون "جلعاد شاليط" أي سحب انجازات الأسرى، وسحب التعليم الجامعي والعزل الانفرادي"، مضيفا "أسرانا يطالبوا بتحقيق مطالب عادلة منها تمديد مدة الزيارات، كما يتم السماح لزيارة أهالي قطاع غزة لأبنائهم الأسرى".
الساحة الخلفية...
وأكد المحرر المسلماني بأن الإضراب يتميز بان "كافة أسرانا الفلسطينيين متحدين ويقفوا صفا واحدا من اجل تحقيق مطالب إنسانية عادلة .وقال "على مدار الثلاثين عاماً من الاعتقال والتنقل في عدة سجون إسرائيلية، إن السجون تمثل الساحة الخلفية للحركة الصهيونية والاحتلال الإسرائيلي، وكما هو معروف بان الساحة الأمامية تمثل الحواجز وجدار الفصل العنصري والقتل والاعتداء والتدمير وسلب البيوت والاستيلاء عليها واطلاق العنان للمستوطنين الأوغاد للتنكيل بابناء شعبنا في القدس المحتلة وفي مدينة الخليل".
وتابع المسلماني " لذلك في سجون الاحتلال نواجه مديرية السجون الإسرائيلية القمعية فالساحة الخلفية للحركة الصهيونية، شهدت منذ احتلال عام 67 مواجهة حقيقية بين إرادة السجان الصهيوني وبين إرادة الاسير الوطني الفلسطيني، وقد انتصرت الإرادة الوطنية للحركة الأسيرة على مر العقود بالدم والجهد والعرق والأمعاء الخاوية وآلام الجوع، وحقق أسرانا الابطال في هذه الساحة الاعتقالية الكثير من الانجازات التي وفرت لهم شروط حياة كريمة رغماً عن أنف الجلادين الصهاينة في سجون الاحتلال".
وأضاف "لقد أراد السجان الإسرائيلي أن تكون هذه السجون مقابر مليئة بالمخدرات والفوضى والأعمال اللاأخلاقية والعصابات الجنائية". مؤكدا أن "اسرانا البواسل دفعوا ثمناً باهظاً من اجل أن تكون حياتهم منظمة وجماعية وكريمة ملئها العلم والاستقلال والنظام والتنظيم والاحترام والقيمة النضالية والإنسانية العليا للإنسان الفلسطيني المناضل حتى استطاعت السجون أن تتحول من مقابر للإحياء إلى منارات وجامعات ترفد شعبنا بالمناصلين والكوادر ونحن نشهد اليوم في كافة الفصائل الوطنية والإسلامية الصف الأول أسرى مناضلين ومحررين ".
أسرانا يسطرون...
وشدد على دور الحركة الأسيرة ليس فقط على مستوى السجون وإنما على مستوى مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني وتحرير الشعب الفلسطيني وتحقيق أهدافه الوطنية في الحرية والاستقلال".
هذا وقال وليد الغول رئيس رابطة حمايل عائلات سلوان لمراسلتنا إن "أسرانا يسطرون انصع البيان والخطب في موقفهم أمام الاحتلال وأمام السجان واقل ما نقدم هو أن نقف إجلالا واحتراماً لصمودهم لثباتهم، فان سلوان وبيت المقدس وفلسطين لتزهو بشببابها وبأسراها الذين زرعوا المجد والنضال، مؤكداً بان أسرانا البواسل أساتذة ومعلمون وقادتنا تعلموا منهم الصمود والشرف والإباء".
وأضاف "إننا حين نقف هذه الوقفة المتواضعة فلا نقدم إلا اقل القليل لهؤلاء الشرفاء الذين يسطرون لفلسطين مستقبلها وتاريخها، إن فلسطين تثبت كل ساعة وكل دقيقة وثانية أنها مصنع للرجال والأبطال وللصمود، إن فلسطين تسبتسم للأمعاء الخاوية وللشباب الصامد".