هنية: حماس لن تدع نفسها تستدرج لحرب ضد إسرائيل إذا هاجمت إيران

غزة - وكالة قدس نت للأنباء
قال رئيس وزراء حكومة غزة إسماعيل هنية إن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لن تدع نفسها تستدرج إلى حرب ضد إسرائيل إذا هاجمت المنشات النووية لإيران.

وقال هنية في مقر حكومته بغزة "حماس هي حركة فلسطينية تتحرك داخل الساحة الفلسطينية وتمارس عملها السياسي والميداني بما يتلاءم مع مصالح الشعب الفلسطيني."

وقال رئيس وزراء حكومة غزة لرويترز في مقابلة "إيران لم تطلب منا شيئا ونعتقد بأن إيران ليست بحاجة لحماس."

وقالت إسرائيل مرارا إنها لا تستبعد أي خيار في تصميمها على منع إيران من تطوير أسلحة نووية. وتقول إيران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية.

وقال هنية البالغ من العمر 48 عاما "التهديدات الإسرائيلية معلنة وهي ليست بحاجة إلى استقراء ولكني أظن أن هذا الموضوع تداعياته خطرة على المنطقة برمتها."

وتابع "لا أستطيع التنبؤ بالسيناريو ولكن معركة على هدا الصعيد سيكون لها تداعيات في المنطقة."

وتقول إسرائيل إنه يتعين عليها أن تأخذ في الحسبان الهجمات المحتملة من الجنوب من جانب حماس المدعومة من إيران ومن الشمال من قوات حزب الله في لبنان إذا دخلت في حرب مع إيران. وتشير إسرائيل إلى أن حماس وحزب الله لديهما مخزونات من الصواريخ التي زودتهما بها إيران وتتهم الاثنين بممارسة الإرهاب.

وقال هنية إن "الائتلاف الموسع الذي شكله هذا الأسبوع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي يعطيه أغلبية كبيرة في البرلمان تم لأسباب داخلية لكن قد تكون له أيضا دوافع خارجية.

وأضاف "لا شك أن الموضوع الخارجي هو محاولة استيعاب التغييرات الكبيرة التي حصلت في المنطقة بما فيها الربيع العربي وربما استحقاق لملفات متعددة."

وعندما سئل عما إذا كانت إيران قد تكون إحدى القضايا رد بقوله "ربما".

وقال هنية إن الإضراب عن الطعام الحالي من جانب مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية هو اختبار لالتزام إسرائيل بالمباديء الإنسانية العالمية التي يتعين الاعتراف بها. وحذر من أن استشهاد أي أسير سيكون لها آثار سلبية لكنه لم يذكر تفاصيل.
وقال "أنا لا أرغب في أن يستشهد أي أسير داخل السجون الإسرائيلية ولذلك أطالب بضرورة الالتزام بتنفيذ القانون الدولي المتعلق بالأسرى باعتبارهم أسرى حرب."

وتقول منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية أن ما يصل إلى 2000 فلسطيني في السجون الإسرائيلية يرفضون تناول الطعام منذ 17 أبريل نيسان. ويوجد اثنان يضربان عن الطعام منذ نحو 70 يوما ويقال إنهما في حالة خطيرة.

وقال هنية "إنها مطالب بسيطة ومطالب حياتية .. إنهاء العزل الانفرادي وزيارة الأهالي ومزيد من القنوات الفضائية وإنهاء قانون شاليط."

وأضاف أن إسرائيل يجب أن تفي بوعودها التي قطعتها عندما أفرجت حماس عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط في أكتوبر تشرين الأول الماضي بعد أكثر من خمس سنوات رهن الاحتجاز مقابل قيام إسرائيل بإطلاق سراح نحو 900 أسير فلسطيني.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي في غزة التي استثنت نفسها من اتفاقات ضمنية للهدنة بين حماس وإسرائيل إنها ستصعد أعمال المقاومة إذا استشهد أي أسير.

وقال هنية "كنا في اجتماع مع قيادة حركة الجهاد الإسلامي وهم أيضا أكدوا موقفهم أنه في حال حدوث أي تطور سلبي على صعيد وضع الأسرى سيجري بحثه في إطار التوافق الوطني ومن خلال لقاء فصائلي."

وأضاف "وهم بالتأكيد لن ينفردوا بموقف بعيد عن الإجماع."

وكان هنية الزعيم في حماس مترويا في إجاباته.
وفيما يتعلق بجهود إصلاح الشقاق الداخلي في الحركة الوطنية الفلسطينية قال وهو يضحك "هي ليست ميتة ولكنها ليست متحركة."

وقال هنية مشيرا إلى الضغوط الأمريكية والإسرائيلية على الرئيس الفلسطيني عباس حتى لا يصنع شراكة مع حركة يصفها الغرب بأنها منظمة ارهابية "خضنا شوطا طويلا للتوصل إلى اتفاق فلسطيني فلسطيني وعقدت اجتماعات ولكن أمامنا بعض العقبات الخارجية والداخلية."

وقال إنه في البداية بعض الفصائل الفلسطينية في السلطة الفلسطينية التي تدير الضفة الغربية كانت تماطل لانها تستفيد من الانقسام.

وأضاف هنية أن القضية الفلسطينية كانت المستفيد الأكبر من ثورات الربيع العربي في تونس مصر وليبيا واليمن.

وأشار إلى أن اتفاق المصالحة في عام 2011 توسطت فيه مصر وكذلك مبادلة الأسرى بشاليط.

وقال "هناك غياب لحكومات كانت لها علاقة وثيقة مع الإسرائيليين على حساب الحقوق والقضية الفلسطينية."

وأضاف "هناك احتضان من قبل شعوب الربيع العربي للهموم الفلسطينية سواء فيما يتعلق بالقدس أو الأسرى أو الحصار على غزة."

وتابع أن الفوائد حتى الآن من مصر ربما كانت قليلة لكنها ستأتي في الوقت المناسب عندما تستقر الحياة السياسية ويتولى رئيس جديد وبرلمان وحكومة السلطة.

وقال "كلنا أمل أن شاء الله بالإرادة الشعبية المصرية وبالاستقرار السياسي في مصر أن تكون الأمور أفضل والسياسة تجاه فلسطين أفضل."

وعندما سئل إن كانت حماس تخلت عن الكفاح المسلح رد بقوله "طبعا لا".

وقال إن المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي ستستمر بكل الأشكال المقاومة الشعبية والمقاومة السياسية والدبلوماسية والعسكرية.

ورفض هنية قول إن كانت حماس ستعترف بإسرائيل.
وقال "أولا هل إسرائيل تعترف بحق الشعب الفلسطيني بالوجود وان تكون له دولة وكيان سياسي؟."

وتابع قائلا "ليجيبوا هم عن هذا السؤال أولا كي نجيب نحن."

وقال مجددا إن الحركة الإسلامية مستعدة للتوصل مع إسرائيل الى "هدنة طويلة الأمد قد تمتد لعشر سنوات أو أكثر" مقابل دولة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب الشرق الأوسط عام 1967 .