سباق الرئاسة المصرية... والسيناريو المحتمل...!

بقلم: د.كمال الشاعر


لأول مرة منذ ثورة 23 يوليو 1952 م يُقدم المصريين في الوطن والشتات على اختيار رئيس للجمهورية من بين ثلاثة عشر مرشحاً من مختلف التيارات على مدار يومين؛ تتبعها جولة الاعادة في حال لم يحصل أي من المرشحين على نسبةٍ تؤهله للفوز بكرسي الرئاسة؛ فلقد أظهرت نتائج الفرز الأولية لصناديق الاختراع في الخارج بتقدم كلاً من( حمدين صباحي، د. محمد مرسي، د. عبد المنعم أبو الفتوح، أحمد شفيق، د. عمر موسى) نتائج الانتخابات الأولية مما يعني أن هناك تقدما لمرشحي التيار الإسلامي الممثل في د. مرسي، د. أبو الفتوح على الرغم من ترشح الأخير كمستقل. أي أن باقي المرشحين الثلاثة - رغم ترشحهم كمستقلين- ذو التوجهات العلمانية والاشتراكية.

فمعنى تقدم المرشحين الثلاثة (موسى، صباحي، شفيق) بنتائج الانتخابات في الخارج. هذا لا يعني تقدمهم في الانتخابات؛ فصوت الناخب المصري الذي عاش الثورة ومر بمراحل انتشارها وتحقيق نتائجها ليس كالذي عاش خارج مصر وسمع عنها وشاهدها على شاشات التلفاز فهناك احتمال أو سيناريو واحد قوي وهو أن يتعادل كلاً من المرشحين د. مرسي، د. أبو الفتوح في نتائج الانتخابات في هذه الحالة يدخل د. مرسي مرحلة الخطر بأن يقوم باقي المرشحين بدعم د. أبو الفتوح على حساب د. مرسي، حتى لا يجعلوا قوة تيار الإسلام السياسي في البرلمان وفي الرئاسة؛ ويكون حينها الدعم والتأييد من عائلات قوات الأمن والقوات المسلحة لصالح المرشح المنافس للمرشح الإسلامي.

والسيناريو الآخر – وهو الأضعف – تعادل (حمدين صباحي ، د. محمد مرسي) يبقى الخيار الأصعب أمام التيار السلفي - المنادي بنشر الدعوة الإسلامية عن طريق الوصول للحكم- في أن يختار بين التوجه الإسلامي الذي كان شعاره في الانتخابات البرلمانية وإن اختلف معه في الرؤى و الطريقة؛ أو يثبت عكس ما ينادي به.

في هذه الحالة تظهر الحقائق وراء دهم التيار السلفي للمرشح (د. أبو الفتوح) هو ليس دعماً لمرشح ذو توجه إسلامي سابق؛ بل أن التيار السلفي يكن العداء لفكرة الإسلام السياسي الذي ينادي به حزب الحرية والعدالة؛ وأن التغيير يجب ان يبدأ من القاعدة ويصعد إلى رأس الهرم، أي التدرج غي نشر فكر الإسلام السياسي.

فهل سيختار السلفي في هذه المرحلة وينفذ فكر الإسلام السياسي الذي ينادي به حزب الحرية والعدالة وأن لا يضيّع أصوات ناخبيه ويصب بها ضد المرشح الإسلامي الوحيد في سباق الرئاسة المصرية.

*رفح في 23/05/2012

الكاتب والمحلل السياسي د. كمال محمد الشاعر

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت