فياض: الشعور بالإنصاف والحرية هو مصدر الإلهام والإبداع والتقدم

نابلس - وكالة قدس نت للأنباء
أكد رئيس الوزراء بالسلطة الفلسطينية سلام فياض على الانحياز لإطلاق العنان والطاقة الإبداعية الكامنة لدى أبناء وبنات الشعب الفلسطيني، وخاصة جيل الشباب منهم، وشدد على أهمية تضافر وتكاتف كافة الجهود من أجل أن تسود فلسطين روح الوئام والمحبة والشعور بالإنصاف والحرية على الإبداع باستمرار، وذلك فيما يدعم ويبعث على القدرة في إطلاق الطاقة الإبداعية الكامنة لدى الفلسطينيين، خاصة الشباب.

وقال "علينا أن نتمسك بهذه المعاني، ودون ذلك لا يمكن لهذه الطاقات الكامنة لدى أبناء وبنات شعبنا، وخاصة جيل الشباب، من أن تظهر، وأن يبدعوا ويشعروا بما يكفي من تشجيع لكي يظهروا ويقدموا ما لديهم من طاقات".

وأضاف "اعتقد أن الشعور التام بالحرية هو مصدر الإلهام والإبداع والمبادرة والريادية التقدم، وبأن صوت الحرية يجب أن يظل عالياً لا يحده أي شيء إطلاقا، إلا القدر الذي يتم به المس بحرية الآخرين" وتابع "حتى في تلك اللحظات علينا الاستمرار في أن ننحاز باتجاه إطلاق العنان للحريات، ولأن في ذلك ما يشجع ويبعث هذه الطاقات الكامنة على الإبداع، ولكي يستمر مجتمعنا بالتقديم والعطاء والبذل، وهذا هو التوجه العام والواضح للسلطة الوطنية، وهي في مراحل التحول الأخيرة إن شاء الله إلى دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود عام 1967 ".

جاء ذلك خلال كلمة رئيس الوزراء فياض في حفل توزيع جائزة "المرحوم صلاح المصري للإبداع الفني 2012"، في جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس، وذلك بحضور محافظ نابلس اللواء جبرين البكري، ورئيس جامعة النجاح الدكتور رامي الحمد الله، ومنيب المصري، راعية الجائزة عصماء المصري، ومستشار رئيس الوزراء جمال زقوت، وعدد من ممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية، والطلبة الفائزين بالجائزة، وحشد من طلاب الجامعة.

وأشاد فياض بمناقب المرحوم المصري، وما قدمه لجامعة النجاح الوطنية بشكل خاص، ولنابلس ولفلسطين بشكل عام، وقال "هي وقفة انتماء ووفاء إلى ذكرى المرحوم صلاح المصري، وما قدمه لجامعة النجاح الوطنية، ولنابلس ولفلسطين، وهذا الوفاء والانتماء لفلسطين موصول، وخاصة في هذه الأيام التي يقف فيها أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجده مع أسرى الحرية، وهم يفرضون نضالهم المشروع ضد إجراءات الاحتلال الإسرائيلي وقمعه في غياهب سجونه وزنازينه"، وأضاف "باسمكم جميعا أقدم تحية تضامن لهؤلاء الأبطال الذين ضحوا بحريتهم من اجل حرية الوطن".

وحيا فياض الطلبة المتميزين والمبدعين على انجازاتهم ومبادراتهم التي حققوها، وقال "نعتز بكل مناسبة نكرّم فيها مبدعي فلسطين بكافة المجالات"، وأَضاف "هذا ما نحتاج إلى أن نستمر في تشجيعه وتقديمه في كل المناسبات والمراحل لان في هذا ما يضيف كماً ونوعاً إلى كافة الجهود المبذولة، وعلى كافة المستويات، ونحن في مراحل البناء والاعمار والإعداد والتهيئة، وذلك لتعزيز صمود شعبنا وبقائه وثباته على أرضه وصولا بمشروعنا الوطني إلى نهايته الحتمية والمتمثلة أساسا في إنهاء الاحتلال، وتمكين شعبنا من أن يعيش حرا أبيا كريما في كنف دولته المستقلة على كامل ارض عام 1967 في قطاع غزة والضفة الغربية وفي القلب من ذلك كله القدس الشريف العاصمة الأبدية لهذه الدولة".

وعبر فياض عن فخره واعتزازه بجامعة النجاح الوطنية، والتي تنظم هذه المسابقة في كل عام، على دورها الريادي والأكاديمي المتميز، والذي أسهم برفع الكفاءات الفلسطينية في كافة المجالات، وهنأ الطلبة الفائزين بالجائزة، كما توجه بالشكر راعية الجائزة عصماء المصري، وقال "هذه الأعمال تؤسس لبناء مرحلة جديدة في تاريخ شعبنا الفلسطيني"، وهنأ الطلبة الفائزين في جائزة صلاح المصري للإبداع الفني 2012، مشيرا أن مثل هذه المنافسات تعود بالخير على الطلبة أنفسهم وعلى الجامعة وعلى شعبنا الفلسطيني.

وبعد الحفل الافتتاحي قام رئيس الوزراء سلام فياض، واللواء جبرين البكري، والدكتور رامي حمد الله، وعصماء المصري، والدكتور حسن نعيرات عميد كلية الفنون الجميلة في جامعة النجاح الوطنية، بتسليم الشهادات والجوائز على الطلبة الفائزين. كما قاموا بقص شريط المعرض السنوي الخاص بأعمال طلبة كلية الفنون الجميلة.

وفي وقت لاحق افتتح رئيس الوزراء عدداً من الأقسام الجديدة في المستشفى العربي التخصصي في مدينة نابلس، شملت على قسم الولادة، والأجنحة الخاصة، بالإضافة إلى قسم الطوارئ.

وفي كلمته خلال حفل الافتتاح الذي حضره رئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور سالم أبو خيزران، ومدير عام المستشفى د.نظام نجيب، وعدد من الأطباء وممثلي المؤسسات الطبية الرسمية والأهلية، أكد رئيس الوزراء على النهضة الكبيرة في القطاع الصحي في فلسطين، والتي لوحظت خلال السنوات الأخيرة في تكامل وتناغم بين ما يقدمه القطاع العام كمنظم للرعاية الصحية، وبين ما يقدمه القطاع الخاص من خدمات متميزة، وقال "نعم لقد خطى قطاع الصحة في فلسطين خطوات ثابتة وهامة إلى الإمام، وفي كافة المناطق، وعلى المستويين الرسمي والأهلي، وأصبح لدينا في فلسطين من المرافق الطبية ما نعتز به، وهذا المرفق اكبر دليل على ذلك".

وتوقف فياض عند الانجازات الهامة والتطور الذي شهده القطاع الصحي، والطلب المتزايد على خدمة الرعاية الصحية في الوطن، بالمقارنة مع ما كان سائدا في السابق من حيث التحويلات الخارجية، أو شراء الخدمة، والذي انعكس في الآونة الأخيرة على زيادة الطلب على المرافق المحلية، وقال "كان هذا أمراً متوقعا بدرجة عالية من التأكيد، بأنه كلما قل التحويل إلى الخارج ،كلما كان هنالك طلباً متزايداً على الرعاية الصحية في فلسطين".


وأشار إلى النقلة النوعية في مجال الرعاية الصحية، والدرجة العالية من التكامل مع القطاع الخاص في هذا المجال، وذلك من خلال توجيه شراء الخدمة لمؤسسات القطاع الخاص، ومستشفيات القطاع الخاص في فلسطين، وقال "لهذا بعد نضالي مهم لأنه من خلال ذلك يصبح الاستثمار في القطاع الصحي أكثر جدوى، وهذه رسالة يفهمها القطاع الخاص بكل تأكيد، بعد سنوات من التعسر والشك في البدايات كما في التسعينيات، ولكن هناك رغبة عالية في الاستثمار بالقطاع الصحي، وبمردود لا يشوبه إلا تخلف السلطة الوطنية عن سداد الالتزامات المستحقة طويلة الأمد للقطاع الخاص بشكل عام، وبما يشمل بوجه خاص القطاع الصحي".

وأكد رئيس الوزراء التزام السلطة الفلسطينية بالوفاء بالالتزامات المترتبة عليها، وخاصة في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها جراء نقص ورود المساعدات الخارجية، وقال "ليس هنالك إطلاقا من أي دين على السلطة الوطنية لم تفي به، ولو بعد حين، وخاصة بعد الأزمة المالية التي كبلت أداء السلطة الوطنية، وعرقلت وأثقلت كاهل القطاع الخاص، ومزودي الخدمات، بما يشمل القطاع الصحي"، وأضاف "أشكركم على صبركم وعلى تفهمكم وتحملكم هذا العبء، فهذا يفوق أقصى بكثير مما يمكن توقعه تحت مسمى المسئولية المجتمعية من خلال صبركم، وأشكركم على ذلك".

وهنأ رئيس الوزراء فياض إدارة المستشفى على إضافة الأقسام الجديدة، والذي يضيف نوعاً وكماً لهذا الصرح الطبي الهام.