فقد اعتبرت الحكومة الفلسطينية في غزة تشكيل هذه الحكومة بمثابة تهديد خطير لقطاع غزة وإنهاء مباشر لمشروع عباس في المفاوضات، وبالرغم من أن هذا الامر يُعد شأنا داخليا اسرائيليا الا أنه سيترك انعكاساته على الصعيد الفلسطيني والعربي والدولي.
تصريح ناقضه موقف السلطة الفلسطينية من تشكيل هذه الحكومة والذي اعتبرته "شأنا داخليا" ولا يخص الفلسطينيين أو يعنيهم بشكل مباشر .
تبايُن وجهات النظر والتصريحات لم تشهدها الساحة الفلسطينية فقط بل كانت محل جدل في داخل أروقة الأحزاب الاسرائيلية، والتي اعتبر بعض مسؤوليها بأن هذا الاتفاق سيخدم مصلحة "الدولة" ويمكّن الحكومة من التعامل مع عدة تحديات هامة، فيما رأت أحزاب المعارضة بأنه يشكل التواء سياسياً يثير السخرية بصورة غير مسبوقة في تأريخ "الدولة".
وسواء اُختلف عليها أو ُاتفق، فان انضمام وزير الحرب الاسرائيلي الاسبق شاؤول موفاز لهذا الائتلاف الحكومي يعني الكثير الكثير، فموفاز هو أحد أبرز جنرالات الارهاب الصهيوني، الذي طالما أعطى أوامره المباشرة بالقتل والتدمير واستهداف قادة فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى يديه اُرتكبت مجازر ودُمرت منازل.
ربما يفسر البعض أن هذه الخطوة ما كان لها أن تأتي لولا خوف اختلج صدورهم مما يجري من حولهم إضافة الى التطورات والتغيرات الحاصلة في المنطقة.
فهناك الملف الايراني الذي يعتبره الاحتلال من أخطر الملفات على الصعيد الامني، وهناك التحولات التي تشهدها مصر اليوم خاصة ترقبهم الحذر وخوفهم المستتر مما ستفرزه الانتخابات الرئاسية ومستقبل العلاقة بينهما.
وعلاوة على ذلك فان قضية فلسطين باتت من أولى أولويات مصر بعد الثورة، بعدما كانت في ذيل اهتماماتها، فقد أتت ثورتها على كل ما يلفظ بالظلم، وإن دولة الاحتلال هي الاجدر بان تُلفظ لأنها رأس الظلم.
لذلك كله فان الفلسطينيين اليوم هم أحوج ما يكونون لحكومة وحدة فلسطينية قوية ومتينة وصلبة، يواجهون بها حكومة وحدة اسرائيلية ربما هي الاقوى في تاريخ حكوماتهم.
وبعد أن نجح هؤلاء في ترتيب أوراقهم واتفقوا وهم أصلا مختلفون "تحسبهم جميعا وقلوبهم شتّى"، هل يمكن أن ينجح الفلسطينيون هم أيضا في تشكيل حكومة وحدة قوية تكون لها كلمة واحدة ورأي واحد وموقف واحد؟؟!!
إنه ومن باب أولى أن يشكل الفلسطينيون حكومة الوحدة لان ما يجمعهم أكثر بكثير مما يفرقهم، ولذلك هي رسالة موجهة للرئيس عباس، لا نريد ردة فعل قولية أو تصريحات سياسية أو بيانات اعلامية، بل نريد خطوة عملية تخلُص بالإعلان عن تشكيل هذه الحكومة التي طال انتظارها.
وخلاصة القول فان مستقبل القضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي في ظل حكومة الوحدة "الاسرائيلية" ستكون على المحك، لان من يحكم "اسرائيل" اليوم هم قادة التطرف الصهيوني وأبرز جنرالات المجازر، فاجتماع كل من نتانياهو وموفاز وباراك ويعلون ، يُنذر بمستقبل خطير ستشهده المنطقة العربية برمتها وعلى وجه الخصوص واقعنا الفلسطيني المتردي، فهل سيأخذ الغافلون عبرة؟؟!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت