لماذا أصبحت المرأة تعتبر أن الرجل شركة خاصة لا تقبل فيها شراكة مع احد ، ولا يجوز لأحد من النساء الاقتراب منه، ولا يحق له أن يتمنى زوجة ثانية تحت أي مبرر ؟.
لماذا تقبل المرأة أن ترى زوجها على سرير الموت، ولا تكثرت إن رأته في سرير الخليلة، بينما تستشيط غضبا إن رأته في سرير الحليلة.؟
لماذا وصل الأمر بالمرأة إلى اعتبار تعدد الزوجات السُنة التي تثير شهوة الحقد على الإسلام وتسميها "خيانة"، أما سعيها وراء ما هو مثير ومعاكس لتعاليم الإسلام من القول والفعل مثل التبرج فهو "موضة " ؟.
لماذا تعتبر المرأة كلام الناس هو الهواء الذي تستنشقه، وتسعى ألا تخدش حياؤه ، وتحسب له ألف حساب، وتسكنه في الطابق الأول من قلبها وعقلها، بينما كلام رب الناس يسكن في الطابق الأخير، وعلى مضض؟.
لماذا تستعد المرأة للتضحية بكل حياتها، ولا يسعدها أن تتنازل عن جزء من وقت زوجها لصالح كائن آخر اسمه "امرأة "، تشترك معها في المكونات الداخلية والخارجية ؟
لماذا تصر المرأة على أن تفرد كل أجنحتها على زوجها، رغم علمها أن أجنحتها لم تعد تقيه حر الصيف أو قسوة الشتاء، ولا تريد له أن يبحث عن أجنحة جديدة ، حتى وإن كانت من نفس الماركة ؟.
لقد تأكد جلياً أن المأساة التي تعيشها المرأة هي بسبب النساء، فالرجل حين يريد الزواج من امرأة ثانية فان أول من يقف ضده "حزب النساء".
فلماذا التناقض أيتها المرأة ، تدعين حبك لبنات جنسك وحرصك عليهن، وفي المقابل تمتنعين عن تقديم يد العون لهن؟.
إنني هنا أسال من يدعي حرصه على المرأة وخاصة وزارة شئون المرأة والمراكز النسائية، ماذا يعني اهتمامكم بالمرأة ؟ وهل الاهتمام قاصر على تعليمها فنون الخياطة والتطريز، وتزويدها ببعض دجاجات كي تربيها في البيت وتطعم أبنائها ؟
أنا لا اقلل من مثل هذه الأمور، لكن هل نسيتن نفسية الفتاة التي وصلت 30 عاما ولم يمنحها قطار الزواج بطاقة صعود، بسبب المرأة نفسها، فالزوجة ترفض أن يتزوج زوجها بغيرها، وأمه وأخواته يرفضن ان يتزوج بفتاة وصلت 30 عاما، فماذا تفعل من دخلت هذه المنطقة الزمنية رغما عنها.
أتمنى أن تفهم المرأة أهمية دورها في احترام أخواتها من جنسها ، حين تسمح لزوجها المقتدر بالتعدد من باب إدخال السعادة على قلوب الفتيات التي أصبح شعارهن " هرمنا"، ولا تنسي أيتها المرأة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " فكما انك تحبين السعادة لنفسك ، فان إيمانك يكمل حينما تتمني السعادة لغيرك.
مصطفى محمد أبو السعود
كاتب من فلسطين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت