في يومهم العالمي ...صحفيو فلسطين.... حرية مقيدة ورسالة موجعة

غزة- وكالة قدس نت للأنباء

في مثل هذا اليوم من كل عام ,يحتفل صحفيو العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة , فلا أحد ينكر ما تشكله مهنة الصحافة من دور بارز وأهمية كبري في العالم الذي يشهد نهضة اعلامية كبيرة في هذه الآونة , فمهنة الصحافة والتي تعرف بالسلطة الرابعة تعتبر سلاحا خطير من أسلحة الإعلام المتنوعة والتي لعبت ومازالت تلعب دورا هاما في عملية التأثير على الرأي العام الفلسطيني والعالمي.

في هذا اليوم لابد أن يعي الجميع أن الصحفيين الفلسطينيين يتمتعوا بدور مميز وداعم للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني العادل , وبأنهم ليسوا كغيرهم من صحفيي العالم ,حيث مازالوا يقدموا التضحيات الكثيرة من أجل الوصول إلى رسالتهم الكلمة والصورة الصادقة رغم انغماسها بالدماء والأوجاع والألم إلا أن إرادتهم وعزيمتهم تفوق أوجاعهم عند تأديتهم لعملهم.

كما أن الصحفي الفلسطيني قدم الكثير من أجل مهنته فالكثير من الصحفيين استشهدوا في أرض المعركة وفي ميدان الحقيقة وذلك أثناء تغطيتهم للأحداث اليومية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية وتحديدا أثناء الاجتياحات والتوغلات الإسرائيلية , كالشهيد الصحفي علاء مرتجي والمصور الصحفي فضل شناعة وغيرهم من كوكبة الشهداء في الحقل الإعلامي .

وكانت الأمم المتحدة أعلنت في 3 أيار 1993 هذا اليوم، يوما عالميا لحرية الصحافة تفعيلا لتوصية اليونسكو في عام 1991، على أن يتم تعريف العالم بهذا اليوم، بانتهاكات حق الحرية في التعبير، وفي الوقت ذاته مناسبة لاستذكار الصحفيين الذين رحلوا من هذا العالم وهم يؤدون رسالتهم الصحفية، وكذلك الذين مازالوا خلف القضبان لإيمانهم بكلمة صدق.

ضحك على اللحى
الصحفي فادي العصا من بيت لحم , أكد على أن الأراضي الفلسطينية لا تشهد حرية للصحافة وأن الصحفي الفلسطيني من أكثر صحفيو العالم منتهك لحقوقه الصحفية , قائلا:" نحن كصحفيين فلسطينيين مقيدين في عملنا الصحفي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تعتقل الصحفيين أثناء تغطيتهم للأحداث بشكل يومي بالإضافة إلى الاعتقالات والاستدعاءات التي نشهدها من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة في رام الله".

وقال العصا لمراسلة وكالة قدس نت للأنباء ياسمين ساق الله :" حرية الصحافي في الأراضي الفلسطينية ضحك على اللحى فالحديث عن الحريات مجرد شعارات لا أكثر كما أن القضاء الفلسطيني ليس بالقوى ولا يقف بجانب الصحفي الفلسطيني ", متابعا :" في كل يوم نشهد اعتقالات للصحفيين واستداعاءات كما حدث مع زميلي يوسف الشايب الذي تم اعتقاله على يد الأجهزة الأمنية في رام الله على خلفية سياسية ", مؤكدا على الصحفي الفلسطيني يختلف في ظروف عمله عن أي صحفي بالعالم.

وأعرب الصحفي العصا في هذا اليوم عن أمله بأن تتوحد كافة الجهود الصحفيين لنصرة قضية الأسرى في معركتهم التي يخوضوها داخل السجون في هذه الآونة , مؤكدا على أن الرسالة الإعلامية الموحدة كفيلة بالارتقاء بالصحفي الفلسطيني .

كما يشارك العصا الرأي, الصحفي أيمن ربايعه من راديو بيت لحم 2000 والذي يؤكد على أن لا حرية للصحفيين داخل الأراضي الفلسطينية , قائلا :"من منطلق حرية الصحافة هذا الحق يقل في كل لحظة فنحن كصحفيين فلسطينيين لا حرية لنا في عملنا الصحفي فهامش الحرية يقل نتيجة لتواصل الضغوطات الإسرائيلية بالإضافة إلى المضايقات الأمنية الفلسطينية لنا كصحفيين ".

ويتابع ربايعه حديثه لمراسلتنا , قائلا:"الصحفي الفلسطيني يعيش ظروف استثنائية فواقع الاحتلال من ناحية والواقع السياسي المنقسم من ناحية أخري ما يجعله يعيش في ضغوطات كبيرة تعرقل عمله بصورة مستمرة ", مؤكدا على أن عمل الصحفي يصب في الوصول إلى المعلومة أينما كانت ومهما اختلفت تداعياتها من أجل إيصال رسالة سليمة للمواطن.

ووجه الصحفي في سياق حديثه رساله في هذا اليوم مفادها , يجب التعاون مع الصحفي الفلسطيني للوصول إلى الحقيقة , مطالبا في الوقت ذاته توسيع هامش حرية الصحافة داخل الأراضي الفلسطينية كي يتسنى للصحفي ممارسة مهنته بالشكل المطلوب.

في حين يقول رمزي البورنو إعلامي في قناة الأقصى وعضو نقابة الصحافيين :" بكل تأكيد ينعم الإعلاميون في قطاع غزة بحرية كاملة أثناء ممارسة عملهم الصحافي بغض النظر عن الانتماءات السياسية , فكثير من الصحافيين الفلسطينيين في غزة لديهم جانباً من الحرية بشرط أن يراعو خلال ممارستهم لها موضوع المهنية والمصداقية في نقل الاخبار والتعامل معها ".

ويتابع:" فمثلاً حركة حماس تمسك بزمام الأمور وفتح وجهات أخرى تمارس عملها على أكمل وجه بعد الحسم العسكري الذي حدث في غزة , ومثال على ذلك تلفزيون فلسطين ولديه مكتب الآن ويمارس مهامه كاملة يصنع برامج وتقارير إخبارية كما أن إعلام حركة الجهاد يتمتع بكامل الحرية في ممارسة العام الصحافي في غزة وكذلك الصحافيون المستقلون ووكالات الأنباء الدولية والأجنبية ".

وفيما يتعلق برسالته في هذا اليوم كصحافي فلسطيني , يقول البورنو:" أتمنى أن تتوحد جهود الصحافيين وصولاً لنقابة فلسطينية موحدة ما بين غزة والضفة تنطق باسم الإعلاميين وتسعي جاهدة للنهوض بالجسم الصحافي الفلسطيني لأن أمامنا تحديات كبيرة كما أتمنى أن يسعي الصحافيون لتقريب وجهات النظر الفلسطينية لتطبيق المصالحة الفلسطينية فالانقسام لا يخدم أحدا سوى الاحتلال".