غزة – وكالة قدس نت للأنباء
عقدت رابطة علماء فلسطين فرع محافظة خان يونس, اليوم الأحد, لقاءاً فقهياً متخصصاً يُعد الأول من نوعه بعنوان (الفتوى بين التيسير والاحتياط).
وجاء ذلك بمشاركة وزير الأوقاف والشؤون الدينية صالح الرقب، والنائب في المجلس التشريعي وعضو رابطة علماء فلسطين يونس الأسطل، ومفتي محافظة خان يونس إحسان عاشور، والقاضي إبراهيم النجار، ونخبة من العلماء وحملة الشهادات الشرعية العليا، وجمع من المتخصصين.
وتحدث مدير الملتقى عبد الله أبو عليان عن أهداف هذا النشاط، والتي تسعى للارتقاء بطلبة العلم والمتخصصين الشرعيين، وتوحيد مسار الفتوى في المحافظة، وعرج على محاور الملتقى، موضحاً أن الباعث على طرح هذا الموضوع كثرة الحاجة إليه، وحساسيته وأهميته إذ إن المفتي هو موقع عن الله تعالى، ومبلغ لكمه للناس.
بدوره عرض يونس الأسطل ورقة العمل الأولى في الملتقى، والتي تحدثت عن الفتوى بالتيسير بين الإيجابيات والسلبيات، حيث تحدث عن كون التشريع بني على التيسير ابتداءً، وعرض بعض الآيات والأحاديث التي تتحدث عن يسر الإسلام، وذكر أن المصلي له إلزام نفسه بالإطالة إذا كان منفرداً لكنه إذا أم غيره فليخفف، وأن الورع حكم فردي وليس فقهياً، كما تحدث عن ضوابط التيسير في الفتوى والتي من أهمها أن يكون مضبوطاً بالدليل من غير تتبع لرخص العلماء مخافة التفلت من الشريعة، وأن يوجد ما يدعو إلى التيسير، كما وأن النصوص الدالة على الخصوصية لا تعمم، معتبراً أن من إيجابيات هذه المنهجية انسجامها مع أصل الشريعة، كما وتُرغب الناس في الإسلام وبالأخص المبتدئين، وختم ورقته بالحديث عن سلبيات هذه المنهجية المتمثلة في أن المتمادي في التيسير قد يصل به الأمر إلى الجرأة على أحكام الله، وقلة الورع والوازع الديني وهذا يؤثر بشكل كبير على من هم موضع قدوة في الناس.
من جانبه عرض إحسان عاشور ورقة العمل الثانية حيث تحدث عن الفتوى بالاحتياط بين الإيجابيات والسلبيات، مبتدئاً بالحديث عن مفهوم الأحوط مع التأصيل له من الكتاب والسنة والقواعد الكلية، ومقوماته المتمثلة في عدم قيامه على شك وهوى، وقيام الشبهة الداعية للأخذ به مع انتفاء المدرك الموصل إلى الحقيقة، كما وأعقب ذلك الحديث عن مسالك الاحتياط الأربعة وهي: البناء على اليقين، والتوقف حتى يتبين الأمر، والخروج من الخلاف، وترك الرخص غير المقطوع بها، وتحدث كذلك عن شروط العمل بالاحتياط مع التمثيل لكل شرط، ثم ختم حديثه بأهم القواعد الفقهية الضابطة لذلك، والتي منها: الشك لا تناط به الرخص، وإذا تعارض الحاظر والمبيح قدم الحاظر، وعند تعارض الأصلين يؤخذ بالأحوط، والحدود تذرأ بالشبهات، والخروج من الخلاف مستحب.
ثم عرض فراس الأسطل ورقة العمل الثالثة حيث تحدث عن مجال العمل بكلٍّ من منهجية التيسير والاحتياط، معتبراً أن التيسير يجب أن يكون عند وجود بواعثه وبشروطه لا لأجل هيبة من صاحب سلطان، وتحدث عن بعض الضوابط والمحددات العامة التي تراعى في الأمرين، والتي من أهمها: إذا استوى الدليل في التيسير والأحوط فالأخذ بالتيسير راجح، والاختلاف في الفروع رحمة واسعة وحجة قاطعة، ويجوز الإفتاء بالمرجوح لمصلحة راجحة بشرط ألا يكون المرجوح شاذاً ومنكراً؛ بل يجب أن يكون دليله مقبولاً وإن لم يكن راجحاً، ثم ذكر مبررات التخفيف المتمثلة في المرض والسفر والجهل والنسيان وعموم البلوى وغير ذلك من المبررات التي قبلها علماؤنا، وختم حديثه بالتمثيل للأخذ بالأيسر والأحوط في الأبواب الفقهية المختلفة.
وفي كلمة صالح الرقب أثنى فيها على دور الرابطة في هذا الملتقى المتميز، داعياً إلى عقده بشكل دوري مع توسيع نطاق المشاركين ليشمل طلبة العلم من حملة البكالوريس وكل المحبين للعلم الشرعي، مع توسيع نطاق عمله ليشمل مناقشة الموضوعات الحيوية والكتب والأبحاث.
وفي ختام فعاليات الملتقى سُجلت عدد من المشاركات النافعة والأسئلة السابرة التي قدمها المشاركون، وقام الضيوف بالإجابة عنها، ليصل اللقاء إلى منتهاه، والرغبة في تكراره تقرأ في عيون المشاركين عند لحظة الختام.