إقترب الحسم للربيع العربي وتحية لتوفيق عكاشة وقناته الفراعين

بقلم: أكرم أبو عمرو


في البداية ونقصد بداية الربيع العربي هبت علينا رائحة طيبة ، رائحة منعشه ، تبث فينا روح الأمل ، أمل امة لها جذورها الضاربة في أعماق التاريخ ، أمل في صحوة بعد طول نيام ، ولكن ما لبثت إن اختفت هذه الرائحة ، وانتشرت بدلا منها رائحة أخرى رائحة من نوع آخر ، أنها رائحة ظربانية ، مختلطة برائحة الدم والنار ، التخريب والدمار ، تجعل الإنسان يدور حول نفسه ولا يدري لماذا يدور ، كلنا شاهدنا كيف تحول الأمل بانبثاق فجر جديد في الخير والنماء الذي يرتدي رداء العزة والكرامة ، وإذا بنا نرى المؤامرات والمخططات تحاك أمام أعيننا ، لتفتيت عالمنا العربي وتفتيت بلداننا العربية لتتحكم فيها الطوائف والشيع ، خدمة أولا وأخيرا لهذا الكيان الابن المدلل للاستعمار الجديد ، هذا الابن الذي يريد أن يصنع لنفسه أجنحة كبيرة يقوم بفردها ما بين النيل إلى الفرات ، تحقيقا لمقولات وشعارات قديمة وضعوها نصب أعينهم حدودك ياسرائيل من النيل إلى الفرات ، الآن المخططات وجدت طريقها للتنفيذ ولا احد يذكر ذالك ، ولا استطيع أن أقول لا احد يريد أن يفهم فالجميع والله انه يفهم ، بداوا مخططاتهم بفلسطين ، وقد اطمأنوا الآن على أوضاعهم بعد أن أدركوا أن الفلسطينيين بحالتهم الراهنة لا ينظرون إلى فلسطين، فقط ما هي إلا بعض المسيرات والاحتجاجات وتمضي ولن يمضي وقت طويل حتى لا ترى مثل ذلك ، والسبب أن الفلسطينيين انشغلوا بقضايا جانبية أنستهم قضيتهم المركزية ، وها نحن نشاهد إعلامنا ومواقفنا ومناكفاتنا تدور في حلقة مفرغة ، حتى الإعلام العربي لم يعد يتناول مثل هذه الأمور بل أصبح إعلاما خادما للصهيونية والاستعمار ، الوحيد من وسائل الإعلام التي أراها تمتلك من الجرأة والصراحة والقوة في محاولة كشف هذه المخططات والمؤامرات هي قناة الفراعين المصرية وعلى رأسها الدكتور توفيق عكاشة ، والله لا اعرف هذه الشخصية إلا من خلال متابعتي لهذه القناة التي أتابعها منذ مدة، إن هذا الرجل لا يهدا ولا يكل من الطرق على جدار الخزان ، لأخذ الحذر والحيطة قبل أن يهدم السد قبل الطوفان الذي سوف يغرق الجميع ، فتحية إليه من مواطن فلسطيني المس واستشعر هذا الخطر الداهم على الأمة .
