غزة –وكالة قدس نت للأنباء
رصد ملامح وجوه الأطفال البريئة وتناقضاتها فى لحظات الفرح والمعاناة ، لتندمجا معا ،لتتشكل ملامح الحكاية بتفاصيلها ،وتروى للحاضرين وللعابرين ، قصة شعب أضاء شموع التحدي والإصرار رغم طول مدة الظلام واشتدادها .
"ظلال" هو الاسم الذي اختاره مجموعة من المصورين الجدد والمحترفين لمعرضهم الفوتوغرافى ،الذي احتضنته إحدى قاعات مركز ثقافة الطفل الفلسطيني التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر ، زاد تألقه حضور مميز من مختلف الفئات العمرية والفكرية .
المعرض الذي ضم ( 44 ) صورة ،كانت نتاج لدورة تصوير فوتغرافى لمجموعة من الشباب والشابات ،ضمن مشروع دمج الشباب بشكل بناء ،الذي نفذته جمعية الثقافة والفكر الحر بدعم من القنصلية الفرنسية ،وبمشاركة نوعية من المصورين المحترفين حاتم عمر وإبراهيم أبومصطفى و أحمد زقوت.
وحول مشاركته قال المصور المتدرب أيمن منصور:" لقد طورت الدورة من مهارتي في التصوير ،تمكنت خلالها من التقاط الصور بشكل صحيح من حيث الموضوع والتكوين والتحكم بشكل كبير في إعدادات الكاميرا واستخدامها بشكل يدوى .
وأضاف لقد حاولت من خلال عدستي نقل جزء من تفاصيل حياة أطفالنا من خلال التركيز على وجوهم البريئة والتي روت لوحدها جزء من حكاياتهم اليومية في ظل الحصار .
وقال المتدرب محمود العثامنة :" كان شغلي الشاغل هو إظهار واقع الطفولة بغزة فهناك أطفال يعايشون الموت مرات ومرات في اليوم ، ورغم هذا الواقع ورغم قسوة وبشاعة هذه الحقائق إلا أن أطفال فلسطين يلملمون جراحاتهم وينهضون من جديد بإصرار على بناء مجتمع لا يحتمل الهزيمة ،وهذا ما اردنا ايصاله من خلال معرضنا ".
ومن جانبه اكد الصحفي احمد قديح أن المعرض شكل لوحة فنية اختلطت فيها صور المحترفين والشباب الموهوب ،مما أعطى رونقا وطعما خاصا للمعرض ،مشيرا إلى أن الصور عبرت عن ملامح الحياة العامة التي يعيشها سكان قطاع غزة بحالتيه الفرح والمعاناة و إن كانت المعاناة تحتل الحيز الأكبر من حياة أطفالنا .
وقال المصور و المخرج عبد الرحمن الحمران الذى أشرف على التدريب , إن الطفل الفلسطيني رغم خصوصية الظرف هنا , من إحتلال و حصار و قطع للخدمات الأولية , إلا أنه لا يختلف عن أي طفل بالعالم فيرسم و يغني و يحلم , فقد حاول المتربين من خلال المعرض الخروج قليلا عن الصورة النمطية التي فرضها الإعلام عن الطفل الفلسطيني وتركيزه الدائم على جوانب محددة إختزلت صورته في إطار المعاناة و الثورة و الفقر .
و أكد الحمران أن المصورين الجدد إستطاعوا خلال هذه الدورة ان يقتربوا من الواقعية اكثر في إختياراتهم لمواضيع الصور , وطرق قضايا حياتية مهمة و جادة من حياة الطفل مثل تأثير إنقطاع التيار الكهربائي عن البيت و كيف يؤثر ذلك على التصرفات اليومية للطفل بالإضافة للعديد من القضايا اليومية المشابهة.