صحيفة عبرية: الإدارة الأمريكية فوجئت بالتزام حماس باتفاق وقف إطلاق النار في غزة

فرق من كتائب القسام ومسؤولون من الصليب الأحمر إلى جانب آليات ثقيلة تابعة لمصر،تجري عمليات بحث في حي الزيتون بمدينة غزة، لاستعادة جثة إسرائيلي في 8 ديسمبر/كانون الأول 2025. تصوير: عمر أشتوي

حماس تشترط وقف انتهاكات إسرائيل للهدنة لبدء المرحلة الثانية

الجهاد الإسلامي: أغلقنا ملف أسرى إسرائيل بتسليم آخر جثة لدينا

قالت صحيفة “هآرتس” العبرية، يوم الثلاثاء 9 ديسمبر/كانون الأول 2025، إن الإدارة الأمريكية فوجئت بالتزام حركة حماس باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فيما أكد قيادي في حماس أن الحركة تشترط وقف الخروقات الإسرائيلية قبل بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع دعوتها الوسطاء للضغط على إسرائيل.

وأضافت الصحيفة: “تفاجأت الإدارة الأمريكية بالتزام حماس بتعهداتها، وتحديدا نجاحها في العثور على جثث جميع الرهائن (الأسرى) القتلى وإعادتها، باستثناء الشرطي ران جويلي. ولا تزال إسرائيل تطالب بإعادته، وهو مطلب تدعمه واشنطن”.

وأشارت “هآرتس” إلى أن “الجيش الإسرائيلي يعترف بأن عدد الانتهاكات الفلسطينية للاتفاق لم يكن مرتفعًا بشكل ملحوظ”.

وبشأن التزام الحركة رغم الخروقات الإسرائيلية، قالت “هآرتس”: “يطلق الجنود النار على عناصر حماس الذين يحاولون عبور الخط الأصفر لجمع معلومات استخبارية عن مواقع قوات الجيش الإسرائيلي، وأحيانًا لشن هجمات، لكن لم تكن هناك أي محاولة منظمة من حماس للاشتباك مع الجيش الإسرائيلي”.

بوساطة أميركية، توصلت إسرائيل وحركة حماس إلى اتفاق هدنة بعد عامين من الحرب المدمرة في غزة ابتداء من العاشر من تشرين الأول/أكتوبر.

ويتبادل الطرفان الاتهامات بخرق الاتفاق، إذ تواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية على مناطق مختلفة في قطاع غزة، بحجة أن حماس تخرق وقف إطلاق النار.

وقال عضو المكتب السياسي في حماس حسام بدران لوكالة فرانس برس “أي نقاش حول بدء المرحلة الثانية يجب أن يسبقه بشكل واضح ضغط من الوسطاء والضامنين بما في ذلك الولايات المتحدة، لضمان التطبيق الكامل من الاحتلال لكل بنود المرحلة الأولى”.

وتنص المرحلة الأولى على تبادل الرهائن والمعتقلين ووقف الأعمال القتالية ودخول المساعدات الى قطاع غزة حيث أعلنت الأمم المتحدة خلال الأشهر الأخيرة من الحرب المجاعة في عدد من مناطقه وخصوصا في الشمال.

وشهدت المرحلة الأولى إطلاق سراح 47 رهينة من أصل 48، بينهم 20 أحياء، كما أطلقت إسرائيل سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين لديها.

وأضاف بدران أن “كل الجهات المتابعة للملف الفلسطيني تُجمع على أن الاحتلال لم ينفذ التزاماته في المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار”.

وأوضح أن استكمال تنفيذ بنود المرحلة الأولى يعني “وقف كافة الخروقات والانتهاكات وإدخال المساعدات بكميات كافية”، مشيرا الى أن الاتفاق ينص على “إدخال ما بين 400 إلى 600 شاحنة يوميا وفتح معبر رفح (بين مصر وقطاع غزة) للأفراد والبضائع والمساعدات”.

أما المرحلة الثانية فتنصّ على انسحاب إسرائيل من مواقعها الحالية في غزة وتولّي سلطة انتقالية الحكم في القطاع مع انتشار قوّة استقرار دولية.

الأحد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو خلال مؤتمر صحفي بعد اجتماعه مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في القدس “نتوقع قريبا جدا الانتقال إلى المرحلة الثانية، وهي أكثر صعوبة”.

وذكر بدران أن “الاحتلال يقلّص بشكل كبير كميات المساعدات الإنسانية الواردة إلى القطاع، ويواصل ارتكاب جرائم القتل في غزة، وتدمير المباني ومنازل المواطنين داخل الخط الأصفر (أي خط الانسحاب) وهذا يمثل مواصلة للأعمال العسكرية”.

بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، انسحبت القوات الإسرائيلية إلى مواقع خلف ما تسميه “الخط الأصفر” داخل غزة، وما زالت تسيطر على أكثر من نصف مساحة القطاع.

الأحد، أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير أن “الخط الأصفر يشكل خط حدود جديدا، خط دفاع متقدم للمستوطنات، وخط هجوم”.

وانتقد بدران تصريحات زامير ورأى أنها “تكشف بوضوح عدم التزام الاحتلال المجرم ببنود اتفاق وقف إطلاق النار”.

وبموجب الخطّة الأميركية المؤلّفة من 20 بندا، يُفترض أن تسلّم حماس أسلحتها وسيتسنّى لأعضائها الذين يلقون السلاح مغادرة غزة. وقد رفضت حركة المقاومة الإسلامية مرارا هذا المطلب.

لكنها قالت السبت إنها مستعدة لتسليم سلاحها للدولة التي ستدير القطاع مستقبلا وأن ذلك مرتبط بإنهاء “الاحتلال” الإسرائيلي.

اندلعت الحرب بعد هجوم شنته حماس وفصائل أخرى على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

قُتل 1221 شخصا في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية إسرائيلية. واقتاد المهاجمون 251 رهينة إلى غزة.

وردت إسرائيل بحملة عسكرية مدمرة أسفرت عن استشهاد 70366 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، اليوم الثلاثاء، إغلاق ملف “أسرى العدو” لديها بعد تسليم آخر جثة يوم الأربعاء الماضي.

وقال الناطق العسكري باسم سرايا القدس، أبو حمزة، في تصريحات اليوم: “أغلقنا ملف أسرى العدو لدينا بعد أن قمنا بتسليم آخر جثة يوم الأربعاء الماضي شمال القطاع ضمن صفقة مشرفة نتيجة معركة بطولية خضنا غمارها بكل عزة وشرف ووفاء أكدنا فيها أن أسرى العدو لن يعودوا إلا بقرار من المقاومة أو في توابيت وقد لا يعودوا أبدا”.

وأكد أبو حمزة أن حركته و”فصائل المقاومة التزمت بكافة بنود الاتفاق المنصوص عليه للمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء حرب الإبادة الهمجية الصهيونية على أبناء شعبنا”.

ودعا “الوسطاء والضامنين للضغط على العدو لتنفيذ التزاماته المتعلقة بالاتفاق ووقف خروقاته الإجرامية المتكررة”.

إعادة فتح اللنبي

الثلاثاء، أعلنت إسرائيل عزمها فتح معبر اللنبي أو جسر الملك حسين مع الأردن الأربعاء بعد إغلاق دام لأكثر من شهرين.

وقال مسؤول إسرائيلي إنه “وفقا للتفاهمات وتوجيهات المستوى السياسي، سيسمح ابتداءً من يوم غدٍ (الأربعاء) بنقل البضائع والمساعدات من الأردن إلى منطقة (الضفة الغربية) وإلى قطاع غزة عبر جسر الملك حسين”.

وأضاف أن “جميع شاحنات المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة ستسير تحت مرافقة وتأمين، بعد خضوعها لفحص أمني دقيق… تم تشديد إجراءات الفحص الأمني وتحديد الهوية للسائقين الأردنيين والحمولات، كما جرى تخصيص قوات أمنية مختصة لتأمين المعبر”.

أغلقت إسرائيل المعبر الرئيسي لدخول شاحنات البضائع والمساعدات من الأردن في 24 من أيلول/سبتمبر على إثر هجوم بإطلاق النار نفذه سائق شاحنة تنقل مساعدات إلى قطاع غزة وأسفر عن مقتل عسكريَين إسرائيليَين. وبعد يومين من الهجوم، أعادت إسرائيل فتح المعبر أمام حركة المسافرين فقط.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة