نص / عبد الرحيم جاموس
يعودُ السارحون من الحقول ...
تغرب الشمسُ بعد نهارٍ ...
صيفي طويل ...
يدخلُ الليلُ متثاقلاً ...
يسدلُ أستاره ...
تنقضي صلاة العشاء سريعاً ...
فرضاً، ووتراً معاً ...
يعودُ المصلون إلى منازلهم ...
يطفئ المؤذن القناديلَ ...
يغلق أبواب المسجدِ ...
الأزقة غير مضاءة ...
يعمُ الظلام القرية ...
إلا من بعض الأسرجة ...
المطلة من النوافذ الصغيرةٍ ...
المتباعدة، ...
تتوقف الحركة في الأزقة ...
تفترش بعض النسوةِ عتبات البيوتِ ...
يتسامرن ...
يرضعن أطفالهن ...
يتذكرن أيامهن الماضية ...
الأيام الأولى لزواجهن ...
أيام الحصاد ...
مواسم اللوز، والتين والزيتون ...
مواسم قطف البرتقال والليمون ...
يستعدن ذكريات زمن لا ينسى ...
يتباهين فيه بخلفتهن ...
أولات أحمالٍ ...
ولكل حملٍ قصة تروى ...
وحادثة تؤرخ ميلاده السعيد ...
الحياة هادئة في القرية ...
رتيبة، بسيطة، جميلة ...
لا يوجد ما ينغصُ عيشهن ...
الميك آب ... والريجيم ...
ليسا من ثقافتهن ...
ولا نفخ الشفاه والخدود ...
الأخبار لديهن ...
لا تتعدى أخبار الزِقاق ...
أو مواسمُ القرية ...
أو حدوثة ليلة قديمة ...
من زمن لا ينسى ...
مثل أخبار عائشة ...
التي تزوجت غريبة ...
في قريةٍ مجاورة ...
يتلهفن لسماع أخبارها ...
في الغربةِ ...
تقول إحداهن ...
عائشة مُسعَدةٌ ومحظيةٌ ...
زوجها يدللها ويدلعها ...
آخر دلال وآخر دلع ...
أخبارها ...
تثير حسد بعضهن ...
يرددن معاً ...
( نيالها عائشة، نيالها عائشة ...
صبرت ونالت ...
الله عوضها ...
عن حكم امرأة أبيها ...
الظالمة ) ... !!!
يزداد الحديث إثارة ...
عندما تقول إحداهن ...
عائشة خلفت ولداً ...
وأسمته فارساً ... !!!
على اسم أبيها ...
- على اسم أبيها ...؟!
النسوة يتعجبن من الأمر ... !!!
ما ظل غير أن ...
تبدل اسم زوجها ... !!!
وتسميه ...
على اسم عائلتها ...
نيالك يا عائشة ...
نيالك ...
مين قدك ...
أصبحت أم فارس ...
تحررتِ من ظلم زوجة أبيك الظالمة ...
وتنفض سهرتهن ...
على سيرة عائشة، أم فارس ...
ويصبحن على أحدوثة ... !!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت