ظاهرة "الفيزون" بين الرفض والحرية الشخصية

نابلس – وكالة قدس نت للأنباء
فتح قرار إدارة جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، بحظر إرتداء الطالبات ما يطلق عليه اسم "الفيزون" داخل حرم الجامعة، الباب على مصراعيه في المجتمع الفلسطيني، حيث قررت إدارة الجامعة منع هذا النوع من اللباس داخل حرمها الجامعي.

وفي وقت اعتبرت فئات من المجتمع الفلسطيني، هذا القرار بالمجحف بحق الطالبات وحرياتهن الشخصية، نظر آخرون " إلى ذلك بالمطالبة بتعميم هذا القرار على كافة الجامعات الفلسطينية وحتى في الشوارع، مؤكدين " لا حرية شخصية في الأماكن العامة".

تشويه للعادات والتقاليد ...
إعتبر فلسطينيون إنتشار هذه الظاهرة بأنها "تشويه" للعادات والتقاليد الفلسطينية، كون المجتمع الفلسطيني من المجتمعات المحافظة، فإن هذا اللباس يعتبر تعدياً على العادات وتغييب الثقافة والهوية الوطنية.

وقال المواطن خضر ابو رميله من القدس" ننظر إلى انتشار هذه الظاهرة ببالغ الخطورة خاصة في ظل ما نعانيه كأبناء شعب فلسطيني، وننساق وراء سياسة الاحتلال بتجهيل شعبنا وتغييب ثقافتنا وهويتنا الوطنية، بدلاً من التمسك بتراثنا ولباسنا الفلسطيني، نذهب إلى تقليد دول الغرب في اللباس".

حرية شخصية...
يرى مواطنين بأن ذلك يأتي في إطار الحريات الشخصية والمكفولة وفقاً للإعلان العالمي لحقوق الإنسان بحق الملبس، وإعتبر قرار جامعة النجاح بأنه تدخل في خصوصيات الطالبات، مطالبين بالعدول عن هذا القرار.

وتقول الطالبة الجامعية روان الترتير من رام الله والتي تدرس في جامعة بيرزيت إن "قرار النجاح يأتي في إطار طمس الحريات"، معتبرة أن "هناك حرية فردية لا يحق لأحد التدخل فيها، خاصة وأن هذا لباس، مضيفة " نرى في ذلك تعدياً على حقوق الطالبات وحرياتهن".

وعارض هذا الرأي الطالب الجامعي يحيى أبو سليمان من جامعة القدس حيث يقول" هناك فرق بين الحرية الفردية والحرية العامة، فالجامعة مكان عام وليس لطالب واحد فقط، ومن منطلق الحفاظ على الهوية الثقافة الفلسطينية، وعدم إتاحة الفرصة لدول الغرب بالتحكم حتى في لباسنا فإننا نرفض هذا النوع من اللباس الذي وصفه بـ" التبرج" مؤكداً" على ضرورة توعية الفتيات لمثل هذا النوع من اللباس، والذي يكشف مدى الإنجرار وراء الموضة، والموديلات الأجنبية.

تعدي على الثقافة فلسطينية...
من جانب أخر، قال عدد من طلبة الجامعات في الضفة الغربية، إن "هذه الظاهرة المنتشرة بشكل كبير بين صفوف الفتيات في الأراضي الفلسطينية تسبب قلقاً وخوفاً مجتمعياً، خاصة مع الإنتشار المتزايد والموديلات المنتشرة بشكل كبير، مما يجعل هناك حالة من الضياع لدى الفتيات والشباب خاصة في جيل المراهقة.

وإنتشرت على صفحات موقع التواصل الإجتماعي " الفيسبوك" المئات من التعليقات التي تباينت بين القبول والرفض في أوساط الشباب والفتيات في المجتمع الفلسطيني.

وطالب مواطنون السلطة الوطنية بالعمل على ضبط الحرية الشخصية في الشوارع والجامعات والمرافق العامة.