مع إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994م ، بدأت وزارة العمل فتح ملفات الجمعيات التعاونية للإسكان ، هذه الجمعيات التي ينتفع منها الموظفين الحكوميين بمساعدة السلطة من خلال تخصيص أراضي حكومية لإنشاء هذه المشاريع الإسكانية .
ومع مرور الوقت أصبحت هذه الجمعيات عبارة عن أوراق وملفات موجودة على الأرفف لأن المسئولين الكبار في السلطة استفادوا بشكل شخصي من الأراضي الحكومية ، وتم توزيع الأراضي عليهم في منطقة الزهراء من خلال وزير الإسكان في حينه عبد الرحمن حمد ، حيث كانت الواسطة والمحسوبية أساس العلاقة في كيفية الحصول على الأرض ، وبقي صغار الموظفين من عسكريين ومدنيين يعيشون في شقق للإيجار أو منازل عائلاتهم ومنهم من استفاد من مشاريع إسكانية خاصة مثل أبراج المقوسي والعودة والزهراء وعين جالوت .
اليوم شريحة الموظفين هي الأكثر تضرراً من الموضوع ، لأن الأراضي في غزة أصبحت غالية جداً في ظل حالة الغلاء التي يعيشها القطاع ، وانفتاح سوق الإسكان التجاري والذي يستغل حاجة المواطن ليرفع الأسعار ، حيث يبلغ ثمن اقل شقة في أطراف مدينة غزة 60 ستون ألف دولار ، وهذا المبلغ لا يستطيع الموظف العادي توفيره طيلة عمرة .
نحن بحاجة اليوم لثورة بناء حكومي ، يتم خلالها استغلال الأراضي الحكومية لإنشاء مشاريع إسكانية تقضي على سوق الاستغلال التجاري واحتكار كبار المستثمرين لهذه المشاريع ، على أن يستفيد منها المواطن بسعر يستطيع سداده من خلال راتبه الشهري ويستطيع أن يرتاح من السكن بالإيجار أو الإضرار للسقوط في يد سماسرة الحصار والحروب .
إن شريحة الموظفين من أكثر الشرائح ظلماً في مجتمعنا ، لكونه لا يستطيع شراء ارض أو عقار بسبب حالة الغلاء ، في حين أن راتبه متواضع ، وهو مطالب أيضا بتوفير الحد الأدنى من مقومات الحياة لأسرته ، فكيف لو كان لديه أبناء في الجامعات ، بالإضافة إلى أن الموظف لا يمكنه الحصول على شقة سكنية تتناسب مع راتبه بدون تدخل ومساعدة من السلطة الوطنية ووزاراتها ذات الاختصاص .
نتمنى أن تقوم الوزارات المختصة بالسلطة تفعيل هذا الملف حتى نتخلص من أزمة السكن التي نعيشها ونعمل على إنشاء مشاريع إسكانية حضارية في المناطق المحررة ، لضمان الانتشار السكاني الذي يضمن عدم إمكانية ضياع هذه الأراضي أو استغلالها بشكل آخر ، ولكي لا تقوم البنوك باستغلال الموظفين المحتاجين من خلال منحهم قروض باهظة الفوائد .
&&&&&&&&&
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت