أسرة فلسطينية الأب ومصرية الأم بين الترحال والفقر..!

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
إن الفقر في قطاع غزة, مرض مزمن تعاني منه شريحة كبيرة من السكان, وليس بجديد أن نرى أسرة تعانى من ذلك, لكن الجديد هو أن تصبح المعاناة خليطا ًما بين الفقر والترحال والإعاقة, هذا ما تتجرعه أسرة فلسطينية الأب ومصرية الأم , ضاقت بها سبل الحياة حتى استقرت في "مخازن" لا تصلح بأن تكون مأوى للسكن, فحرمت من الكثير حتى من أبسط لوازم العيش.

محمد عبد العزيز حجى (38 عاما ً) الذي ولد بحي الزيتون بمدينة غزة, رحل مع والده عبد العزيز لجمهورية مصر العربية في عام 1982م , وكان سبب الرحيل البحث عن حياة أفضل, استقر محمد مع والده بقرية الشرقية إحدى قرى مصر البسيطة, ولم تكن البداية بسيئة لكن بعد مرور سنوات, كبر محمد وتزوج من فتاة مصرية هي نبيلة محمود أمين (34 عاماً), وأنجبا خمسة أطفال.

كان محمد يعمل أثناء وجوده بمصر في مجال طلاء المنازل, ورغم قلة دخله إلا أن ظروفه المادية لم تكن بالسيئة حتى طرأ الجديد "المرض" ويقول محمد لمراسل وكالة قدس نت للأنباء طارق الزعنون"أصبت بورم في الأمعاء وبناء على ذلك قرر الأطباء أن يتم إجراء عملية جراحية لي، وهذا كلفني أن قمت ببيع أثاث بيتي البسيط حتى اقدر أن أوفر تكاليف العملية, وقمت بعدها بإجراء العملية وتم استئصال الجزء المصاب."

ويضيف محمد الذي مكث في مصر قرابة 25 عاما ً "نتيجة تدهور حالتي الصحية , جلست في البيت وأصبحت ما اقدر على العمل , وبدأت معاناة جديدة , وصعوبة بالحصول على لقمة العيش لإطعام أبنائي, وبعد مرور عام من إجراء العملية قررت أن أعود إلى غزة أملاً في حياة أفضل , وفى عام 2011م , جئت إلى هنا (غزة) وبحثت عن مكان اسكن فيه ووجدت هذا المكان ."

محمد الذي يسكن الآن في "مخازن" لا تتعدى مساحتها 60 متراً مربعا ً, قام باستئجارها من مالكها مقابل 450 شيكل شهريا ً, يشير إلى أن حالته الآن صعبة جدا ً, ولا يوجد دخل له , وعندما سئل من أين يدفع إيجار السكن ترقرقت عيناه بالدموع وقال"من أهل الخير, أنا طالب غرفة تكون ملكي تسترني".

محمد أثناء حديثه أحاط به أبنائه الخمسة, الذين لم يتجاوز عمر أكبرهم (13عاماً), فيما جلست زوجته نبيلة إلى جانبه, واندفعت قائلة " نعمل إيه حالنا والله صعب جداً , زي ما انتو شايفين ".

ويوضح أن ابنه محمود تسعة أعوام يعانى من مرض " الهشاشة في العظام " منذ ولادته الأمر الذي تسبب له بإعاقة في قدمه اليسرى, وقيد حركته أثناء السير, ويستخدم محمود جهاز يضعه في قدمه لكي يتغلب على الإعاقة ويسهل حركته.

ويحتاج الطفل محمود كي يستطيع أن يسير على قدمه بشكل الطبيعي لعملية جراحية, كما تؤكد وتبين التقارير الطبية التي عرضها والده محمد عن حالة ابنه.

وفي مأوى أسرة محمد حجى لا يوجد إلا بعض الأدوات البسيطة جداً التي يستخدموها في حياتهم اليومية, فالمكان لا يصلح لشيء , و فى إحدى جنبات " المخازن " تتخذ الأسرة مكان لقضاء الحاجة , فُصل بخزانة تحتوى ملابس الأسرة وبجانبها بعض الفراش البسيط مكان نوم محمد وأطفاله....

أسرة محمد ما هي إلا إحدى الأسر الفقيرة التي تعيش في قطاع غزة, والتي تنتظر هي ومئات الأسر الأخرى مد يد العون لهم ...!!