صفقات مصر تتجاهل "أسرى الدوريات" ..!

رفح – وكالة قدس نت للأنباء
لم تولي صفقة تبادل الجاسوس "الترابين" بين مصر وإسرائيل، ومن قبلها صفقة الجاسوس "غرابيل"، أي اهتمامٍ بأسرى "الدوريات" المصريين، القابعين خلف قضبان الأسر داخل السجون الإسرائيلية، مُنذ ما يزيد عن 15 عامًا.

وأستهجن أسرى "الدوريات" المحررين في صفقة "وفاء الأحرار" تهميش وتجاهل مصر لأسراها، ومبادلة الجاسوس بأسرى جنائيين بدلاً من الأسرى القابعين منُذ سنوات طويلة ويعانون الأمرين داخل السجون وغرف العزل الانفرادي.

وأسرى الدوريات، هم ممن اعتقلوا خارج الأراضي الفلسطينية، من دولٍ عربية مُجاورة، ومن بينهم فلسطينيين، من خلال محاولتهم التسلسل عبر الحدود.

تجاهل ونسيان..

وقال أحد الأسرى المحررين، من محافظة رفح إياد أبو حسنه لـ "وكالة قدس نت للأنباء" : "إنّه بدء في الإضراب عن الطعام مُنذ ما يزيد عن الأسبوع، تضامنًا مع الأسرى المضربين وأسرى الدوريات المصريين في سجون الاحتلال والذين لم تشملهم صفقة التبادل الأخيرة، بين مصر وإسرائيل".

ولفت أبو حسنة _أحد أسرى الدوريات المفرج عنه ضمن صفة وفاء الأحرار_ أنّ أسرى الدوريات سبقوا الأسرى في إضرابهم بحوالي "أربعة أيام" ،لتذكير العالم وخاصة دولتهم بقضيتهم، بعد أن تناستهم خلال عملية التبادل الأخيرة مع الجاسوس الإسرائيلي "غرابيل"، وتتناسهم مُجددًا بصفقة الجاسوس الترابين".

وأشار إلى أن إضراب الأسرى الفلسطينيين حرّف الأنظار عن قضية أسرى الدوريات، مُبينًا أنّ من بين هؤلاء الأسرى المضربين الأسير" محمد السيد من منطقة شبرا الخيمة، وياسر السواركة، وأخر من عائلة الترابين"، وتتهم إسرائيل بتقديم مساعدات للمقاومة الفلسطينية وتنفيذ عمليات ضد قواته.

وأوضح إلى أن أسرى الدوريات المصريين والأردنيين وغيرهم، يعانون معاناةٍ شديدة نتيجة تناسيهم من قبل حكوماتهم لسنواتٍ طويلٍ من جانب وعدم الاطمئنان عليهم بأي شكل، وتعرضهم للتعذيب والعزل والحرمان من الزيارة من جانبٍ أخرى، وبالتالي على الجميع أن يوليهم اهتمامًا أكبر كونهم منسيين ومهمشين _حسب قوله_.

وطالب أبو حسنة بإدراجهم ضمن أي صفقة أو أي اتفاق لأن بعضهم قضى أكثر من 15 عامًا، داعيًا جميع المؤسسات والهيئات الحقوقية وجامعة الدول وجمهورية مصر العربية، والمجلس الأعلى للقوات المسلحة بالاهتمام بأسراها، والعمل على انهاء معانتهم المستمرة مُنذ سنوات.

نبذة عن الدوريات ..

"وأسرى الدوريات" مصطلح اعتقالي أطلق على الأسرى من الدول العربية المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك لتمييزهم عن باقي الأسرى، وأصبح يطلق على كل مناضل عربي قام بمهمة قتالية أو نضالية أو استطلاعية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وكانت إسرائيل قد اعتقلت العشرات من المناضلين العرب الذين نجحوا في التسلل إلى داخل الأراضي المحتلة وإسرائيل منذ عام 1967، أو ألقت القبض عليهم على الحدود أو في عرض البحر، وحكمت عليهم أحكامًا مُختلفة منها أحكام بالسجن المؤبد، واعتقل أسرى من دول عربية مختلفة خلال مسيرة الكفاح الفلسطيني من دول العراق ومصر والأردن ولبنان وسوريا والسودان وغيرها.

وتُشير تقارير صادرة عن مؤسسات معنية بالأسرى، أنّ سلطات الاحتلال أطلقت سراح مجموعة من الأسرى خلال صفقات تبادل بالثمانينات، وكان آخر إفراج عن أسرى عرب خلال اتفاقيات أوسلو عام 1999 بعد اتفاقية شرم الشيخ في عهد رئيس الحكومة الإسرائيلية أيهود باراك، وأطلق سراح " 42 أسيرًا" إلى قطاع غزة لمدة 3 سنوات، ولكن هذه السنوات الثلاث انقضت دون أن يسمح لهم بالعودة إلى أوطانهم.

وخلال انتفاضة الأقصى أفرجت إسرائيل عن عدد من الأسرى العرب وذلك خلال صفقة التبادل التي جرت مع منظمة حزب الله اللبنانية، وأفرج عن جميع الأسرى اللبنانيين باستثناء الأسير سمير قنطار وهو أقدم أسير لبناني يقضي 27 عامًا في السجون أفرج عنه في وقت لاحق بصفقة أخرى، وكذلك تم الإفراج عن 6 أسرى مصريين مقابل الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي "عزام عزام".

ولوحظ أن عمليات إفراج جزئية جرت بالتفاهم مع الحكومة الأردنية أفرج خلالها عن "8 أسرى أردنيين" حسب شروط ومقاييس إسرائيلية لتبقى معاناة المتبقين منهم متواصلة ومستمرة، ويبلغ عدد الأسرى العرب حاليًا في سجون الاحتلال حوالي " 55 أسير"، 47" أسير من الأردن"، و"7 أسرى من جمهورية مصر العربية"، وأسيرًا من لبنان.

يُشار إلى أن الأسرى العرب خاصة الأردنيين خاضوا إضرابات عن الطعام، ووجهوا رسائل عديدة إلى السفراء والبرلمانات العربية من اجل الاهتمام بهم والعمل على إطلاق سراحهم.

والجدير ذكره، انه ومنذ عام 1967 تبنت عائلات فلسطينية زيارة الأسرى العرب، وشكلت جسراً بينها وبين الأسير وعائلته، إلا أن ذلك تم إيقافه بعد انتفاضة الأقصى، كما تتعامل وزارة الأسرى والمحررين، مع الأسرى العرب مثلهم مثل الأسرى الفلسطينيين من حيث الحقوق والخدمات من كنتين، ومعاشات، ومساعدات، وتعتبرهم جزء من الحركة الوطنية الأسيرة.