مــــــولات غــــــــزة ...ظاهرة واكبت التقدم وتحدت الحصار

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
رغم تواصل الحصار الإسرائيلي للعام السادس على التوالي في قطاع غزة وما صاحب ذلك من عراقيل وصعوبات أنهكت كافة قطاعات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتي باتت تؤرق كاهل المواطن الفلسطيني يوما بعد يوم , نجد أن مدينة غزة تحدت الحصار وواكبت التطورات لاسيما الاقتصادية منها وذلك من خلال انشاء عدد من المراكز التجارية والمولات الحديثة بداخلها والتي أثبتت جدارتها وتحديها وكفاءتها رغم الحصار .

ففي مدينة غزة عدد من المولات التجارية كمول مترو , ومول الأندلسية ومركز غزة التجاري وغيرها من المولات التي بصدد الانشاء والافتتاح خلال الفترة القادمة , مراسلة وكالة قدس نت للأنباء , ياسمين ساق الله تحدثت في سطور تقاريرها عن مول الأندلسية كونه الأكبر والأضخم في مدينة غزة وذلك لتسليط الضوء على طبيعة العمل داخله والصعوبات والتحديات التي تواجه وغيرها من التفاصيل في سياق التقرير.

تخفيف المعاناة...

المدير التنفيذي لمول الأندلسية في مدينة غزة المهندس ايهاب العيسوي, يرى أن المول منذ افتتاحه عام 2011 وهو يعمل وفقا لهدفه المتمثل بتلبية كافة احتياجات المواطن الفلسطيني , قائلا:" الهدف الأساس من انشائه جاء للترفيه عن المواطن الفلسطيني المحاصر ولقضاء كافة احتياجاته في مكان واحد سواء من ملابس أو مواد غذائية أو تسلية وترفيه وجلسات عائلية هادئة".

ويشير العيسوي إلى أن إلى الصعوبات والتحديات التي واجهتهم خلال طبيعة العمل بالمول نتيجة لاستمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة للعام الخامس على التوالي أبرزها عدم توعية المجتمع الفلسطيني بمفهوم المول بالمستوى المطلوب , قائلا:" فهناك فرق كبير بين المركز التجاري وبين المول بالتالي فكرة انشاء مول بغزة تعتبر ثقافة جديدة لدى الفلسطينيين ".

ويتابع المدير التنفيذي حديثه عن الصعوبات قائلا :" نواجه مشكلة كبيرة في ادخال البضائع في ظل الحصار الإسرائيلي ما يجعلنا نجلبها من مصر ما يزيد من التكلفة على الجمهور , الوضع السياسي والاقتصادي أيضا يلقى بظلاله على طبيعة العمل داخل المول بالإضافة إلى مشكلة انقطاع التيار الكهرباء المتواصل على غزة ".

ويؤكد على أن أزمة الوقود تؤثر بشكل كبير على العمل داخل المول , قائلا:" خلال 48 ساعة اذا لم يتوفر السولار المول سيتعرض للإغلاق بسبب ازمة الوقود التي تتفاقم يوما بعد يوم في قطاع غزة , هذا بالإضافة أزمة الفكة رغم بساطتها إلا أنها قاهرة فالبنوك لا تتعاطى معنا في هذه الأزمة ما يؤثر على عملنا وتقل من عدد الزبائن الوافدين الينا".

كما وكشف أنهم بصدد انشاء مول أخر في شمال أو جنوب قطاع غزة خلال العام القادم, معللا ذلك بأن المجتمع الفلسطيني بدأ يتقبل فكرة المولات في غزة , موضحا أن المول قدم العديد ومازال يقدم العديد من الحملات التي لاقت اقبال كبير من قبل الجمهور , قائلا:" هذه الحملات هدفنا تخفيف المعاناة عن المواطن الفلسطيني والشعور بمعاناته ف ظل وضع اقتصادي سيئ بالإضافة الى التسويق للمول باستقبال عدد أكبر من الزبائن".

ونوه في الوقت ذاته إلى أن تكاليف انشاء المول وصلت إلى ما يقارب أربعة ملايين دولار , قائلا:" رغم أنه مشروع ربحي إلا أننا رغبنا في تقديم خدمة للشعب الفلسطيني لتخفيف الحصار عنه بتقديم جودة عالية في أقل الأسعار لتناسب الجميع بل ونعد المواطن الفلسطيني بالأفضل دائما ".

وختم حديثه قائلا :" نسعى دائما لتقيم أفضل وأجود الخدمات والأصناف بأقل الأسعار في ظل ظروف الحصار الإسرائيلي المتواصل على غزة , حديث قدمنا للوفود العربية المتضامنة مع غزة والأسرى المحررين وأطفال الصم وأبناء الشهداء والأيتام ", متابعا:"من خلال تقديم وجبات الغداء والعشاء بأقل تكلفة لمدة أسبوع وذلك لمسة وفاء من المول لتضحياتهم ولتعزيز صمود الشعب وتخفيف معاناته".

ويتكون المول الذي يتسم بالحداثة والعصرية من ثلاثة طوابق، خصص الأول لهايبر ماركت يتضمن بين أركانه منتجات غذائية، وبقالة، وأدوات منزلية، وخضار، وفواكه، ولحوم,فيما الطابق الثاني خصص لبيع الملابس والأحذية لمختلف الأجناس والأعمار بماركات محلية وأجنبية، أما الطابق الثالث فقد قسم لثلاثة أجزاء ( مطعم، وكافي شوب، وصالة عرض، ومركز العاب إلكتروني.

أزمة ...
وفي السياق ذاته , تحدث هيثم الدلو , موظف إداري داخل المول , عن طبيعة العمل قائلا:" أبرز المشاكل التي تواجهنا في عملنا داخل المول أزمة الفكة وخاصة في فترة الأعياد والمناسبات نتيجة لاحتكار بعض التجار لها ما يجعلنا نتغلب على هذه المعضلة من خلال التعامل مع الزبون بلباقة واقناعه بأنها أزمة حقيقة ".

كما ونوه الدلو على أن عدم توعية المواطنين بالتعامل مع النظام داخل المول أوجد اشكالية منذ بداية العمل داخل المول , قائلا :" نواجه خلال عملنا مزاجية الزبائن ما يتطلب منا كموظفين التعامل بحكمة مع الزبائن كي لا نخسرها فنحن نتعامل على مبدأ الزبون على حق دوما ومن هذا المنطلق نسعى لمعالجة بعض العراقيل التي تواجهنا في العمل".

وأكد خلال حديثه على أن العمل داخل المول يسير وفقا للمطلوب وأن اقبال المواطن الفلسطيني عليه يزداد يوما بعد يوم , مؤكدا على أن الهدف الأول للمول يكمن في تلبية كافة احتياجات المواطن الفلسطيني وتخفيف أعبائه المتزايدة في ظل ظروف الحصار الإسرائيلي على غزة وذلك بتقديم الخدمات والسلع بجودة عالية وفي مكان واحد.