ما دفعني إلى هذا الاعتقاد عن قرب الحسم للربيع العربي ما يجري على ارض مصر ، مصر هي الهدف الأكبر لأصحاب الربيع ، مصر التاريخ ، مصر الحضارة، مصر صمام الأمان لهذه الأمة ليس الآن بل عبر التاريخ الطويل ، الآن بدأت الوحوش الكاسرة تلتف حولها بأنيابها تريد ان تنهش هذا الجسد القوي الذي وقف في وجه كل أعداء الأمة عبر الزمن ، بدأوها بالتخريب والنهب والسلب في بداية ما يعرف بالثورة ، وهاهم يصعدون نشاطهم وعندما أدركوا أن هذا الجسم ما زال قويا أرادوا محاولة تفكيك بنيته الاجتماعية بارتكاب المجازر والمذابح بافتعال أسبابها ، بالأمس كانت ماسبيرو ثم مذبحة بور سعيد ، ومؤخرا جاءت مذبحة العباسية ، وأتوقع تزايد هذه المذابح والمجازر في مختلف أنحاء مصر لإشغال المواطنين المصريين في قضايا اجتماعية ، في الوقت الذي يواصلون فيه تنفيذ مخططاتهم ، لتسقط مصر في أيديهم ، وإذا سقطت مصر سقطت الأمة، ويكون بدعتهم ما يعرف بالربيع قد حقق اهدافة ، لهذا ما أراه ما يجري في مصر الآن ما هو إلا سرعة الخطى لحسم أمرهم ولتحقيق هذه الأهداف لإنهاء ربيعهم على الأقل في هذه المرحلة .
لقد جاء دور مصر وهي الهدف الاسمي لقوى البغي والطغيان لخدمة فارسهم الجديد في المنطقة بعد أن حطموا العراق حارس البوابة الشرقية لعالمنا العربي ، حطموه بكل ما تعنيه الكلمة وانظروا إلى العراق انكفأ على وجهه ولن تكون له قائمة بعد ذلك ، حطموا ليبيا وها هي ليبيا تحصد نتاج ثورتها دما وتقسيما ، وقبل ذلك حطموا السودان بتقسيمه ، والسودان حدث ولا حرج أول زيارة يقوم بها رئيس دولة الجنوب المنفصل كانت إلى إسرائيل لماذا لتقديم فروض الولاء والطاعة والشكر والامتنان لإسرائيل .، في اليمن لم ينتهوا بعد ، وها هم يعملون في سوريا ، ويبدو أن استعصاء ما وقف في طريقهم في سوريا فسارعوا الخطى نحو مصر لكسب الوقت .
نحن لا ننكر ما آلت إليه حياة شعوبنا العربية جراء ظلم الأنظمة من استبداد واستغلال ، وفقر ، وجهل، وتبعية ، لذلك كانت الثورة أملا في الخلاص ، إلا ما نشاهده الآن غير ذلك ، إن الثورات يجب أن تكون ضد الظلم والطغيان ، وليس ضد الأوطان أن ما يجرى الآن في مصر وسوريا ليس ضد نظام مبارك وفلوله ، ولا ضد الأسد ونظامه إنه ضد مصر وضد سوريا بإمكاناتهما ، وتاريخهما ، ومواقفهما القومية ، فلابد في نظرهم من تفتيت هذه القوى التي وقفت دوما أمام أطماعهم ،
في خضم هذه الفوضى العارمة والهادفة إلى تمهيد الطريق أمام دولة الاحتلال الإسرائيلي لتحقيق أهدافها الإستراتيجية سياسية كانت أم اقتصادية ، وبمباركة أعوانها الذين يحملون أبواق الدعاية للديمقراطية والحرية ، فأرى أن السبيل القوي لمواجهة هذه الفوضى الهدامة هو وجود أعلام قوي ، أعلام صريح ، أعلام لا يخاف في الحق لومه لائم ، أعلام على غرار ما تنشره قناة الفراعين وما يقوله مديره الدكتور توفيق عكاشة ، الذي أحييه مرة أخرى على فضحه مؤخرا للمخططات الصهيونية ضد مصر وفلسطين وكل العرب .
فلسطينيا أرجو من الله أن لا نجر شعبنا إلى هذا الربيع الحارق ويكفينا ما بنا، آلا يكفي لنا أننا تلقينا الضربة الأولى ، والطعنة الأولى ، وها نحن نعاني منها منذ 64 عاما ، ما زال أمامنا فرصة لنتماسك ونتفق ونتوحد ونضع قضيتنا المركزية نصب أعيننا ونترك المناكفات فالأشخاص زائلون وتبقى الأوطان والشعوب .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت