كرسي متحرك ينهي معاناة محمد

البريج – وكالة قدس نت للأنباء
كرسي متحرك يعمل على الكهرباء كل ما يتمناه الشاب الفلسطيني محمد الخالدي (19عاماً) من سكان مخيم البريج وسط قطاع غزة، أما شقيقه عدي (17عاماً) والذي يعاني من زيادة كهرباء بجسده، فأمنيته لا تتجاوز حدود توفير الكرسي لأخيه محمد وعلاجه من زيارة الكهرباء ليتمكنا معاً من ممارسة حياتهم بشكلٍ طبيعي.

ويعبر محمد عن رضاه لما كتبه الله عز وجل له متمني أن يحصل على كرسي متحرك يعمل على الكهرباء بدلاً من الكرسي اليدوي الذي يسبب له معاناة يومية خلال توجهه إلى مدرسته، موضحاً أنه يتألم عندما ينظر حوله ولا يجد من يساعده وقت عودته من المدرسة إلى البيت.

ويوضح والد عدي ومحمد الخالدي لمرسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر أن محمد كان يعاني منذ الولادة من شلل دماغي أدى إلى إعاقته حركياً، مؤكداً أنه بحاجة ماسة وضرورية إلى كرسي متحرك يعمل على الكهرباء قائلاً " ليتمكن (محمد) من التحرك والذهاب إلى مدرسته، وإحنا حاولنا الحصول عليه منذ سنوات وتوجهنا إلى كل الجهات المعنية ولكن بدون مجيب".

ويشير إلى أن محمد يدرس الآن الثانوية العامة في واحدة من مدارس المخيم البعيدة عن المنزل والكرسي اليدوي يسبب المعاناة له ويتعبه قائلاً" عندما يريد الذهاب إلى المدرسة يكون بحاجة لشخص يوصله ويعيده، وفي بعض الأوقات لا أحد ينظر إليه ويعيده من المدرسة"، موضحاً أن الكرسي يسهل عليه حياته ويمكنه من الخروج والذهاب إلى أي مكان يحبه ولا يفكر في كيفية العودة إلى البيت.

خمس سنوات...
بينما يوضح الخالدي أن إبنه عدي منذ أن كان عمره خمس سنوات كان مريضاً بسرطان الجلد، وكشف ذلك في مصر وأمضى عاماً كاملاً يتلقي العلاج، واكتشفنا بعد حوالي أربع سنوات من شفائه أنه يعاني من زيادة في الكهرباء ناجمة عن المرض.

ويبين أن عدي يعاني من نوبات غيبوبة وتشنج بين الفترة الأخرى، ويتلقى علاج ولكن بدون فائدة، مشيراً إلى أن حالات التشنج والغيبوبة قد تأتي له في اليوم مرتين وبعض الأوقات يمضى أسبوع بدون أن تأتي عليه، وأنه يتلقي علاج (دبلب 200 ) إسرائيلي يحتاج منه شهرياً 4 علب.

ويقول "يوجد بديل للعلاج الإسرائيلي في العيادات لكن لم يتأقلم عدي عليه"، منوهاً إلى أن سعر العلبة الواحدة يقارب (50 شيكل) وفي بعض الأوقات يبحث عنه في معظم الصيدليات ولا يجده ، مؤكداً أن عدي بحاجة لمزيد من الفحوصات والعلاج حتى يتخلص من الأزمة التي يمر فيه.

ومنذ أن انقطعت السُبل بالأب المكلوم وأوصدت الأبواب بوجهه، كـ آلاف العمال الذين كانوا يعتمدون على تحصيلِ لُقمةِ عيشهم من العمل داخل الخط الأخضر، ازداد الوضع المعيشي صعوبة عليه، فوقع فريسة البحث عن لُقمةِ عيش بديلة، ورحلة "الذل" على أبواب المؤسسات الخيرية، لتوفير العلاج اللازم لضريبة القدر المفروض على نجليه.

ويقول والد عدي ومحمد " تأخر عدي في الدراسة ومن المفروض أن يكون في الأول الثانوي، ولكنه الآن في الثاني إعدادي مشيراَ إلى أن الأطباء خلال فترة علاجه من سرطان الجلد أخبروه أن العلاج الكيماوي الذي كان يتلقاه سوف يؤثر على حجم استيعابه في الدراسة قائلاً " لما سمعنا أنه يعاني من السرطان قلنا يطيب وبعد ذلك يدرس شو ما يدرس المهم سلامته الصحية".

ويختم الحديث بالقول "لا أريد مالاً ولا صدقة من أحد، بل أريد علاجًا لأبنائي المرضى"، هذا مًبلغ ما تمناه الأب لأبنائه، ليدفع بعجلة لسانه الناطق بالصبر والشاكر لله عز وجل على ما ابتلاه به، لمناشدة كافة الجهات المعنية بما فيهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض بتبني علاج عدي وتوفير كرسي متحرك لمحمد ليتمكنوا من ممارسة حياتهم اليومية.