شوق يملأ قلوب أمهات أسرى غزة لاستئناف زيارة أبنائهن

غزة – وكالة قدس نت للأنباء
لم تتسع الفرحة قلوب أمهات الأسرى الفلسطينيين في قطاع غزة، فور سماعهن نبأ توصل القيادة العليا للأسرى لاتفاق مع إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية يقضي بتحقيق كافة مطالب الأسرى، فبدأن على الفور بإطلاق التكبيرات المصحوبة بزغاريد ودموع وشوق إلى لقاء أحبتهن بعد حرمانهن من زيارتهم لعدة سنوات.

وتقول والدة الأسير الفلسطيني رامي بربخ لمراسل وكالة قدس نت للأنباء سلطان ناصر" أكبر فرحة بعمري كلو اليوم، لأني راح أشوف ابني بعد 12 سنة من المنع من الزيارة والحمد الله، أنا من الفرحة صرت أبكى لأني لم أكن أتصور بأنه سيأتي يوم وأزور ابني رغم أني لم أفقد الأمل".

وتمنع إسرائيل أهالي قطاع غزة منذ يونيو/ حزيران 2007، من زيارة أبنائهم المعتقلين داخل السجون الإسرائيلية، في حين هناك أسرى منع أهاليهم من زيارتهم منذ ما يزيد عن عشرة سنوات بذرائع أمنية وفي انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة.

انتصاراً للكرامة...
وتوضح والدة بربخ المحكوم مدى الحياة وأمضى عشرين عاما متنقلاً بين السجون الإسرائيلية، أنها تعتبر هذه الفرحة بمثابة فرحة لكل الشعب الفلسطيني وانتصاراً للكرامة الفلسطينية وهزيمة إلى الغطرسة الإسرائيلية التي كانت تمارس أبشع الأساليب الغير إنسانية بحق الأسرى.

وعبرت بربخ عن شكرها وامتنانها لجمهورية مصر العربية لوقوفها بجانب الأسرى الفلسطينيين والمساهمة في التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل يحقق مطالبهم العادلة ويسمح لها بأن تزور هي وكافة أهالى الأسرى غزة أبنائهم داخل السجون.

ووقعت القيادة العليا للأسرى الفلسطينيين مع ممثلي إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية اليوم على اتفاق يقضي بالاستجابة لمطالب الأسرى، بعد خوضهم إضراباً مفتوحا عن الطعام منذ 17 نيسان/ابريل الماضي احتجاجاً على الانتهاكات التي تمارسها إدارة السجون بحقهم، في حين دخل أسرى سبقوهم في الاحتجاج اليوم الـــ 78 من إضرابهم عن الطعام رفضاً لسياسية الاعتقال الادراي، مما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية بشكل خطير.

رسائل عاجلة...
ووجهت بربخ رسالة عاجلة إلى رؤساء الدول العربية والإسلامية والمتضامين الأجانب مع القضية الفلسطينية بضرورة الضغط على إسرائيل بالإفراج عن كافة الأسرى، شاكرة في الوقت نفسه كافة المتضامنين الذين شاركوا الأسرى إضرابهم في خيمة التضامن بساحة الجندي المجهول بغزة.

من جهتها عبرت والدة الأسير أسامة أبو العسل المحكوم (22 عاماً) أمضى منها عشرة سنوات عن فرحتها الشديدة بتحقيق مطالب الأسرى ونجاح إضربهم رغماً عن الاحتلال، قائلة" هذا يوم الفرحة ويوم المنى وأنا غير قادرة على الوقوف على أقدامي من الفرحة التي غمرت قلبي فور سماعي الخبر".

وتابعت " منذ ست سنوات لم أزوره الحمد الله انتصرنا على السجان ومبروك إلك يا أسامة ومبارك لجميع الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية والحمد الله صبرتم ونلتم والله يجعلنا من عبيده الصابرين والله يفرج عنكم جميعا يا رب العالمين عقبال فرحة الفرج يارب".

وتوضح أبو العسل المضربة عن الطعام منذ 27 يوماً تضامناً مع إبنها ومع الأسرى بأنها تنتظر بفارغ الصبر اللحظة الأولى التي ستجمعها مع ابنها الذي حرمها الاحتلال من رؤيته على مدار سنوات عاشتها بين القلق والترقب ولا سيما أن الأيام الأخيرة الماضية كانت قلقة جداً عليه نتيجة إضرابه عن الطعام.

وعمت أجواء من الفرحة والتكبير في شوارع قطاع غزة، فور الإعلان عن التوصل لاتفاق بين إسرائيل والقيادة العليا لإضراب الأسرى برعاية مصرية يقضي بتحقيق مطالب الأسرى المضربين عن الطعام، والتي من ضمنها السماح لأهالي غزة بزيارة ابنائهم، في حين أعتبر فلسطينياً أن ما حققه الأسرى هو انتصار جديد يسجل في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية.