معنى ان تتقبل حكومة غزة النقد / مصطفى ابراهيم

بقلم: مصطفى إبراهيم


ليس سهلاً أن تستمر الاجهزة الامنية في حكومة غزة بتقبل النقد واحترام حرية الناس، وحرية الرأي والتعبير والحريات العامة، وليس سهلاً على الناس الفهم ان تستمر الحكومة في صمتها على تلك الممارسات إلا اذا كانت هي من تصدر تلك القرارات للأجهزة الامنية حتى مع ضيوفها الذين جاؤوا للتضامن مع غزة وأهلها في محنتهم والحصار الذي يعانون منه، وإدخال الفرح والسرور في نفوس الناس في ظل حال الكآبة والإحباط واليأس وغياب الامل التي تسيطر عليهم.

شعر الناس بالفرح اثناء مشاركتهم وفد احتفالية فلسطين للأدب الذين حضروا للتضامن مع غزة واحيوا حفلات فنية وثقافية وأدبية مختلفة في قطاع غزة، وغنى الناس مع فرقة سكندريلا المصرية اغاني للوطن والقضية.

في غزة لا تمر احتفالية او أي نشاط الا ويكون الامن حاضرا للرقابة وتصوير الحضور بطريقة فجة ومكشوفة، ولا يكون الامن حاضرا للحفاظ على حياة الناس وحمايتهم من أي اعتداء او تدخل في خصوصيتهم.

وهذا ما جرى في الحفل الختامي لاحتفالية فلسطين للأدب في “دار الباشا” بمدينة غزة حيث كان افراد الامن يتواجدون بين الناس ويصورون الحضور الذي يدرك ان من يقوموا بالتصوير هم رجال أمن، ومع ذلك الناس تخطت حاجز الخوف والرعب فهم يعبرون عن فرحهم ولا يقوموا بالتخطيط لإسقاط الحكومة أو للانقلاب عليها.

افراد الامن لم يحتملوا النقد الذي وجهه احد اعضاء الوفد الذي روى ما سمعه من الشباب الغزي عن ممارسات الاجهزة الامنية بحقهم والمضايقات التي تعرضوا لها سواء بالاعتقال والضرب اثناء الخروج بمسيرات تضامنية مع الثورات العربية او مسيرات انهاء الانقسام والاحتجاج على سوء ادارة ازمة الوقود والكهرباء، وغيرها من الازمات التي تعيشها غزة، أو تلك الممارسات القمعية التي تقوم بها الاجهزة الامنية في الضفة الغربية بحق الناس.

ما جرى من قمع الحفل الختامي لاحتفالية فلسطين للأدب من ممارسات سواء بتصوير الحضور او منع الناس من التصوير بالقوة ومصادرة كاميراتهم، وقطع التيار الكهربائي عنهم بطريقة مشينة وتسيء لسمعة شعب يناضل من اجل الحرية، فإذا كانت المقاومة من اجل الحرية فكيف لنا ان نتنازل عن عنها تحت مبررات المقاومة؟

التعامل بهذه الطريقة مع عرب وفلسطينيين حضروا للتضامن مع غزة ما كان يجب ان يتم، أو يمر مرور الكرام من قبل الحكومة ويجب التحقيق في ما جرى من قمع لحريتهم والتعدي على خصوصيتهم.

ما رواه بعض الحضور وأعضاء الوفد من ان افراد الامن ابلغوهم انهم لا يمتلكون تصريحاً للاستمرار في الاحتفال، هو اساءة للفلسطينيين وحكومة غزة، والسؤال هنا كيف تم السماح للوفد بالدخول من معبر رفح وكيف تم استقبالهم من قبل مندوبي وزارة الداخلية وتنسيق مع وزارة الثقافة في غزة؟

لكن يتضح من منع استمرار الاحتفالية بعد اربعة ايام من نشاطات أعضاء الوفد، هو ان هناك في الحكومة والأجهزة الامنية من لا يؤمنون بحرية الرأي والتعبير ولا يقبلون معنى النقد ولا يقبلون وجهة النظر الأخرى، ويطبقون القانون حسب رؤيتهم وأهوائهم ويمنعون الناس من الفرح والاستمرار في الحياة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت