في يومهم العالمي .. العمال الفلسطينيون .. جروح نازفة وآمال ضائعة

غزة-وكالة قدس نت للأنباء
مع استمرار ارتفاع معدلات البطالة في الأراضي الفلسطينية وتواصل غيمة الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالشعب الفلسطيني يحيي العمال الفلسطينيون اليوم يوم العمال العالمي الذي يوافق الأول من أيار كل عام والذي يحل على العمال في كل عام برفقة الأوجاع والآهات التي لم تنتهي بعد نتيجة تواصل سياسية الحصار والتضييق الإسرائيلية منذ ما يقارب ست سنوات على التوالي.

وفي هذا اليوم نجد أن الطبقة العاملة الفلسطينية بكل أطيافها السياسية كانت وستبقى الحامل الأساسي الاجتماعي والديمقراطي للمشروع التحرري الوطني الفلسطيني ,حيث مازالت هذه الطبقة تعيش في وطن ما زالت جراحه تنزف دماً، ويفقد يومياً بهذا القدر أو ذاك الحيوات الطاهرة البريئة، لكن كل ذلك لا يمنع من إعلاء صوت النضال للطبقة العاملة الفلسطينية لتحقيق مصالحها لجهة زيادة وتوفير فرص العمل وتحسين ظروفه ، والتقليل من البطالة التي تصل لما يقارب 50 % في كل من قطاع غزة والضفة الغربية المحتلين، كما العمل لسن القوانين والتشريعات التي تحمي حقوق العمال وتخدم مصالحهم.

فبدوره حيا الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين المهنية العاملين والعاملات الذين يكابدون من أجل عيش كريم ,مشيرا إلى أن ما يواجهه أبناء الطبقة العاملة من أشكال الاستغلال من قبل بعض مشغليهم داخل الخط الأخضر ممن يمارسون أبشع أشكال القهر والاستغلال بحقهم سواء في الأجور، أو ساعات العمل، ويستغلون حاجتهم للحصول على التصاريح اللازمة التي تمكنهم من الوصول إلى عملهم دون خوف من اعتقال أو مطاردة أو تهديد من قبل مشغليهم.

وأكد اتحاد العمال، في بيان بمناسبة الأول من أيار؛ يوم العمال العالمي، على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والقانونية للعمال، وضرورة رفع الصوت عالياً في وجه الظلم والاستبداد والاستغلال، في الوقت الذي تتطلع فيه الى حياة أكثر استقرارا وأمناً وظيفياً.

العامل الفلسطيني أبو نضال "61 عاما ", يقطن في مدينة غزة ويعيل أسرة مكونة من سبعة أفراد يمثل نموذجا للعامل الفلسطيني المكافح الذي استمر في عمله لأكثر من عقدين من الزمن في الداخل الإسرائيلي , إلى أنه الآن ينتظر الكبونة.

أبو نضال تحدث لمراسلة وكالة قدس نت للأنباء ياسمين ساق الله عن وضعه اليوم , قائلا:" كانت طبيعة عملي في اسرائيل عامل بناء حيث وضعي الاقتصادي حينها مريح جدا نظرا لتوافر العمل والراتب في وقت واحد لكن منذ ان تركنا العمل داخل اسرائيل نظرا للظروف السياسية والأمنية التي أدت إلى توقف العمل بات وضعنا كعمال فلسطينيون صعب للغاية في ظل متطلبات الحياة الصعبة".

وتمنى العامل الفلسطيني أبو نضال من كافة القيادات الفلسطينية والجهات ونقابات العمال داخل فلسطين بأن تولي الاهتمام الكبير لشريحة العمال التي تمثل نسبة كبيرة داخل المجتمع الفلسطيني , مطالبا في الوقت ذاته الحكومتين في غزة ورام الله بتوفير العمل المناسب للعامل الفلسطيني الذي بات جالسا في منزله دون أي مساعدة .

وفي الوقت ذاته , ينتاب العامل سامي الكيلاني 40 عاما", ملامح الحسرة والألم وهو يتحدث عن مشاعره في هذا اليوم قائلا:" إن هذه الذكرى تأتي عليه كل عام لتزيد جروحنا وهمومنا اليومية التي تزداد في كل لحظة نتيجة عدم عملنا وجلوسنا في بيوتنا منذ فترة طويلة ".

وأضاف الكيلاني الذي يعيل أسرة مكونة من ستة أفراد ويقطن في حي النصر بمدينة غزة :" انه أصبح عاطلا عن العمل منذ ما يقارب خمسة عشر عاما ويزيد حيث كان يعمل داخل اسرائيل ومنذ أن رفضت اسرائيل عمل أي عامل فلسطيني داخلها أمكث في بيتي ولا أجد العمل ".

وأكد والحزن ينطق من عيونه على أن وضعه المادي صعب للغاية ما يؤثر سلبيا على متطلبات واحتياجات أسرته التي تعتبر الضحية الأولى من أن ترك العمل , قائلا:" بت عاجزا عن تأمين مصدر دخل أسرتي وحتى أدنى المتطلبات الأساسية وبتنا نتعايش على القليل مما توفره لنا مؤسسات خيرية ووزارة الشؤون الاجتماعية وغيرها من أهل الخير الذي يتذكرونها بين الفينة والأخرى".

ووجه العامل الفلسطيني في ختام حديثه رسالة إلى كل من في يده أن يساعد العمال مفادها :" إن العامل الفلسطيني لا يريد سواء أدنى حقوقه المتمثلة بالحصول على العمل والحياة بكرامة وإنسانية كباقي المواطنين ".

ويشهد قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من خمس سنوات، هذه الأيام حركة عمرانية نشطة نوعا ما ، بينما لا تزال نسب البطالة مرتفعة بين العمال وخريجي الجامعات.