صحيفة: القاهرة متوجسة من عدم التزام تل أبيب باتفاق الأسرى

رام الله - وكالة قدس نت للأنباء
ذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية نقلا عن مصادر فلسطينية رفيعة المستوى أن السفير المصري في الدولة العبرية، ياسر رضا، هو الذي أشرف شخصيًا على توقيع الاتفاق بين جهاز الأمن العام (الشاباك الإسرائيلي) وممثلي الأسرى المضربين عن الطعام من جميع الفصائل، والذي تم التوقيع عليه، يوم الاثنين، في سجن عسقلان، بحضوره.

وزادت المصادر عينها قائلةً إن المصريين تدخلوا وبقوة من أجل حل المشكلة بين الأسرى القابعين في سجون الاحتلال، وبين السلطات الإسرائيلية ذات الصلة، مؤكدة على أن المصريين، كانوا مستاءين جدا من رفض إسرائيل إخراج الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بوساطة مصرية مع الأسرى، والذي تم توقيعه خلال المفاوضات بين حركة حماس والدولة العبرية لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، لافتة إلى أن إسرائيل تعهدت في الاتفاق نفسه أنْ تُطبق ما جاء فيه بالنسبة لتحسين شروط الأسرى وإلغاء العزل الانفرادي، إلا أنها نكثت بوعدها، الأمر الذي دفع الأسرى إلى خوض معركة الأمعاء الخاوية، على حد تعبيرها.

وأشارت المصادر إلى أن المعتقلين الإداريين الفلسطينيين كانوا قد قرروا الرهان على الإضراب لمدة ستين يوما، وبذلك رفعوا سقف النضال، مذكرة أنه في الماضي غير البعيد كان الأسرى من جميع الفصائل والتنظيمات يخوضون الإضراب عن الطعام لمدة لا تعلو عن العشرين يوما.

وتابعت المصادر قائلة إن "الاتفاق يُعتبر إنجازًا للمصريين، ولكنه أكد على أن نجاح الاتفاق ما زال مرهونًا في كيفية تطبيقه على أرض الواقع من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي".

في سياق ذي صلة، كشفت عبلة سعدات، عقيلة الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحمد سعدات، النقاب في حديث مع "القدس العربي" عن أن زوجها ما زال يُعاني من حالة صحية متردية، وأن محاميًا من طرفه يقوم بزيارته يوميا في مستشفي سجن الرملة، كما لفتت إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تسمح لأولادها بزيارة والدهم منذ ست سنوات، بالإضافة إلى ذلك أصدرت ضد ثلاثة منهم ما يُطلق عليه (ممنوعون أمنيا) الأمر الذي يحرمهم من زيارة والدهم.

وعبرت سعدات عن تفاؤلها من إنجاز الاتفاق، ولكنها شددت على أن المنع الأمني لأولادها بزيارة والدهم ما زال قائما، لافتةً إلى أنها ستُقدم طلبا جديدا إلى الصليب الأحمر الدولي للتوسط مع سلطات الاحتلال للسماح لأولادها بزيارة والدهم، القابع في السجن، مؤكدة على أن القانون يسمح للممنوعين أمنيًا بزيارتين للأسير داخل السجن كل سنة.

علاوة على ذلك، عن كشفت النقاب عن أن الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، أجرى اتصالاً مع شابة أردنية تُقيم على موقع التواصل الاجتماعي حملة من أجل أحمد سعدات وبقية الأسرى، وعبر استعداه الكامل لمناقشة القضية على أعلى المستويات في جامعة الدول العربية، وقالت سعدات أيضًا إن العربي يهتم بشكل شخصي بالأسرى، ويقوم بالرد شخصيًا على الرسائل الالكترونية التي تصله من الناشطة الأردنية الفلسطينية، ويدأب على الرد بشكل مستمر، على حد تعبيرها.

على صلة بما سلف، اعتبرت الصحف الإسرائيلية الصادرة الثلاثاء، أن اتفاق إنهاء إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام، من شأنه أن يكون مؤشرا لاحتمالات استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن قرار الجانب الإسرائيلي بالاستجابة لمطالب الأسرى الأساسية والموافقة على تسليم الجانب الفلسطيني جثامين مائة شهيد فلسطيني، جاء في محاولة للقيام بخطوات وصفتها مصادر إسرائيلية بأنها خطوات لبناء الثقة مع السلطة في رام الله، تمهيدًا لاستئناف المفاوضات بين الجانبين.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العبرية، في هذا السياق، عن مصادر سياسية قولها، إن الخطوة الأخيرة كانت تبلورت خلال اللقاء الأخير بين رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس وبين المحامي يتسحاق مولوخو، مبعوث رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

علاوة على ذلك، قالت الصحيفة العبرية إنه على الرغم من أن استئناف المفاوضات بين الطرفين لا يلوح في الأفق، إلا أنه يبدو أن كلا من إسرائيل وحركة حماس والسلطة الفلسطينية معنيون بإزالة نقاط توتر ومصادر خطر محتملة من شأنها أن تضرب الاستقرار في المنطقة، إذ أنه بالرغم مما تشهده منطقة الشرق الأوسط، ما أسمته بالقلاقل، وعدم الاستقرار، فقد زال خطر وقوع صدامات ومواجهات شديدة في أحد أكثر الأيام حساسية في المنطقة، وهو يوم إحياء ذكرى النكبة.

ونقلت الصحيفة عن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) أن الإنجاز الأهم للجهاز تمثل بموافقة الأسرى بالتوقيع على وثيقة يلتزمون عبرها بعدم القيام بأية نشاطات معادية داخل السجون.

واعتبرت الصحيفة أن أهم إنجاز هو عمليًا تفكيك القنبلة الموقوتة على هيئة إضراب 1600 أسير عن الطعام بالتزامن مع يوم النكبة إذ سيكتفي الفلسطينيون هذه المرة بنشاطات ومسيرات على نطاق ضيق، بعد أن زال خطر موت أحد الأسرى المضربين عن الطعام.

ومع أن الصحيفة اعتبرت أن الاتفاق كان فوزا لجهات كثيرة مع قلة من الخاسرين، إلا أنها لفتت إلى أن الاتفاق يشكل بالأساس إنجازا لكل من السلطة الفلسطينية وحركة حماس، مشيرة إلى أنه كان هناك دور كبير لأجهزة الأمن الفلسطينية في التوصل إلى اتفاق، أما بخصوص حماس فإنه على الرغم من أن أسرى الجهاد الإسلامي هم الذين قادوا الإضراب عن الطعام، إلا أن موافقة إسرائيل على السماح بزيارات للأسرى من قطاع غزة تشكل عمليا خطوة على طريق تفكيك سياسة العزل الإسرائيلية بين الضفة والقطاع.

وخلصت الصحيفة إلى القول إن المنتصر الرئيسي في هذا الاتفاق هم الأسرى أنفسهم وقادتهم في السجون، إذ أن وقف سياسة الحبس الانفرادي والعزل تشكل إنجازا ليس فقط للأسرى وإنما أيضا لقادتهم ومن بينهم المناضل مروان البرغوثي من حركة فتح.