القدس المحتلة- ترجمة قدس نت
نقلت القناة العاشرة للتلفزيون الاسرائيلي عن الخبير الأمني الاسرائيلي "عاموس غلبوع" قوله أن نار الصواريخ لا تمنح الراحة لمستوطني الجنوب، ولا تسمح لهم بالنوم ليلا، رغم أنه لم يلحق حتى الآن بهم خسائر كثيرة، لكن ذلك يكمن فقط فيما أسماه "عنصر الحظ"، لأن المستقبل القريب سيشهد تطوراً لزيادة مداها وقدرة إصابتها، مع العلم بأن أهداف الصواريخ ليست بالذات إلحاق الخسائر بالأرواح.
وقال "غلبوع" إنّه بعد مرور 7 سنوات على الانسحاب العسكري من قطاع غزة عام 2005، سقط ما يزيد عن 12 ألف صاروخ ومقذوفة صاروخية على المدن الجنوبية، أسفرت عن مقتل 10 مستوطنين.
وزعم الخبير الأمني، أن أهداف المنظمات التي تطلق الصواريخ من غزة على مدن الجنوب في هدفين أساسيين:
1. تشويش الحياة السليمة للدولة، وجعل سيرها اليومي لا يطاق، وكلما كان عدد السكان الذين يدخلون لدائرتها أكبر، يكون العمل أكثر نجاعة، كما أن النار نحو هذه المناطق أدى لوقف النشاط الاقتصادي في الصناعة والزراعة ووقف التعليم، وشوشت كل مجالات الحياة، وأضرت بالمواصلات والمصانع.
لذلك تبرز حسب قوله" إن رغبة حماس والجهاد الإسلامي بشراء المزيد من الصواريخ والمقذوفات الصاروخية ذات المدى الأبعد متزايدة، لأن حرب لبنان الثانية شهدت كيف أن حزب الله لم يلحق خسائر فادحة في الأرواح، لكنه شوش الحياة في شمال الدولة".
2.خلق ميزان ردع حيال "إسرائيل"، فحماس تقولها صراحة، وإذا كانت الدولة معنية بالعمل ضدها، فإنها ستفكر جيدا إذا كان الأمر مجديا في ضوء قدرة الإطلاق الصاروخي الموجودة بأيديها، وأوضح أن الانسحاب من غزة كان أمراً صائباً، رغم أن قتال القوى المسلحة يبدو أكثر نجاعة بكثير حين يجري من الداخل، ففي مثل هذه الحالة توجد قدرة أكبر على جمع المعلومات الاستخبارية، وتنفيذ الاحباطات والنشاطات العملياتية، ومنع تهريب السلاح.
وقال د."عوزي روبين"، الرئيس السابق لمشروع صواريخ (حيتس)، أن المضادات الدفاعية في "إسرائيل"، وفي مقدمتها منظومة القبة الحديدية، لن تتمكن من حماية العمق في حال اندلاع مواجهة شاملة تتعرض خلالها الدولة لقصف صاروخي من عدة جبهات، مؤكداً على أن المضادات الدفاعية غير قادرة حتى على صد الصواريخ المفترضة التي سيقوم بإطلاقها حزب الله باتجاه العمق الصهيوني.
وأضاف: النجاح النسبي الذي حققته منظومة القبة الحديدية في المواجهة الأخيرة مع التنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة، لا يُمكن أنْ تنسحب على المواجهة القادمة مع حماس وحزب الله، محذرا في الوقت نفسه من أن حالة النشوة التي أصابت المستويين السياسي والأمني في تل أبيب كانت في غير محلها.
وخلص القول إلى إن الجولة الأخيرة لم تكن الاستعداد الأخير للمواجهة الكبرى، محذرًا من اقتناع السياسيين والمواطنين من ذلك، مؤكداً على أن مواصلة اعتراض الصواريخ الفلسطينية أقل ثمنًا من إعادة احتلال غزة، لأنه لا توجد أي حكومة قادرة على اتخاذ قرار باحتلال غزة بسبب التداعيات الإستراتيجية والإقليمية والاقتصادية.