محررون .. التحرك مع قضية الأسرى لم يرتقي لمستوى تضحياتهم..!

رفح – وكالة قدس نت للأنباء
في الوقت الذي يشتد فيه إضراب الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، والذي بلغ ذروته مع دخولهم اليوم الثالث والعشرين في معركة " الأمعاء الخاوية" المتواصلة، ما زال التفاعل مع القضية لم يرتقي إلى مستوى تضحياتهم، على الصعيدين الشعبي والرسمي.

وتسود حالة استياء نسبية لدى المُضربين عن الطعام في خيمة التضامن في ساحة ميدان النجمة وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة، جراء عدم وجود حالة كبيرة من التفاعل مع قضية الأسرى في غزة والضفة المحتلة والدول العربية والعالمية.

ولم تشهد الخيمة المذكورة والتي يتواجد بداخلها حوالي 20 مُضربًا عن الطعام جُلهم من الأسرى المحررين ضمن صفقة "وفاء الأحرار" وقبلها، كما يقول المحررون لمراسل وكالة قدس نت للأنباء، تفاعل شعبي ورسمي يرتقي بمستوى معركة الأسرى داخل السجون، والتضحيات التي قدموها من أجل الشعب الفلسطيني وقضيته.

تقصير كبير
وقال الأسير المحرر عبد الرحمن القيق إنّ "هناك تقصير واضح مع قضية الأسرى على المستوى والمحلي والعربي والعالمي، في الوقت الذي يحتاج فيه هؤلاء الأسرى لتحرك يرتقي لمستوى تضحياتهم وعطاءاتهم وصمودهم بوجه ظُلم السجان، حتى يناولوا حقوقهم وترتفع معنوياتهم".

وشدد القيق على ضرورة وجود تحرك موحد تجاه قضية الأسرى، والوقوف صفًا واحدًا بفعالياتٍ تناسب مستوى ما يقدمه الأسرى من تضحيات من جانب، وترفع من شأنهم وترفع معنوياتهم وتساند مطالبهم وتوعي العالم وتجيشه نحوهم من جانبٍ أخر.

ولفت إلى أن الأسرى المُضربين دخلوا في مرحلة خطر شديد، كذلك بالنسبة لذويهم المضربين في خيام الاعتصام لا سيما بغزة، بعدما نُقل بعضهم للمستشفيات نتيجة إصابتهم بالإعياء لعدم تناولهم الطعام مُنذ أكثر من عشرين يومًا، وبالتالي علينا القيام بفعاليات أوسع وأكبر بالضفة وغزة.

ودعا القيق الذي أصر على مواصلة إضرابه عن الطعام تيمنًا بزملائه بالخيمة وداخل السجون، العالم أجمع خصوصًا المؤسسات الحقوقية بالعمل الجدي والفوري، للضغط على إدارة السجون الإسرائيلية للاستجابة لمطالب الأسرى لتفادي وقوع مكروه، نتيجة دخول بعضهم بمرحلة حرجة جدًا.

لا يوجد إدراك
بدوره، قال المضرب عن الطعام مُنذ أيام الأسير المحرر إياد أبو حسنة "للأسف الشديد أن الكثير غير مُدرك ما يقوم به الأسرى، الذين يعتبرون خط الدفاع الأول عن شعبنا وقضيته العادلة، فهم يدفعون الثمن عن أي حدث، فدفعوه قبل أسر شاليط وخلال أسره وبعد الإفراج عنه بالصفقة المشرفة لشعبنا وللأمة".

وأضاف أبو حسنة "المطلوب من الجمهور وكل صاحب ضمير حي اليوم، بأن يفهموا ويعوا بأن الأسرى دخلوا مرحلة الخطر الشديد بعد 15يوم من الإضراب، فاليوم يعيشون فقط على الماء والملح، وأحيانًا يُسحب الملح والماء عنهم من قبل الإدارة".

ولفت إلى أنه خاض الإضراب من قبل داخل السجون قبل التحرر، ويعيي ما هو الإضراب وخطورته على جسد الأسير وصحته، وأي مشكلة صحية يُعاني منها الأسير تبدأ بالظهور بشكلٍ سريع بعد المدة المذكورة، وبالتالي نحن لا نستبعد استشهاد واحدٍ منهم بأي لحظة، في ظل تجاهل مطالبهم من قبل الإدارة.

وبّين أبو حسنة أن التضامن مع الأسرى بعد مرور أكثر من" 20 يومًا" على إضرابهم ليس كما ينبغي، فكنا نتوقع نحن كأسرى مُحررين إعلان حالة الاستنفار الشعبي والرسمي والإعلامي، كذلك يوجد مشكلة حقيقة بحركة التضامن في الضفة، فغزة أفضل حال رغم أن الضفة بها عدد أكبر من الأسرى.

تضامن متأخر
من جانبه، رأى الأسير المحرر مصطفى أبو عزوم أن التضامن مع الأسرى جاء متأخرًا، وعلى الرغم من ذلك ضعيف جدًا ولم يرتقي للمستوى المطلوب، فشعورنا اليوم حزين جدًا لما نراه من تقصير تجاه الأسرى، فهذه الخيمة التي نُضرب بها زوارها قلة، وبعض الفئات وكأن شي لم يحدث!.

وتابع "بدأ التضامن بخيمة مركزية بمدينة غزة بعد أيام من الإضراب، واقتصرت بعدها الفعاليات على مسيرات ببعض المناطق، وبالتالي هذا الأمر ينم عن عدم وجود وعي جماهيري تجاه قضية الأسرى، فمن يتأثر بما يحدث مع الأسير ويتضامن معه فقط ذويه، وليس كل ذويه فقط أمه ووالده أو شقيقه بأحسن الأحوال".

ويشدد على أن الأسرى بأمس الحاجة للتضامن، حتى ينالوا حقوقهم بما فيها إنهاء العزل والسماح لأهل غزة بالزيارة.. الخ، وترتفع معنوياتهم أكثر ويصمدوا بوجه السجان، مطالبًا كافة المؤسسات والجهات بما فيها السلطة الفلسطينية التي تمتلك الصلاحيات بتفعيل القضية بكافة المحافل الدولية، ورفع قضايا قانونية على الاحتلال لما يقوم به تجاه الأسرى.

ويؤكد أبو عزوم مواصلة الإضراب والتواجد بخيمة التضامن هو وزملائه حتى تنتهي معاناة الأسرى وتتحقق مطالبهم،"لأننا أكثر أناس نشعر بمعاناتهم لأننا عايشناها من قبل ونعي ما هو الإضراب، وما هو العزل وما هو المنع من الزيارة، داعيًا الشعب الفلسطيني للالتفاف وراء الأسرى ومطالبهم، والتفاعل بشكلٍ أكبر".

ويخوض أسرى فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية لليوم الثالث والعشرين، إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، يُعد الأوسع والأضخم من نوعه بتاريخ الأسرى، ضد إجراءات إدارة السجون بحقهم، وحرمانهم الكثير من حقوقهم وسحب انجازاتهم، فيما تدهورت الأوضاع الصحية لستة أسرى مضربين عن الطعام منذ مدة تتراوح ما بين 47 و73 يوماً احتجاجاً على اعتقالهم إدارياً.