بعد الاتفاق بالأمس ...فلسطينيون غير متفائلون بتحقيق المصالحة بين فتح وحماس

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
رغم توالي الاتفاقات واللقاءات بين طرفي الانقسام على الساحة السياسية الفلسطينية "فتح وحماس " ورغم الوعودات الفلسطينية بإنهاء الانقسام وقرب التوصل للمصالحة إلا أن المواطن الفلسطيني مازال فاقد الثقة بكل هذه الجهود الفلسطينية والعربية التي تبذل لتحقيق المصالحة مستقبلا.

وتوصلت حركتا فتح وحماس الليلة الماضية إلى اتفاق برعاية مصرية بشأن القضايا العالقة في وثيقة الاتفاق الوطني.

وفي السياق ذاته , مراسلة وكالة قدس نت للأنباء , ياسمين ساق الله التقت عدد من المواطنين في مدينة غزة لمعرفة ما يجول في خاطرهم حول ما طبيعة هذه اللقاءات والاتفاقات المتكررة التي تشهدها الساحة الفلسطينية بين فتح وحماس من أجل دفع المصالحة إلى الأمام.

وتشهد المصالحة الوطنية الفلسطينية بين الفينة والأخرى محطات توقف وعرقلة تدوم طويلا ,نتيجة لعدم تحقيق أي تقدم عملي ملموس على الأرض لما يتم الاتفاق عليه خلف الكواليس بين فتح وحماس سواء بالقاهرة أو الدوحة وغيرها.

كذب
المواطنة ميساء عزيزة "25 عاما "من مدينة غزة , تعقب على ما حدث بالأمس بين فتح وحماس بالقاهرة , قائلة :" ما بصدق انو في شي اسمو مصالحة راح تكون مجرد كذبة متل ما كذبوو علينا قبل لهيك ما بدنا نتأمل منهم شي لحتي ما نحبط".

وتتابع حديثها بثقة:" المصالحة لعبة يلعبها فتح وحماس على الشعب الفلسطيني لتحقيق مصالح خاصة لكلا الطرفين لهيك بطل في مصداقية فيهم لهيك ما نحلم انو يكون في مصالحة بينهم في الوقت الحالي ".

كما ووجهت رسالة خلال حديثها إلى حركتي فتح وحماس مفادها :" عليهم أن يطلعو من مصالحهم الحزبية ويفكروا بهموم الناس يعني يضعوا مصلحة الوطن قبل مصالح الحزب هيك بنكون وضعنا أنفسنا على أول طريق لبداية تحقيق المصالحة ".

وشارك في الاتفاق عن حركة حماس كل من "موسى أبو مرزوق ومحمد نصر، وعن حركة فتح كل من عزام الأحمد وصخر بسيسو.

ومنذ اعلان اتفاق الدوحة العام الماضي وعدم انجاز وتحقيق ما تم الاتفاق عليه في مراسم هذا , وفرحة الشعب الفلسطيني لم تكمل في كل اتفاق يخرج به طرفي الانقسام " فتح وحماس " .

كما أن المواطن أبو ماهر من غزة قلل من أهمية هذا الاتفاق واللقاء الذي جمع حماس وفتح بالأمس , ليقول :"فتح وحماس لن يتفقوا طالما مصالحهم الشخصية تتقدم على مصالح الوطن والقضية فالشعب الفلسطيني مل كثيرا من لقاءاتهم واتفاقاتهم التي لا تحرز أي تقدم حقيقي وفعلي على أرض الواقع ".

وينوه المواطن أبو ماهر إلى أن تحقيق المصالحة بحاجة إلى نوايا صادقة من طرفي الانقسام والتي من وجهة نظره غير متوفرة لحتى اللحظة بينهما من أجل دفع عجلة المصالحة وتحقيق الوحدة من جديد , مضيفا:" حماس تشعر بالراحة على وضعها الحالي في غزة كما فتح في رام الله تشعر بالراحة على مصالحها وأمورها بالتالي لماذا يتركوا ذلك ويتوحدوا من جديد ويخسر كل منهما ما حصده طيلة تواجده في السلطة والحكم".

ويقضي اتفاق الأمس أن تبدأ لجنة الانتخابات المركزية عملها في قطاع غزة اعتبارا من يوم 27-5-2012، كما ويلتقي وفدا حماس وفتح لبدء مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة المتفق عليها يوم 27-5-2012 فور بدء لجنة الانتخابات المركزية عملها في قطاع غزة.

وتختتم مشاورات تشكيل الحكومة بين الوفدين بلقاء بي رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل والرئيس محمود عباس أبو مازن بالقاهرة خلال مدة لا تتجاوز 10 أيام للإعلان عن الحكومة الجديدة.

كما تستأنف لجنة الانتخابات المكلفة بإعداد قانون انتخابات المجلس الوطني عملها اعتبارا من 27-5-2012 لتهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني بالتزامن، كما ويتم تحديد موعد إجراء الانتخابات بالتوافق بين كافة الفصائل والقوى الفلسطينية في ضوء إنجاز عمل لجنة الانتخابات المركزية.

وتحدد مدة عمل الحكومة التي سيتم تشكيلها بفترة لا تزيد عن 6 أشهر لتنفيذ المهام المتفق عليها بما في ذلك ( إجراء الانتخابات- البدء في إعادة إعمار غزة) مع ربط مدة هذه الحكومة بالموعد الذي سيتم التوافق عليه لإجراء الانتخابات.

ويقول الاتفاق في حالة تعذر إجراء الانتخابات في الموعد المتفق عليه نتيجة أية سبب خارج عن إرادة الأطراف يلتقي الطرفان لبحث إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة برئاسة شخصية مستقلة يتم التوافق عليها، كذلك تم التأكيد على أهمية تنفيذ ما ورد باتفاقية الوفاق الوطني بشأن تهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات وذلك من خلال سرعة العمل على تطبيق توصيات لجنتي الحريات العامة في الضفة والقطاع، وعلى حكومة التوافق الوطني إنجاز ملف الحريات العامة كاملاً في أسرع وقت ممكن قبل إجراء الانتخابات وفق القانون.