صَمد شعبنا الفلسطيني أمام الانتقام الصهيوني بعد عملية خطف الصهيوني (شاليط) ولم يئن أو يشكوا تضحياته بما إنه أدرك أن مقابل التضحية تحرير أسراه الأبطال، وتحقق له ما أراد وإن لم يكن على قدر المأمول والمتوقع، ولكن تحقق واستطاعت المقاومة تحرير جزء من الأسرى من باستيلات الصهيونية التي لم تفِ بإلتزماتها وتعهداتها بصفقة التبادل، ولم تنه العزل الانفرادي، ولم ترفع يدها عن المحررين واستمرت في ممارسة كل سبل وأشكال غطرستها وانتهاكاتها للاتفاقيات الدولية المتعلقة بمعاملة أسرى الحرب، وعاملت أسرانا كمعتقلين جنائيين، وكذلك نكوصها لما إلتزمت به في صفقة التبادل الأخيرة وفق المعلن عنه، دون تحرك الراعي المصري حتى راهن اللحظة تحرك يُجبر الكيان على تنفيذ ما جاء في الصفقة، وهو ما دفع آلاف الأسرى للإعلان عن إضراب عن الطعام حتى إنهاء العزل الانفرادي، وتحسين الظروف الإعتقالية التي وفيما يبدو تعرضت لغربلة التفافية مزدوجة استهدفت الحركة الأسيرة عامة، وثني الأسير الفلسطيني عن التفكير بهمومه الوطنية والجماعية، والبحث عن همومه الشخصية من خلال العديد من الإجراءات الصهيونية، والحزبية الفلسطينية التي حولت الأكاديميات النضالية الأسيرة إلى منتج شخصي وهمي يغرق الأسير في جزيئيات حياتية ثانوية على حساب العموميات الوطنية الأسيرة، مما دفع الكيان ومصلحة السجون الصهيونية للاستفراد بالأسرى بإجراءاتها وممارساتها، وسط حالة من الصمت واللامبالاة غير المعتادة في داخل الحركة الأسيرة، والتي بدأت تعيد الحياة لجسدها المتعفن بالشخصنه، وتستعيد توازنها المعهود وحيويتها الوطنية من خلال الإضراب الذي بدأه الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ( أحمد سعدات)، ومن ثم توالت الخطوات التي حققت انتصارات ولو إنها جزئية وفردية ولكنها تستحق أن تتواصل مثل حالتي ( خضر عدنان، وهناء شلبي)، فأدركت الحركة الأسيرة ضرورة إعادة الحياة لذاتها للانطلاق من جديد على قاعدة الهم العام.
ومع خوض أسرانا الأبطال لإضرابهم الحالي لا زالت علمية التحرك لأجلهم رسميًا وشعبيًا خجولة وعلى حياء ولم تخرج عن طور اعتصامات استعراضية لمحبي الكاميرات، الذين يريدون أن تظهر صورهم وليس صور الأسرى، وخيمات اعتصام لا تمتلئ إلّا بنساء وذوي الأسرى وبعض النشطاء المعدودين، أو عندما يراد تنظيم مؤتمر صحفي تم التحضير له واستدعاء كاميرات الفضائيات، مع مسيرات عنترية إعلامية لبعض الفصائل التي تريد القفز على صهوة الإضراب إعلاميًا فقط، تمارس من خلالها هوايتها المعتادة في النضال الإعلامي، وبعض التهديدات الفراغية التي تنطلق هنا وهناك، دون التحرك بأي خطوات عملية وفعلية تكون ضاغطة على الكيان وناصره للأسرى فعليًا، وخاصة من أجنحة المقاومة الفلسطينية التي تعيش حالة سبات مستهجن ومستغرب أمام اغتيال آلاف الأسرى بصورة منظمة وممنهجة وواضحة، فهل تنتظر مقاومتنا فتح أبواب المقابر بشكل جماعي لكي تستفيق من غفوتها الشعاراتية؟.
إن المطلوب اليوم لأجل الأسرى استنهاض كل مقومات الفعل الوطني السياسي والعسكري والشعبي والاجتماعي ...إلخ وكل أنواع النضال لنصرة أسرانا الأبطال، وهذا لن يكون إلّا من خلال:
1. أن تستنهض مقاومتنا بأذرعها المختلفة الانعتاق من براثن الساسة وتكرشهم، وتصوب قاذفاتها وفوهات بنادقها صوب العمق الصهيوني حتى يرضخ لمطالب أسرانا.
2. أن تتحرر من هدنه لا تجلب على شعبنا سوى مزيدًا من الحصار والويلات والاستفراد من قبل الكيان.
3. أن تعلن مقاومتنا بشكل علني أن هذا العام عام تحرير الأسرى بالفعل المقاوم، من خلال الإعداد والتنفيذ لخطط فاعلة لتحرير الأسرى تبدأ من أطلاق الصواريخ، والهجمات العسكرية والاستشهادية، والخطف والاغتيالات وكل أشكال المقاومة داخليًا وخارجيًا.
4. على قادة وكوادر الفصائل ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني النزول للشارع الفلسطيني وإعلان الإضراب مع الأسرى وعدم العودة لمنازلهم ولمواقعهم إلّا مع تحقيق مطالب الأسرى.
5. على أعضاء المجلس الوطني والمجلس المركزي والمجلس التشريعي ووزراء الحكومتين، وقادة منظمة التحرير الفلسطينية التحرك فعليًا لأجل الأسرى.
6. على مؤسسات النهب والسلب المدني أن تنحي عمليات نهبها الاجتماعي والتفرغ لقضايا الأسرى.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت