اليوم سأكتب عن شخصية أحببتها وأعجبتُ بها ورأيت فيها الرجل الوطني الكبير والأب الحنون الذي يعطف على أبناءه وأرى فيما يفعله لصالحهم بل يفعل لطلابه أكثر ما يفعل لأبنائه البروفيسور فتحي الوحيدي حفظه الله، نعم هو الشخصية الفريدة في زمن المحسوبيات والواسطة ووو .. هو شخص لا أشعر عندما أراه بأنه أستاذي الذي درسني في الليسانس بكلية الحقوق في العام 1994ويدرسني في الماجستير، بل أشعر بأنه الأب الحنون الذي يحب أبناءه ويسأل عنهم إذا غابوا أو تأخروا في تسجيلهم ، ليس هذا وفقط بل ويحاول أن يساعدهم بكل الوسائل المتاحه حتى يكون هذا الطالب مرتاحا، لاحظه الكثير من زملائي الكرام بعد أن اتجهوا اليه وشاوروه في قضاياهم وتسجيلهم ومعاناتهم بالنسبة للوضع الأكاديمي بالماجستير ناصحا لهم، كذلك يضع مصلحة الطالب والباحث نصب عينيه، ويدعم الجيل الشاب ويزرع لهم الأمل في المستقبل.
البروفيسور فتحي الوحيدي شخصية وطنية بكل معانى الكلمة، يتمتع بالشخصية الفلسطينية المحافظة قولا وعملا، كيف لا وعندما يبدأ محاضراته بالماجستير يعيش معنا هموم الوطن والمواطن وينقلنا إلى واقعنا السياسي المعاش وواقع قضيتنا الفلسطينية والمعاناة والألم التى عاشها الشعب الفلسطيني على المر السنين، ويؤكد لنا بأن واقع النكبة كانت هي العامل المحفز الأساسي لإحداث التغيير في الشخصية والكيانية الفلسطينية، وأيضا لابد من أن أشير الى مقتطفات من أقوالة التى كان يرددها بأن الدور الإضافي الأكبر لكل قائد واعي في المجتمع الفلسطيني أن يحافظ ويمتن من أساسات تاريخه وان يحصن الذاكرة ولا يتساوق من تبديل التراث والمعنى الأصيل لفلسطين بكل تفاصيلها التاريخية وهو أيضا دور يجب ان لا يتجاهل السياسي هذه الحقيقة ويزيد أكثر في الإغراق بالمرحلي على حساب التاريخ الذي يشكل في الحلم إستراتيجية البقاء إلى آخر الزمن، يعشق فلسطين وقريته التى هاجرها منذ النكبة وكان يردد ويقول لماذا لا نضيف في البطاقة الشخصية لكل فرد منا أسم قريته الأصلية، ويردد دوما ويقول الانقسام دمر النسيج الاجتماعي وشعبنا بأمس الحاجة اليوم للوحدة لمواجه الأخطار التى تحدق بنا من كل جانب.
حقا أنه البرفيسور فتحي الوحيدي الذي يجسد ملامح الشخصية الفلسطينية الأصيلة في تجاربه وخبراته خلال سنوات طويلة من العطاء الدؤوب في مسيرة العمل الوطني والأكاديمي بدءا من العام 1978، له بصمة في كثير من المشاركات وأعمال اللجان المختلفة منها القانونية والإدارية وصياغة الأنظمة القانونية في جامعاتنا الفلسطينية وخاصة الجامعة الإسلامية والأزهر، ويتمتع بخبرات تدريسية وإدارية عاليه منذ ثلاثين عاما بمختلف المواد القانونية، حاصل على رتبة أستاذ مشارك "بروفيسور" منذ العام 2001، ، وشارك في العديد من المؤتمرات العلمية العالمية والمحلية والدولية، وكان له دور فاعل وبارز في إعداد مسودة القانون الأساسي الفلسطيني المؤقت والإعلان الدستوري ومشروع الدستور الفلسطيني المؤقت ونظام المحكمة الدستورية العليا وإسهاماته في العديد من مشاريع القوانين للسلطة الوطنية الفلسطينية والمؤسسات المختلفة على صعيد الوطن وخارجه.
اليوم أراه يعمل بصمت بعيدا عن المناصب والمراتب التي يتصارع عليها البعض في جامعة الأزهر، الأكثر حضورا ونشاطا في الحقل الأكاديمي رغم كل الظروف المحيطة بالجامعة يطمح ويسعي الى التطور والرقي بالجامعة ونظامها الأكاديمي بعيدا عن التجاذبات السياسية.
هذا الرجل العظيم تعب من أجل الوطن ومن أجلنا، فلابد أن نعطيه حقه .. لك منا كل الثناء والتقدير، بعدد قطرات المطر، وألوان الزهر، وشذى العطر، على جهودك الثمينة والقيمة، من أجل الرقي بمسيرة جامعاتنا، وللنجاحات أناس يقدرون معناه، وللإبداع أناس يحصدونه، لذا نقدّر جهودك المضنية، فأنت أهل للشكر والتقدير...فوجب علينا تقديرك ...فلك منا كل الثناء والتقدير.
بقلم : أ. رمزي النجار
باحث وكاتب
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت