عن الاستنجاد وحقيقة فلسطينيتنا

بقلم: مصطفى إبراهيم


أطالب رئيس الحكومة في غزة اسماعيل هنيه الخروج عن صمته حول مداخلة وزير داخليته التلفزيونية عبر قناة الحكمة الفضائية عندما قال: “نص فلسطين مصري ونصها سعودي، من هم الفلسطينيون”؟ التي أساءت لقضيتنا ونضالنا سواء كان بقصد او بدون قصد وحقيقة اصولنا وتاريخنا الفلسطيني، وحصر قضيتنا بنقص كميات الوقود والطلب من مصر تزويدنا به، وكان القضية الفلسطينية أصبحت هي حصار غزة ومشكلتنا الوحيدة هي نقص الوقود وان قضيتنا هي مجرد قضية إنسانية.

لا اريد ان اغوص في اعماق التاريخ لأدلل على حقنا في هذه الارض وأصولنا وحقيقة وجودنا فالحقائق معروفة للجميع وحتى الاساطير التوراتية ظهر ما يكذبها، ولأنني اخاطب الجمهور الفلسطيني المدرك لهذه الحقائق لا اريد ان اكررها فهي ترهق فكره ووجدانه ومشاعره وتمس كرامته عندما تطرح بشكل مغاير.

نحن عرب مسلمون وننتمي للأمة العربية العريقة وان جذور بعضنا هي من قبائل عربية اصيلة وبعض منا مصريين جاء ضمن حملة ابراهيم باشا وفضلوا البقاء في فلسطين خاصة في القرى الجنوبية من فلسطين، واعداد كبيرة من العرب والمسلمين جاءوا لفلسطين وسكنوا فيها، لكن ليس نصف الفلسطينيين مصريين والنصف الاخر سعوديين، ليس ترفعا او انكارا أو تخليا عن عروبتنا وارتباطاتنا العربية ونسبنا وأصولنا أو انكاراً لعروبة مصر او للملكة العربية السعودية، صحيح ان أصول بعضنا هي من الجزيرة العربية لكنها ليست سعودية.

نحن شعب تحت الاحتلال وقضية فلسطين هي قضية العرب والمسلمين، والقضية هي ليست حصار غزة فقط، وقبل كل ذلك علينا ان ننظر الى حالنا المقيت والمأساوي الذي وصلنا إليه، الاحتلال مستمر والقدس تهود والضفة الغربية تأن من وجع الاحتلال والاستيطان والتقسيم والعزل، ونحن نساهم في استمرار الاحتلال ببناء سلطات وهمية تعمق الانقسام وتكرسه.

بأيدينا نشوه قضيتنا ونحصرها على انها مشكلة انسانية، كيف سنكون راس حربة للإسلام والمسلمين وندافع عن قضيتنا وعن القدس ومقاومة الاحتلال؟ ونسينا القدس والضفة الغربية، وما وصلنا اليه من حال الانقسام، ومن استجداء، وهي ليست المرة الاولى التي يساء فيها الى شعبنا وتشويه صورته ونضالاته باستجداء العرب والمسلمين بهذه الطريقة.

الاستاذ اسماعيل هنيه اخصك بالذكر لوقف هذا التشويه، وما سبقه من ادارة ازمة الوقود والكهرباء قبل نحو ثلاثة اشهر على نحو أدخلنا جميعا في معاناة مستمرة، وما ردده بعض من المسؤولين في الحكومة وما كان يحسن بهم قوله بداية الأزمة المستمرة حتى الان.

وهل من السياسة الحكيمة ان يهاجم البعض مصر وهي في احلك ظروفها، وان يظهر الصف الفلسطيني المصري بهذا الذل والهوان والعجز؟ ارادة الصمود الفلسطيني يتحدث بها العالم لكن هذا وحده لا يكفي في ظل الانقسام والشرذمة والعدواة بين الاخوة والغطرسة الاسرائيلية وتواطأ الولايات المتحدة وصمت المجتمع الدولي.

المبالغة في طلب المعونة والمساعدة والمناشدة بالمودة والرحمة والدعم من العرب والمسلمين لا يكون بالاستنجاد وبذكر أنصاف الحقائق لتستغلها وسائل الاعلام الاسرائيلية خدمة للرواية الصهيونية وعصاباتها عندما قتلت شعبنا وصادرت ارضنا واقتلعتنا منها بحجة انها ارض بلا شعب وعلينا ان نعود الى حيث أتينا من الدول العربية المختلفة.

اخصك بالذكر بحكم منصبكم لان تأثيركم في الناس كبير ويسمعون منك ويقدرونك، وزير داخليتكم بالإضافة الى ما ذكره، قال: “ان الاقصى وأهل فلسطين يمثلون رأس الحربة للإسلام والمسلمين وعندما نستنجد لا لنأكل ونعيش ونلبس، لكن نستنجد لمواصلة الجهاد.

الجهاد ليس بحاجة للاستنجاد والاستجداء، والأوضاع على الارض تقول عكس ذلك، تحولنا من مناضلين وثوار ومقاومين الى سلطة وأسسنا نظام حكم يشبه حكم الانظمة العربية، الجهاد بحاجة الى رص الصفوف والوحدة وإنهاء الانقسام وتعزيز صمود الناس وثباتهم وعدم الاعتداء على حرياتهم وكراماتهم وتحميلهم مالا طاقة لهم فيه.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت