كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، صباح اليوم الإثنين 8 ديسمبر/كانون الأول 2025، عن وجود خلافات حادّة بين الأطراف الدولية بشأن الجدول الزمني المقترح لعملية نزع سلاح حركة حماس، في إطار المفاوضات الجارية لتثبيت تهدئة في قطاع غزة.
وبحسب الصحيفة، تواصل الدولتان الوسيطتان في الملف، قطر وتركيا، الضغط على الأطراف المعنية للوصول إلى صيغة تضمن تخلي حماس عن أسلحتها الثقيلة وفق جدول زمني واضح، يكون جزءًا من اتفاق أوسع لوقف إطلاق النار وتثبيت التهدئة في القطاع.
وتشير المصادر إلى أن إسرائيل ترفض بشدة أي مهلة زمنية طويلة لعملية النزع، معتبرة أن ذلك لا ينسجم مع متطلبات "أمن المستوطنات والمناطق القريبة من غزة"، وتدفع في المقابل نحو فرض رقابة صارمة وسريعة على مسار نزع السلاح.
ووفقًا للصحيفة، تقترح كلٌّ من قطر وتركيا منح فترة تمتد إلى عامين قبل إتمام عملية النزع الكامل للسلاح، وهو ما تعتبره إسرائيل "غير مقبول"، إذ تتمسك بجدول زمني لا يتجاوز بضعة أشهر لإنهاء هذه العملية.
ونقلت يديعوت أحرونوت أن إسرائيل أبلغت الجانب الأمريكي بأن عدم تنفيذ نزعٍ كاملٍ لسلاح حماس سيدفعها للتدخل المباشر لتحقيق ذلك بنفسها. كما انتقدت إسرائيل النموذج الأميركي المطروح، الذي يستند إلى تجربة نزع سلاح "الجيش الجمهوري الأيرلندي"، حيث جرى تسليم الأسلحة أو تخزينها في مستودعات تحت إشراف بريطاني، معتبرة أن هذا النموذج يتيح لحماس عمليًا إمكانية الوصول مجددًا إلى أسلحتها.
وترى الحكومة الإسرائيلية أن المقترحات الحالية لا تحقق الهدف المطلوب، وتصفها بأنها "مناورة سياسية" قد تُبقي على قدرة الحركة العسكرية، مؤكدة تمسّكها برؤيتها القائمة على ضمان ألا تملك حماس "أي سلاح على الإطلاق".
في المقابل، صرّح القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، باسم نعيم، مساء الأحد، بأن "الحركة مستعدة لمناقشة مسألة تجميد أسلحتها أو تخزينها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار"، في إشارة إلى استعداد الحركة للتعاطي مع بعض الصيغ المطروحة، شريطة أن تكون ضمن إطار اتفاق متكامل لوقف إطلاق النار.
ورحّب نعيم، في تصريحات لوكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، بفكرة نشر قوة أممية على الحدود للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار ومنع التصعيد.
وكانت حماس قد أعلنت، في وقت سابق، عقب اجتماع مع المخابرات المصرية في القاهرة، رفضها ما وصفته بمحاولات حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو "فرض أمر واقع في غزة يتعارض مع ما جرى الاتفاق عليه"، داعيةً الوسطاء إلى "التدخّل العاجل والضغط لوقف الخروق الإسرائيلية فورًا".
